لماذا ينزلُ دمعي على كلّ بقعةِ عمر ؟
ويشدو أماميَ ظلٌّ ، ويركعُ حزن
لماذا أرمي دفاتر أهلي بعيداً ؟
وأمحو من الأغاني لون الحياة
لماذا أخافُ منكَ ، و كنتُ أخافُ عليكَ ؟
تعودُ إليّ بصوتٍ جديدٍ ، بطبع عنيد
نسيتَ معاني كلماتي .
لم تحفظ دروسي عن ظهر قلب .
على درب مواعيد الحبّ .
رحلتَ إلى الموتِ ، وما زلتُ أحيا
على دربٍ طويل من الكرب .
. . .
أتيتَ دياري عاشقاً
غصتَ في رمالي
نادتك صحراء العمر.
لم تسمعِ النداء ، سقطّتَ في الجّمر
رحيلٌ . رحيلٌ . تفوح منه رائحةُ العويل
تنطفئ الشّموع في عيدٍ للمستحيل
رحيلٌ . رحيلٌ، وعمري يذوبُ
وقلبي يسافرُ . يسقط ُ
قربَ ترابٍ قريبٍ . بعيد
مسافةً عمر تطولُ ، أو لا تطولُ.
تفاصيلُ موتٍ . ألحانُ حزن .
نومٌ أبديّ جميلٌ طويلً
على ذراعِ الشّجن
قرب نافورةِ حبّ عتيق .
أماكننا تضيقُ
رحيلٌ . رحيل ،و قلبي عليلً
حياتي تغوصُ بصمتٍ
في هاويةٍ بطعمِ الذل
يختفي
صوتُ الحياة ولا يبقى في جعبتي غير العويل

. . .
لماذا أنا لستُ أنا ؟
وأنتَ لستَ أنت ؟
تركتَ الديار وعناّ رحلتَ
فما عشتُ عمري ، ولا عرفتُ كيف عشتَ
ما عرفتك يوماً ، ولا قرب أيّامي سكنت
بحثتُ عنك بين أصابعي . أين كنت ؟
تلاشيت في ليل ظلام . اختفيت .
ياويح أيّامي تجثو أمام جبل عجز
ترسم طريق الاختصار إلى عواصمَ مجهولةٍ
عواصمَ غارقة في ظلمة الموت
تاريخي يبكي
بطولاته المزيّفة
والحرب المستعرة بين الإيمان والكفر
أبكي على الماضي
رحل الحاضر والمستقبل من دروس النحو إلى إشعار آخر
داليتي المجنونة تقول : عودي
وأحفادي يصرخون يا جدتي
الريحُ تذروني على الطرقات
في يوم امتلأ تُ بأحلام صغيرة كالفراشات
اليوم : أعيشُ بين ليلي وأفكاري
أصارع البقاء
وعمري يضيعُ بين البيوت القديمة .
أضرب صدري
أين أهلي ؟
عودوا
لازلت طفلة أبكي على مفرقِ العيد
منذ انتظرت منكم ثوباً جديداً
أنتظرتكم هنا .لم أبرح مكاني
اشتقت لكم و لثوب العيد
يا ليل ضمّني إليك
خذني إلى سهرةعلى أطرافِ حزن
تحدّث عنهم . سأستمع لك حتى بزوغ الفجر
وعندما يحلّ الصّباح
نسكتُ عن الكلام
نغفو على وقع أقدامهم
فهم لابدّ قادمون .