العنوان.. فيما بعد
خاص ألف
2013-01-02
وبعد أن تعالت الأصواتُ في الغرفةِ، اتخذَ كلٌ منّا حيّزاً ونأى بنفسهِ عن الآخر، تثاقلت أرجاءُ الغرفةِ بصمتها، وامتلأت زوايا جدرانها المطلية على عجلٍ بهدير أنفاسنا الحائرة؛ بطبيعة الحال، لم يُـشكّل انقطاع الكهرباء أيّ حدثٍ!، فهو حدثٌ اعتدناهُ، كما اعتدنا عمانا المستديم...
لم يتغيّر شيء؟!!
سوى دخان سجائر أبت إلاّ أن تزدادَ اشتعالاً!
والغرفةُ مليئةٌ بـ"أضوية" صغيرة تنفثُ الدخان من أفواهٍ تعمّدت الصمتَ والجدار!؛
اتخذَ أحدنا مكاناً وسطَ الغرفةِ بهذيانٍ يترافقُ والشتائم!
/
أحياءٌ ولكن ...
كذا أنتم ..
كذا البلاد .. كذا والدك ووالدي،
ومن أنتَ ؟!!
لتقول ما تقول !
ومن نحنُ ؟!
لسنا إلاّ مشاريعَ لجثثٍ تدّعي الحياة !
أجل .. أحياءٌ، ولكن نريد،
أجل .. ولكن نريد !
نريدُ وطناً يشابه الغرفةَ
لا أكثر
ورصاصةً تخجل من الأمِ،
خبزاً نظيفاً من اللون
من احمراره،
عَلماً
مثل سروال جدّي ... أبيضَ
وحبراً يدومُ .. يدوم بلا اكتراثٍ بــ"منيِّ" القلم،
يدوم بلا هلعٍ، ولا ...
( ومن فرطِ ما عاقرَ الصديقُ الخمرةَ، تعثّرَ بدفترٍ عابر، أو .. بحرف اسمه الذي سقطَ خلسةً مع شتيمة أحدنا )
لم يتغيّر شيء
ولن يتغير ...!
/
/
الأزرقُ الإبراهيمي يتكلّم الآن.................................... فصمتاً؛
يضيءُ الآن صوته
مثلما أضاء " أديسون" حياته، و لربما أضاء جحيمنا،
يتنبّـأ الــ" الأزرقُ " متغابياً جحيمنا أيضاً!
لم يتغير شيء ..؟!
ولن يتغير.
الشخص الذي تعثّرَ بالدفتر، مازال مُـنبطحاً على ظلهِ رغم أن الشمسَ لا تراه!!،
يقلقني ما تقيّأه الصديقُ
تقلقني نظافة الغرفةِ..
وسجادتي
لم تتقن خطواتٍ أنشدت تيهنا
تيهَ البلاد!.
***
صباحاً... وقبلَ الموتِ بقليل
تتعالى أصوات الغرفة
فأُقلبُ قنوات التلفاز
أبالغ في البحث عن قناةِ (غنوة) علّني
أرى الإبراهيمي والله
يرقصان على عزفِ دمائنا،
( دُم .. تك .. دَم .. تك .. دم تك .. دمٌ وأشلاء )
لينالني الصممُ ... .....................................................
ريناس سينو
/ خاص ألف/
08-أيار-2021
11-كانون الثاني-2013 | |
02-كانون الثاني-2013 | |
23-كانون الأول-2012 | |
23-كانون الأول-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |