أستحمُّ بالضّوءِ ،فيخرجون من النّصِّ
خاص ألف
2013-02-26
أستحمُّ بالضّوءِ,فيخرجون من النّصِّ
شخصياتُ نصوصي تتنافسُ فيما بينها. اخترتُها بعنايةٍ. أغلبُها ناصعٌ يضجُّ بالحياة. وضعتُ أسماءَ بعضهم عناوينَ لدوواينَ شعرٍ,.ضخّمتُ شخصياتهم إلى حدّ الانفجار. وصفتُهم بالكرماءِ, العظماءِ, الأغنياءِ الحكماء. أضعهم في مواجهتي. يصفعونني, فأنحدرُ إلى عالم الرّعاع. كيف أكونُ مثلَهم وأنا من يصنعُهم ؟
أختبئ خلفَهم, ويبقى ظهري مكشوفاً. تسدّدُ إليه النبال.
بدائيةُ التّفكيرِ والهوى والأمنيات, خلقتُ لقصصي أبطالاً. ربّيتهم على مرابعِ العظمة وعقدة الذنب, أصيبوا بالرّهاب من كلّ المنحدرات. أعطيتُهم القوة التي تجعلهم يقلعون كالطائرة بعد عدّة ثوانٍ من التأمّل الرّوحاني. ذلّلتُ أمامَهم متاعبَ الحياة. لا يغفرون لي مواطنَ الذّلل. وعندما أنتهي من صنعهم على مزاج القطيع أنتشي بصوت الأجراس. أنضمّ إلى المؤخّرة.
استعرتُ لهم -أعني الأبطال - من أسماء الكتّاب والشّعراء بعض الحروف المنحنية والتي لا تحتاج إلى نقاط,. وبعض الفجور من الملذات.
كي تصبح رائداً في الشّعر : لابدّ أن تؤدي فروض الصّلاة على ضميرك الغائب في حضورِ صاحب المقام. وأن تكونَ على درجة من الانحلال. قد تسميها حريّة أو أباحيةً, المهمُّ في الأمرِ أن تسكنك راحةُ البال.
مرّ من قربي بطلٌ ٌ من أبطالِ حكاياتي. لم يلتفتْ إليّ. غادرَ دون أن يترك لي فرصة السّؤال, سمعتُ صوتَ نواح. ينوحون بصمت داخل النصّ
رحلتُ من سِفرِ الأوهام إلى العشق و الهوى. ساقني إليه ملاكان. حاولتُ الهربَ, فطالما خفتُ الملائكة. لا مفرّ
باردٌ كالثّلج عشقي. مسيّرةٌ ولستُ مخيّرةٌ في حبّ يجرّني إليه ملاكان...
في زاويةٍ من قفصِ الحبّ. اتهمّت نفسي بالهوى مع أنّني منه براء . رسبتُ في امتحان القبول.
أتوا لي بمعلّمٍ يدرّسني مبادئ الأنوثة, والاستجابة لرغبات الرّجال
يبدو على معلّمي ملامح الذكاء
لا تنسي كلماتي :
لا يمكنُ لأحدٍ أن يقدم لكِ مثلما أقدّم.
هم يخونون الحبّ.
تعالي لنهربَ من الأمراء والشّعراء .
إلى حبي الكبير لك...
أحبني من النّظرة الأولى كما أحبّ كل اللواتي تلقيّن التعليم على يديه.
انجذبت إلى طريقته في التدريس
بقي السّؤال :
أين أرحل بشرف الرّجل الذي أعيش في قفصه أيها الوسواس ؟
هو مغرم بي يقول فيّ الشّعر. دعني أقرأ لك من ديوانه عنّي :
تموتُ حبيبتي من أجلِ قصيدةٍ
تضمّني بحبٍّ....
صفّق له النّاس قبل أن يلفظ الكلمة الأولى,
وعندما وصل إلى :
أحببتكِ إلى أن متِّ من أجلي.
موتي أكثر
كوني قرباناً لي
صفقوا وقوفاً, وانحنى أمامهم متكبّراً
واقعةٌ في حبّ المعلّم الذي وسوس لي بحبّه مثلما وسوس لهنّ, ولا أعرفُ السّر
أصبحتُ اثنتين . قلبي يرحلُ إليه في كلّ ليل , وجسدي يسكن في حضن شاعر أعيش في قفصه
يعجبني أيّها المعلّم وسواسكَ !.
حقاً. ما أروعكِ !
تحرّرتِ للتوِّ. عندما أبديتِ إعجابكِ بي.
كأنّه لا يختلف عن شاعري. أقنعُ نفسي أنّه هو المطلوب نصّاً ومضموناً. وأصعِّدُ له أفكاره الدونية, فيبدو كنتُ أبحث عنه.
قذفتُ بأبطال نصوصي من أجله. ارتجفتُ من الخوف. لا أرغب بالدّخول إلى عالم النّصوص...
عليّ أن أتوضّأ بالنور كي أقيم الصّلاة داخل محرابٍ لم أرسمه بعد.
أرى الأبطال ينسابون مع التيّار الهابط على جسدي من النور. يتساقطون, ويرحلون إلى بالوعة تصريف الماء.
أصبحتُ عاريةً من الأبطال. حضنتُ حزمةً ضوءٍ آتية من الشّمس. لا مستُ جسداً تتراقص ذبذباته مع ذبذبات جسدي المقموع. لا أعرفُ كيف ذبتُ فيه , وكيف ذاب فيّ !
سقطنا معاً في بحرٍ من الغباء.
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |