عاديٌ جداً
خاص ألف
2013-01-15
كلّ الأخبارِ عاديةٌ إلى حدّ السّكون . عادي جداً أن نكونَ أو لا نكونُ . على أرض بلادي تسيرُ قوافلُ الجنون ، ويموتُ الرّضيعُ قبل ولادته . ويتاجرُ بأمّه " قوّاد " من الدّاخل أو الخارجِ اغتنى من تلكِ المنون . لم يتوقفْ شيءٌ . لم تتغيرِ الأمور . الكتّاب ينشرون كتبهم التي كتبوها بثورية عالية على عجل كي يلحوا بالسّوق ، والمواطنون الذين يدّعون أنّهم شرفاء يحظون بوظيفةٍ هنا ،ومنحةٍ هناك ، لمجرد أن يقولوا بأنّهم ضدّ القتلِ والإرهاب ، وعلى الفقرِ تدورُ الدّوائر ، فالباغي خرج من الدّائرة ليفرّخَ البغاةَ على شاكلته كي يقتلوا الفقراء . لم تتغيّرِ الأفكار . ما زالت الفضائيات تعجّ بالمحلّلين . هذا يحلّل سفكَ الدّماء ، وذاك يصرخُ شاتماً الظلام دون انفعالٍ ، يلبسون فاخرَ الثّياب . ويأكلونَ مالذّ وطابَ من الطّعام .
عادي جداً أن أسمعَ قصةَ موتِ حبيبي من صفحة مناضلٍ فيسبوكيّ يتاجرُ بدمه .عادي أن أسمعَ أغنية أو برنامجاً حماسياً تافهاً ، فلا أملكُ من مقومات الرّفاه سوى التّلفاز . عادي جداً أن تجوعَ أمي، وتغتصبَ أختي ، وعادي جداً أن ينضمّ كلّ هذا العدد من السّياسيين لركب المتسوّلين في الخارج والدّاخل .
هل رأيتَ شيئاً غيرَعاديّ في الأخبار ؟
تسخرُ مني ؟
تريدُ أن أردّدَ كلماتكَ وأقول سورية هي: "الحضارة والإنسان"
كيفَ تريدُ مني أن أعودَ بالتّاريخ لإلى الوراء، وأمامي كلُّ هذا العبث بمصير الإنسان ؟
هل لا زالَ على الأرضِ ثورات ؟
كلّ ثورةٍ تقوم على الأرض يجري لها عمليةُ اغتصاب ، نعيشُ بين نارين . نارُ الموت ، ونارُ القتل ، ولا نعرفُ أيهما نختارُ . سينتصرُ الشعب . هكذا يقولون ، وهكذا يقولُ التّاريخ أيضاً ، لكن عن أيّ شعب يتحدثون ؟ فنصفُه مقتولٌ ونصفه مسجون ، و حوله يحومُ المحللون . أصابهم مرضُ الاستعراضِ، وجنونُ العظمة ، مع أنّه لو نزعت ربطاتِ عنقهم لرأيتهم ديوكاً على المزابل يصيحون .
عادي جداً أن يصبح روّاد الفيس بوك كتّاباً وشعراء . وعادي أيضاً أن لا يقرأ أصدقاؤهم ما كتبوا . يضعونَ لهم الإعجابَ مقابل الإعجابِ ، ويحضنون أفكارَ بعضهم وصور بعضهم البعض . ويضحكون على بعضهم وعلينا ، فكلما تنفس أحدهم بكلمة وطن . نقول له .يالك من رائع ! كم كنا نفتقدك ! مع أنه هو نفسه الذي صنعَ المستبدّ . لم يغادرْ من أمامنا . كان أباً روحياً لسوريّة الأسد واليوم تحول إلى أب روحيّ للثورة ، يتجوّلُ بين فنادق العالم لنصرتها .
في سورية اليوم : سوريتان . سوريتي التي قُتلَ جزءٌ منّي فيها ، والتي يٌقتلُ فيها أحبة لا يجمعني معهم سوى الفقر والظلم ، ولو أرادوا ، أو أردتُ لما قتلنا .كان علينا فقط أن نصفّقَ لكلّ من يتزوّج سورية ولو عن طريق الاغتصاب أزواج سورية كثر: الاستبداد ، والجهل ، والتخلف ،سيطرَ على عقولنا تلك الكلمات المبهمة التي تتحدّثُ عن الشّام ، ومصلحةِ الوطن ، والتّضحية والجهاد نملك المتشابه من الأفكار . فقط أحدنا يَقتلُ والآخرُ يُقتلُ . يُهان ويغتصبُ ، ولا زلنا نتحدّثُ بالطّائفية . حيث ننفي أن نكون طائفيين بينما نكيل الشّتائم للزنادقة ، والصفويين ، والمسيخيين ، والإيرانيين . دون أن نفرّق بين من يقف معنا أو ضدنا . فهناك شعب إيراني يؤيدنا ، وعصابة ضدنا ، وهناك طوائف ثارت منذ البدء ، دون أن يقولوا عن الآخر بأنه ضلالياً .
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |