Alef Logo
يوميات
              

ماكانَ ، وما صارَ، وما انفكّ ، و . . . .

ناديا خلوف

خاص ألف

2013-02-19

ما كانَ : أنّني انسقتُ وراء أحلام يقظةٍ قد تحدثُ بعد ألف عام ، ألف عام ليس عمراً بعيداً . ولدتُ منذ ألف مضت ، ولا زلت في بداية الشّباب . اختبأ عمري من الزّمان في عالم الوحدةِ القاتلة ٌ حافظَ على شبابه لأنّه تجاوزالزّمن . مكث طويلاً ثمّ رحل معي إلى التوحد الذي اخترته قبل ولادته ، كي ينسحبَ من العالم إلى حزنٍ أزلي يجعل بريق عينيه - أعني زمني - باهتاً غير عابئ بالحياة . هو طريقٌ اخترت أن أعيشه في كلّ يوم وكان مرافقاً لي ،أدور في حلقةٍ مفرغة ، وحزن عميق في ناظريّ. أتوه بين النّظر للأفق البعيدِ أو إلى اللاشيء. . .
الماضي مضى غير مأسوفٍ عليه . رحلَ محمّلاً بحقائب سفرِ الطّفولةِ والشباب ، والشيخوخة . .. أسمعه يئنّ تحت وطأة أحماله ، ولا يرغبُ بوضع أكياسه على حواف الطريق . يعود إلي يستفسرُ عن معنى حبّ الأماكن . ابتعد عنّي أيّها الماضي فليس لي أماكن في هذه الدنيا . كنتُ أزرع أماكني قمحاً فتنبت شوكاً . لذا رحلت منها . لا تحدّثني عنها . لم تكن لي .
غريبةُ على رمالٍ جديدة حاولت التآلف معها كي أستمرّ . حاصرتني ، وضاقت عليّ المساحات . ذهني يريدُ الرّحيل إلى فضاء أوسع ، لكنّها تختزل مفهوم الفضاء موحشة. أقف على جبالها . أرمي بنفسي إلى الأرض . ويرقصُ العالم باسطاً يديه لي . وقبل أن أصل إلى الهاوية . يدير ظهره ساخراً مني منتشياً بسقوطي .
ذهب الماضي وبقي أبطاله المزيّفون يعبثون بحاضري . سكنوا غصّة في حلقي . أتوا اليوم ليحرقوا جسدي ، أخاف الحرق والغرق ، لكنّني صامدة فليس في يدي حيلة أخرى .لأنّني سوف أحرق إن صرختُ ، وإن لم أصرخ ، وحتى لو ركعت .
في يوم مضى اشتريت ثياباً . كانت أثمالاً ليس فيها من مظهر الثياب إلا خيوطها المنتوشة ، بينما لبس كلبُ صديقتي معطفاً من الحرير اشترته له من أماكن الموضة . جلبته معها عندما زارتني ، وجلبت طعامه معه . لم يأكله . هو متخم من الشّبع . صنعتُ ماتبقى من طعامه فطائراً أكلناها كوجبةٍ لذيذةٍ في عطلة نهاية الأسبوع . ينحني المجتمع احتراماً لصديقتي . بعد أن غادرت حيّنا في العشوائيات
إلى حيّ في وسط المدينة . كان هذا بعد زواجها
همستْ في أذني :
لا أحبّ الفقر !
كانت قد تزوجت من أحدهم كزوجة ثانية بمهرٍ عال . ثم طلبتِ الطّلاق ، وفعلت هذا مع أربعة رجال بعده . ترغب أن تكون زوجة ثانية على الدوام . تحبّ أن تنتقم لأمّها من زوجة أبيها الثانية . ومن عشيقته .
تزورني بين الفينة والأخرى . أتت إليّ مع كلبها . تحدّثت عن الذين طلبوا يدها من الشّبان . متعلمون من عليّة القوم ، ولم لا ؟ فقد تزوجت وطلّقت بشكلٍ شرعيّ .
سألتها عن السعادة :
لستُ سعيدة . استهلكني السّعي لإرضاء الرّجال من أجل المال ، هم بخلاء لا يدفعون بعد الصفقة الأولى . انتقمت من المجتمع المزيّف ومن نفسي أيضاً .
سألتها : لماذا تأتين لزيارتي ؟
أجابت دون تردّد :
أحزنُ عليك . عشت على الهواجس والأحلام !

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

هذا العالم ضيّق، وليس له أبواب

04-تموز-2020

"الفظائع الآشورية التي تجعل داعش باهتة أمامها"

19-كانون الثاني-2019

هذا العالم ضيّق، وليس له أبواب

10-كانون الأول-2015

السّوريون ظاهرة صوتيّة تقف على منّصة ليس أمامها جمهور

19-تشرين الثاني-2015

الزّلزلة

05-تشرين الأول-2015

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow