تعيسٌ أنت أيها العوسج
يبيعك الحزن في منفاي لأسرار الدمع
من أجل حفنة بلاغة
وتقرض أظافر فرحك بأضراس النهايات
لا عنوان تختمه على فم البداية
ترقص في خواتم الأمواج
و رفيف القصائد المنثورة على الشواهد
يتباهى الغوغائيون باندثارك
تحت خيوط شمسٍ لم تعد تنهض إلا مكرمة لصبرك
لتصك لك ذواكر الفاجعة وتبوب لك أساطير المأساة
وكأنها تدوّن قدرك المحتوم بارتطام الآخرين بك عنوة ً
مارا عليهم بنظرك المخنوق وهم يتعكزون على هواجسك
يلوكون أذرعك ويهبونك زوادةً من اذرعة الرصاص
تاركين نبض أفئدتك تحت كفالة صديقهم الحميم الموت
يعطرون بك الرثاء ويمتطون هامات الأشلاء ويصرخونك:
هذا مثواك ومن شب على أنقاضٍ شاب عليها
فتثور أنت وتجهش لروحي كثيرا
ولكن ليس هكذا وودت لك أنت
2
لمَ تعيساً كنت ؟
فانك ما انكفأت يوما عليك و إنما
مضيت وحلمك أن تبيع قطعة سكر وكسرة خبرٍ حلو حاف
لأولئك الذين يلدون في أحشاء العاصفة كأجنة حرمان
ألقاها الفراغ في ثقوب الخطيئة
و تعمشقت رغم الثرثرة قي مواطن بلا تفرد وبلا سلام
في نهارات بلا أوسمة
ولكنك ما استطعت بل حاولت أن تدق أجراسا وأمنيات
لكن بلا أمل ولا حتى قصاصة إدانة
فانحنيت
لا تنحني ثر أنت
3
وها أنت ماضٍ في خشوعك
خبرني كيف لي
أن اسند زندك لتقف إلى صف هامات الغيم وهي تواجه أسنان الرياح
وتتصدى لمسامع ذئاب عويلها يشق السماء
تلون شفاهها بتعاويذ الجثث
فيجن بدن المنفى ، وتجن أنت
لينام حتى الهواء في خريف شاحب يرتجل الغبار
ليخنق كلانا أنا وأنت
وعلمني في هذا المدى المقفل
كيف أدلك على هرطقة التغريد
وأنا شهدت مثلك اقتناص صديقنا التاريخ
وتهريب رجالاته وبيع أيامنا بأسواق الخساسة والنخاسة
كيف أيها العوسج
بإمكاني أن اطحن لك دقيق الأغنيات
والصباح في وطني جائع
يتناول خميرة الظلمة ، يتنكر حتى لثماره يتنكر حتى لفجره
والضوء فيه لا ير اللون
يرقد به الضمير في نوم أزلي
ناسيا اياك على مشارف الترقب
هائما وراء أقدام الهزائم
يكذب عليك السراب يجمل لك
مغامرة النهضة من دوائر الألم وهل صدقت ؟
فتتألم وتنزف كثيرا أنت
4
اهدأ أيها العوسج
ريثما أصادق لك حياة تحيي شهيقك
وتزفر بحاتك
في موطن لا يمنح للعدم وجبته الرئيسية ويخصب فصول الحب
ويتكاثر فيه جموح الولادة
هبني برزخا آخر واهدأ انت
لأمضي اليك وتمضي الي انت
بكامل اناقتك عوسجا وصديقا