عذراً...
خاص ألف
2012-12-23
ينسلخ المواطن السوري عن ماهيته البشرية، يفقد عنصر المفاجأة متناغماً مع الحدث، ومتخلياً عنه في ذات الوقت، رصيناً في مشيته صوب العمل، فأحاديث الخبز والغاز في مخيلته تدور دائماً .. أما الموت، فهو حدث تنتهي به جميع الأحداث.
طبعاً نحن هنا بصدد المواطن الذي ينأى بنفسه عن كل ما يحدث، ويرفض قطعا أن يكونَ جزءاً من هذه المعمعة التي تشهدها البلاد، بل يلح على عدم إبداء أية ردة فعل تجاه الأشياء التي تسحقه يوماً بعد آخر، هذا المواطن يشكل شريحة لا بأس بها في البلاد، البلاد التي تتزحزح تحت وطأة الهجرات وغلاء الأسعار وفقدان الأمن بكافة أشكاله الحياتية.
كل ذلك لا يعني له شيئاً ولن يعني له، لا في المستقبل القريب ولا البعيد، فتراه يمضي إلى وجهته دونما اعتبارٍ يعطيه حتى لنفسه كحياة من الممكن فقدانها في أي صدفةٍ قد تباغته، أو انفجار لربما .. أو اشتباك.
أجل يفقدُ مواطننا الشرس بصمته الثقيل كل يوم السمات التي يتميز بها الإنسان في شخصيته سواء كانت سلوكية في مظهرها، أو سيكولوجية في باطنها!.
بل تجاوز الأمرُ إلى حدٍ من الصعب أن تتصوره كقارئ للمشهد؛ إذ يسيطر أيضاً على الأعراض الفيزيولوجية التي تنتاب المرء والتي هي حقٌ من حقوقه كآدمي منحته إياها العلة الأولى، إن أصابه خلل في ساحة وجوده، كاتساع حدقة العين وارتفاع الأدرنالين، والتعرّق، كردة فعل طبيعية للخوف، بالإضافة إلى سيطرته على نبضات قلبه التي بالفعل باتت خاليةً من إيقاعها المتعارف عليه !.
عذراً ... أراك الآن مخلوقاً آخر...!!
أرى حراشفَ تزداد سماكة يوم بعد يوم ، قد بدلتها بجلدك، وأظلافاً تركل بها فوارغ الرصاص، قد بدلتها بأظافرك !!
عذراً ..
وأنا الآن لستُ بمعزلٍ عنكَ ..
بل.. ربما أتحدث عن نفسي .
ريناس سينو
/ خاص ألف /
08-أيار-2021
11-كانون الثاني-2013 | |
02-كانون الثاني-2013 | |
23-كانون الأول-2012 | |
23-كانون الأول-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |