حصن الدفاع الأخير_ ثرثرة
خاص ألف
2006-10-31
لكل منّا حصون ودفاعات لا تنتهي, منها الشخصي والمشترك, لست شواذا عن القاعدة. الموت نهاية المطاف, وهو نهاية الأحلام والدفاعات والقلق. موت الآخر أو ممارسة السلوك المميت خط ما قبل الأخير, يبقى فرص ولو نادرة للنجاة للسلامة سمّها ما تشاء. الخط الأخير والنهائي الموت الشخصي, الانتحار, تلك الكلمة العذبة والغريبة والمروّعة بنفس الدرجة, أعرفها عن قرب ومن منظورات متعددة بعض الشيء.
كيف نختبر الدفاع الأخير ونحافظ على حياتنا؟ في ذلك بيت الحكمة وسقفها على ما أعتقد.
عندما أفكّر بما بعد موتي وأتأمل المشهد, أشعر بحالة انفراج وراحة, أتخفف من ذكريات تسحقني ومخاوف وتوقعات تقلقني, أدرك الطبيعة البسيطة والمتغيرة للمشاكل والمصاعب, نعم كلها بسيطة, سنموت جميعا, جميع أهل سوريا سيموتون بعد مئة سنة مع عالم اليوم.
الكل يستطيع انتظار الغد المباشر, ولو كان معه قرار الإعدام الشخصي أو التغيير الجذري في المصير. كذلك يستطيع انتظار أسبوع وشهر وعام. ثمة حلقة مفقودة في انقطاع الأمل.
موقف الدفاع الأخير يتصل بالجذر النفسي ليمتد ويشمل بقية جوانب الشخص والمجتمع بعدها.
*
قبل الأنترنيت كانت فكرة الموت خط دفاعي الأخير, يأس استسلام إقرار بالهزيمة, أجل.
بعد الأنترنيت وجدت لحياتي معنى في الكتابة, بالتدريج صارت عادة ثم متعة, ثم معنى شخصي جوهري, عبر التجريب وإعادة المحاولة, توصلت إلى قبول ما أنا عليه. أكتب كل يوم, أكتب رسائل أكثرها متخيّل وبعضها يصل_ أكتب أشعارا لا يقرأها أحد_ أكتب أوهاما وأخيلة أحفظها بعناية وتخصّني وحدي_ أكتب وأستمتع وأشعر بارتفاع سوية التقدير الذاتي. يعادل الأنترنيت نصف حياتي الأهم.
أتذكّر بشكل واضح علاقتي المباشرة مع الموت والانتحار خصوصا.في سن العشرين وكنت طالبا بجامعة دمشق, كان الموت حصرا يخص الآخر, لا يشغلني ولا أفكّر فيه, وأسخر من أي كلام في الموت. فجأة تبيّن عطب كليتي اليسرى, في البداية كان الألم, الرغبة في توقيفه أو تخفيفه, وبعد مرحلة العادة, برزت الحاجة إلى حل جذري, أنا مع الموت وجها لوجه.
كنت قد خسرت الإيمان بشكل نهائي, بالتدريج سنة بعد أخرى خسرت الثقة بنفسي والآخرين,
لا أشكو وفرة الأصدقاء
بعد شهر من سيتذكّر غيابي!
في اللامكان كنت دائما
يد في الهواء
والثانية في الهواء
اللاجدوى سيرتي وعنواني
أعدّ أصابعي في الصباح
وأعدّ أصابعي في المساء
لا أعرف ماهو النوم
ولا أعرف ما هي الأحلام
خنت وطني وخذلت نفسي
لأبقى
حيث لا أحد يأتي
لا شيء يحدث.
*
على الطريق المهجور
تركت عمري وشبابي
يدي في جيبي
ويدي الثانية في جيبي
اللامعنى بيتي وهويتي
أنا الوحش الكاسر
أنا الأرنب المذعور
ما من وليمة إلا وخرجت منها
بعضّة في العنق
وطعنة في الظهر
لا ابكي
ولا أستصرخ الهمم
هياكل من القش
تمشي خلفي
وأسعى إليها
كأنني بيدي هاتين
أدفن جثتي
بين قبور أصدقائي
*
يجافي الذوق والحسّ السليم مدح الحاكم_ العربي خصوصا, لكن تبقى العبارة ناقصة, الشعوب العربية بأثقالها ونظمها الأخلاقية وثقافتها العشوائية المتنافرة هي المشكلة والحلّ. مشكلة في عمق الأزمة وتعقيداتها الكثيرة_ من الانفجار السكاني العشوائي إلى قوانين الشرف وصولا إلى نقص في, إن لم يكن غياب فعلي للحقوق الإنسانية الأساسية.
قرأت الإنسان المهدور وفهمت الكتاب أكثر من الدكتور مصطفى حجازي.
لست راضيا عن تفصيل في حياتي بنسبة واحد إلى عشرة-عقلي- كتابتي- عملي- زوجتي- أهلي_ أصدقائي- أعدائي
أصفر
أبيض
أحمر
لست عاتبا على أحد
ولست مدينا لأحد
غدا
يقتتل الأصدقاء الندماء
من وفرة المأدبة
وكل واحد في عزلته
يغمض عينيه
ساهما في الفراغ السحيق
الحبّ
ما هو الحبّ!
شجرتان على ضفتي منحدر
مقبرتان في صحراء
أسود
أحمر
أبيض
أصفر
لست راضيا على حياتي
08-أيار-2021
08-كانون الأول-2006 | |
31-تشرين الأول-2006 | |
16-تشرين الأول-2006 | |
30-أيلول-2006 | |
14-آب-2006 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |