المواطن ( س )...
خاص ألف
2013-01-11
ليس من باب التهكم، أو من باب السخرية .. لكن، إن تطرقنا للمواطن ( س ) فلا بدّ لنا أن نتكلم عن المواطن كما هو موجود ... لا كما ينبغي أن يكون ..!
ما بين مبدأ اللذة ومبدأ الواقعِ، يتأرجح المواطن السوري كطفلٍ أتقنَ لعبتهُ بمهارةٍ شديدة..بل أجادَ أيضاً كيفيّة التملص من دوافعه .. إن تصارعت !!.
لأن التصادمَ ما بين دوافعه تسفرُ عن نتائجَ وخيمة ..
الآن ... هو ليس إلاّ أرضاً خصبة لآليات " فرويد " الدفاعية !
وحصراً المرفوضة على الصعيد الشخصي والنفسي !.
قطعاً .. هنالك آليات مقبولة بالنسبةِ لمدرسة التحليل النفسي إن حافظت على توازنها المتعارف عليه ... فالتبرير استجابة منطقية... إن :
ــ أرادَ المرءُ أن يتجاوز إحباطه ببعض الجمل التي يميلها على نفسه .
أمّ الردُ المعاكس :
أن يكون المرءُ فعّالاً مع نفسه تجاه الأزمات النفسية ( المُختلقة منه أحياناً ومن غيره دائماً)والتي تحيق به من حيث تتالي المشاهد المغايرة لحياته الطبيعية ضمن البيئة التي تتعايش هي معه ، لا هو !..أي في مراد القول، أنه يُــجمّل الصورة الحياتية له وللآخرين من أبناء جلدته, ولو كانت في خياله!؛ وحتى الحيوان الذي يراه عادةً بغريزته المُـعطاة، يحاول أن يراه بالصورة القديمة لا الصورة التي عهدها الآن مع تغيّر جغرافية المكان والحدث الذي يعيش فيه الجميع ... حيواناً كان أو إنسان،وأتكلم هنا عن الـ" مُـتحركات " علاوة على المخلوق الثالث ( النبات )!.
المواطن ــ س ــ في سورية متعدد الاتجاهات النفسية والفكرية من حيث الحدث المُـلم به.. وخاصةً المواطن الـ" عامي " البسيط الذي همّه الأول هو القوت وإن كبرَ طموحهُ لحدّ ما يصل إلى امتلاك منزل صغير وعائلة صغيرة على حجم مردوده الشهري أو اليومي الذي يُـطبّق على عاملي الأعمال الحرة ( الكادحون بين الحجرِ والغبار )؛ وهذا ما جعلَ المواطن " س " في سورية يتماشى مع الدولة العظمى بشرياً ــ الصين ــ في تحديد النسلِ على أنه حضارياً ولا يريد أن يُـنجب " دزيّنة " أولاد من أجل التلوّث البيئي!! .. وهذا ما يفكر فيه على أنه مُــتقدم مع الشعب الصيني!.. ويذهب بعدها إلى زاوية مظلمة رطبة في منزله ليضحك على هذا ويقول بحسرة: " ألعن أبو الجوع ..علىأبو الدولة اللي خلتني جيب بس ولدين ".ويحسّ نفسه ليس ملموساً على صعيد المجتمع، بل هو عبارة عن شبح عابر .. ليس مادياً ! مما يجعله ينقم على نفسه وعلى الآخرين وحتى على الذات الإلهية من باب الشكوى العابرة.
وهنا يقول سارتر في دراسات فلسفية "المادية والثورة " (ولكن من الممكن اكتشاف الحيلة. فالمادي يعلن عن نفسه كموضوع أو كشيء، وهذه هي مادة العلم حتى يحذف الذاتية ..) وفي كلام يليه ضمن الدراساتيقول: (لقد ردّ العالم ــ إنجلز ــ ذلك الكيف المحسوس .." وهلالمواطن ــ س ــ محسوس؟!! .. ويُـكمل: إلى كمٍّ أو عدد .. " وهل المواطن ــ س ــ عدد ؟؟!! .. ويكمل أيضاً عن الصراع الطبقي إذ يقول: ( ففي الصراع الطبقي تذيب البروليتاريا ( الطبقة العاملة ) فيها طبقة البورجوازية، أو الطبقة الوسطى المرهفةداخل وحدة اجتماعية بلا طبقية.أما الصراع من أجل الحياة فالأقوياء يدفعون تماماً وفي بساطة الضعفاء إلى الاختفاء).
إذن ... أين المواطن " س " ؟!
المواطن " س " الآن ... يرفع القبعة لله ... ويقول:
ــ أنتَ خالقي ! ... أين الدفء في زمهرير الموت والغياب ؟!
أين الميزان! .. العدالة الموعودة .. أين ابني .. أقصد... أين أشلاؤه وقبره ؟!!
أين أصدقاؤنا الأنبياء .. الــ" مسج " تبعك على الأرض ؟!!
لحظة .......
أين أنا ...؟!!
أين دمشق ... ...........الحياة ......... أينكَ منـــّـا ؟!!.
***
ريناس سينو
08-أيار-2021
11-كانون الثاني-2013 | |
02-كانون الثاني-2013 | |
23-كانون الأول-2012 | |
23-كانون الأول-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |