تساقطٌ ، أم سقوطٌ
خاص ألف
2012-11-21
موديل
بين عشيةٍ وضحاها ينقلبُ المنقلبون . يصبحون على غيرِ ما كانوا به ينطقون . لا بأس في ذلكَ . هذا هو المطلوب . لدينا معملُ تسويق . اقصدونا. نعملُ على تجديدكم من الألفِ إلى الياء . تسألون من نحنُ ؟ نحن مركزُ الصبغِ والقلعِ والوشم والتّجميل . نستطيع تحويلكم من أشخاص تافهين ، إلى شكل جديد . تبدون فيه كأنّكم محترمون !
لدينا أختام ٌ . أعلامٌ . شعاراتٌ . أقلامٌ . أبواقٌ . تظهركم كيفما ترغبون : ثائرون . مؤمنون . فلاسفة . شعراء .أمراء مؤمنين . أختامنا محدودة . اشتروها ، أو دعنا نوشمَ نحن على أجسادكم بسعرٍ أقلّ طبعاً وبالتّقسيط. نوشم : عباءةَ دين ، علمانيةَ للطائفيين ، وطنية للخونة . ممانعات . مصايحات . أسرعوا قبل أن تتكسّر إبرُ الأختام . نستطيع وشمكم بواسطتها ، أو زخرفة كعكِ العيد بها. أختامنا مسنّنة تفعلُ المستحيل .لا تتردّدوا . العصرُ يحتاج لوشومنا ، وأنتم تحتاجون لطلّة مقنعةٍ . ابحثوا عن الجمالِ في الشّكل نكرّسه لكم حتى الذروة . الجمالُ هو شكلٌ وصورةٌ ليس إلا . بعد الوشم نعلّمكم لغةَ الجسد . ترفعُون سبابتكم متوعدين. تبتسمون ابتسامة سخرية صفراء تقليلاً من شأن الآخرين ، وتصبحون قائدة ، وزعماء . تفرّخون أبطالاً جاهزين. الحرّاس عن يمينهم وعن شمالهم ، والبشر يركعون لهم . قادة تاريخيون . صنعنا قبلكم أفواجاً . كلّ المقاومين الممانعين ، وفي طريقنا لصنع أشكالٍ جديدة للمؤمنين!
قبل السّقوط
مدارسُ التّجميلِ كثيرةٌ ، تدفعُ لها النقود ثم تندم . تحاولُ العودة إلى ما كنت عليه ولا تستطيعَ . للشّكلِ صفاتٌ معينة ، قد تأخذَ شكلَ المؤمن الورع ، وتقدّم الرّوحانية على في علبٍ لا تنتهي صلاحيتها ، أنت تعرف حقيقةَ نفسك ،أنّك كاذبٌ ملعون . الكثيرُ من الناس يوصلون رسائلهم عن طريق هيئتهم ، وعندما يسلط أحدنا الضوءَ عليهم جيّداً . يرى أنّهم مشوّهون ، يحاولُ إسقاطهم من قواميسه الإنسانية. . ينتظرُ إقناع نفسه بالحقيقه ، وقد يهوي من أسقطه البعض هبوطاً مريعاُ قبلَ أن نقرّر الإطاحة بها من أذهاننا.
روائع عن السقوط .
يعملُ الطّب النفسي الحديث على داخل الإنسان . يذهب الروحانيون إلى القول أنّ المضمونَ هو الذي ينعكسُ على الشّكل، يبدو الإنسانُ جميلاً إن كان داخله إيجابياً . كلامٌ جميلٌ . لكنّه غيرُ واضح تماماً. طالما ننظرُ إلى إنسان يعيشُ الحياة بتنوعها ، ونطلبُ منه أن يكون مضّاداً لنوائب الدّهر ، يعمّه السلام الداخلي بينما صور القتل والذّبح أمامه ، وربما ليس لديه ثمن رغيف خبز ، ولا ثمن دواء لابنه المريض ، تركَ والدته وحيدة . ذهبَ إلى المنافي ، وليسَ لديه ثمن العودة . هذا الشّخصُ يسقط من ذاكرتنا في مستنقع النسيان.يرحلُ إلى في الأبعاد . وننسجُ حوله حكايات كان يا ما كان . لا نفهم داخله من خارجه . وهذا هو السقوط المريع . نستبدله بالسقوط الرّائع .
حالات سقوط
نتساقطُ أحياناً كالذّباب عندما يرّش بمواد كيماوية ، ونفيقُ من التّخدير كالصّراصير التي حاولنا إبادتها ولم نفلح . نسقطُ بإرادتنا ، أو رغماً عنّا . للسقوط حلاوة ، فعندما نسمعُ صوتَ ارتطام رأسنا بالأرض قد نصحو ، ونتلّمسُ جباهنا المدمّمة . وما دمنا لم نمتْ . يمكننا القول أنّنا ولدنا من جديد . نسقطُ في كلّ لحظة . ننظرُ حولنا لنرى إن كان أحدهم قد عرف بأمرنا ، وإن لم يعرفْ . نزيلُ الغبار عن جباهنا . نتناسى ماحدث إلى حدّ النكران . نتشبّث بمكاننا مع أنّ الأرض تموج تحت أقدامنا ، نبتسمُ كي نوهم الآخرين أنّنا نقف على أرض ثابتة . إنه السّقوط المجنون .
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |