تورّط عاطفي_ثرثرة
2006-10-16
من كبريات مشاكلي وأقدمها التورّط العاطفي ,ليس غير المحسوب فقط, بل الاندفاع الأعمى خلف المثيرات والمجهول منها خصوصا, وليت الأمر يتوقّف عند هذا الحدّ, غابة من المشاعرالعشوائية تشعلها أتفه الأسباب غالبا, والسبب الظاهر أعصابي المكشوفة وشبه التالفة . لست دوما على هذه الدرجة من السذاجة والبدائية, يحدث أحيانا أن اصل وبالفعل إلى ذرى وجدانية فعلية, ينعكس ذلك في الفكر والشعور وحتى يتبدى بمظاهر وأعراض جسدية صريحة, صفاء كامل في الحواس ووضوح في الرؤية و الرؤيا ودرجة متقدمة في إخماد الرغبة.
يرغب البشر جميع البشر في الوصول إلى الدرجة صفر من التوتر, ذلك ما عرفه بوذا قبل الجميع وأكثر من الجميع, يعرفه المؤمنون مع اختلاف أشكال وصيغ الإيمان, الانتقال إلى حالة النير فانا مع اليقين المطلق بتحقق الوعد. يعرفه الثوار في أشدّ العشوائية تشعلها أتفه الأسباب غالبا, والسبب الظاهر أعصابي المكشوفة وشبه التالفة . لست دوما على هذه الدرجة من السذاجة والبدائية, يحدث أحيانا أن اصل وبالفعل إلى ذرى وجدانية فعلية, ينعكس ذلك في الفكر والشعور وحتى يتبدى بمظاهر وأعراض جسدية صريحة, صفاء كامل في الحواس ووضوح في الرؤية و الرؤيا ودرجة متقدمة في إخماد الرغبة.
يرغب البشر جميع البشر في الوصول إلى الدرجة صفر من التوتر, ذلك ما عرفه بوذا قبل الجميع وأكثر من الجميع, يعرفه المؤمنون مع اختلاف أشكال وصيغ الإيمان, الانتقال إلى حالة النير فانا مع اليقين المطلق بتحقق الوعد. يعرفه الثوار في أشدّ
لحظات الخطر وحتى الفناء الفعلي للجسد وآلامه _ لكن تعدد حاجات الفرد البشري وتناقضاتها الدائمة, تجعل من استمرار تلك الحالة ضربا من الوهم يتعذر تحققه, فنلجأ إلى الطريق الآخر الشائع والذي يعرفه الجميع أيضا, مذهب عمر الخيام وطريقه, اللذة المباشرة تفضي إلى تخفيف التوتر.
العاطفة_ كما أفهمها_ تسمية لحركة مزدوجة, متغيّرات الجملة العصبية والدماغ خصوصا من الداخل, ووجهها الظاهري في الأفكار والممارسات المدركة في الخارج. العاطفة والعقل تسميتان لعالمين متشابكين باتّساع وغموض العالم الخارجي والداخلي.
أندفع بلا حساب, في الحب وفي الكراهية في الشراب وفي الثرثرة في المجون وفي التأمل.
أطلب من العقل ضبط عواطفي, وأترك لعاطفتي رعاية عقلي وتهويته. فأخسر بسرور.
التنافس_ وضعه بوذا في الدرجة الثانية من الشرّ العالمي, بعد الغرور جذر الشر ونسغه.
تنافسيّتي عالية وغروري فوق الحدّ الطبيعي, ما هو الطبيعي!
قناع الرضا أنجح بارتدائه غالبا, حتى جذره الداخلي الممتد في تلافيف الدماغ دفاعيّ محض. مسافة أمان تكفي لتجنّب عدوانيتهم الصريحة والمضمرة, تجنّبني كذلك هبّات الغريزة المسعورة التي تفاجئني قبل الجميع, خاصّة بعد أكواب من العرق.
*
ما هي مشكلتك مع السوريين؟ كتب لي صموئيل شمعون مستغربا_فترة علاقتي الذهبية بكيكا, عشرات الرسائل وصلتني من سوريا تستنكر هذا الاهتمام بكتابتك في الموقع. بعد اقلّ من سنة سيخفت اهتمام كيكا ثم تغلق أما مي لاحقا. حدث ما يشبه ذلك وأكثر غرابة مع جهة الشعر وقاسم حداد, بعد دعوتي لكتابة مواد خاصة بالجهة, نفس المواد(الأنترنيت جعلنا نرى) وسواها, وبعدما تأكدت من وصولها إلى جهة الشعر, ستنشر بعد اشهر نقلا عن مواقع أخرى, وجهة الشعر نفسها امتنعت عن نشرها كمواد خاصة بالجهة. حركة شبيهة مع شفاف الشرق الأوسط, لطف بيار عقل واهتمامه بكتابتي الشعرية والنقدية, لم يحولا دون الانتقائية مع نصوصي المرسلة للشفاف. قبل حجبه في سوريا بأيام حدثت حركة شبيهة_ النص الثالث في الغراب الأبيض امتنع موقع الحوار المتمدن عن نشره دون تبرير. ويبقى للحوار المتمدن_بالرغم من حجبه وتعذر الوصول إليه من سوريا, مكانته الخاصة والمميزة عندي, لقد أتاح لي وساعدني في كتابة ثرثرة من الداخل, وبقي مفتوحا لي أكثر من بقية المواقع التي أدين لها وللقائمين عليها بالشكر والامتنان.
حجب الحوار المتمدن شكّل صدمة عاطفية قاسية لي,لقد رتبت حياتي الفقيرة والمتقشّفة للغاية, على عناصر وحركات محدودة يقوم عليها يومي وشهوري وسنيني في اللاذقية, أكثرها قربا من نفسي الرسائل القليلة المتبادلة مع الصديقات والأصدقاء وتشكّل الثرثرة عبر الحوار محورها الأساسي, ولولا سوزان لكنت في حالة (سيرورة الحداد الناقصة) دون إمكانية ولا حتى رغبة في تجاوزها. لم تعد دافعيّة الكتابة والرغبة في الإنجاز تكفيان في غياب الحافز, الكتابة وتكديس الأوراق دون أفق نشرها في كتاب أو صحيفة أو موقع مقروء, تشكّل تغذية مباشرة لعقدة الاضطهاد, وقد تولّدها فعليا عند شخص أعزل وبأعصاب مكشوفة مثل حالتي.
*
إخماد الرغبة استراتيجية حياة تناقض التورّط العاطفي وتعاكسها تماما, جربت الممارستين ولم أصل إلى التوازن. الفرق أن مسار إخماد الرغبة ثقافي ومعرفي ويشترط الانضباط الصارم في العقل والتفكير وأساليب العيش, وعلى خلافه التورّط العاطفي بدائي وعفوي أتشارك فيه مع جميع أطفال هذا العالم وبسطائه ودراويشه, والتبغ والكحول والعدمية طريقه الملكي الذي يتسع للجميع بدون ولكن.
يكفي أن تمطر فجأة في الربيع أو الصيف أو الخريف, لأنتقل إلى حالة سكر كامل, وينتفي معها حسّ الواقع_الضامر أصلا عندي_ ماذا لو ترافق ذلك مع النبيذ وأصدقائي الأقرب في اللاذقية, وكل ذلك مع وضع سوزان اللمسة الأخيرة على موقعي الشعري الخاص بي, واختيارها الأكثر من جميل للوحة الموقع, ماذا بوسع هذا الكيان الميتافيزيقي_حسين عجيب_ الهوائي والهش والافتراضي....أن يفعل سوى أن يطلق لمشاعره العنان!
ذلك ما حدث, من جديد يلتقي خط المأساة في حياتي مع خط الحظ النادر, ويزيد عليها إمكانية تجربة السفر إلى باريس!
لا تتوقف يا حسين لا تلتفت إلى الخلف, ذلك الصوت يدوّي في كياني كلّه, وهو خارج وأكبر من طاقتي ووعيي وإدراكي, يعاكسه صوت قاصف, الألم يا حسين...لا تنسى صلابة الواقع وقسوته ووحشيته, لا تنسى لا ترمي بنفسك إلى مالا طاقة لأحد على احتماله...
البارحة وقبلها واليوم أمطرت في اللاذقية, مطر حقيقي ملموس وشفاف صلب وناعم, وعند رأس ابن هاني على البحر تماما شربنا النبيذ والعرق على البحر وتحت المطر, شربنا حتى الثمالة. بعد الغروب عند حديقة البطر ني, نادتني فتاة جميلة بالإشارة أن ابتعد عن الحائط, فرحت سررت(ظننتها معجبة بشبوبيتي وطلعتي البهية) كانت تحذّرني من سلك كهربائي مقطوع, لا بأس قلت في نفسي وتابعت طريقي, مقابل مؤسسة الكهرباء بدأت تمطر من جديد, كان يمشي أمامي شاب وفتاتين ومعهم مظلة وحيدة, حاول الشاب ترك المظلة للفتاتين, وبحركة معاكسة شديدة الألفة, احتضنته الفتاتان بينهما, وابتعدوا تحت المطر....
ذلك المنظر الجميل بقي في خيالي وذاكرتي,
لا أستطيع نقل جماليته وجماله بالكلمات, كما فشلت في نقل جوهر ما أريد قوله تحت عبارة" تورّط عاطفي"....
اللاذقية
08-أيار-2021
08-كانون الأول-2006 | |
31-تشرين الأول-2006 | |
16-تشرين الأول-2006 | |
30-أيلول-2006 | |
14-آب-2006 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |