كان عمري 13 عاماً. لم يكن لدينا تلفزيون ولا راديو. ولأنني كنت الأسرع والأكثر مراهقةً فقد ركضتُ كلَّ الخامس من حزيران من بيتنا إلى بيت خالتي... أتنفس من بابهم المفتوح صوت «عادل خياطة» يعلن إسقاط 44 طائرة معادية... فأعود بسرعة قصوى. أقذف بالطيارين الأسرى على باب منزلنا. وأصرخ «44» ... «هه».بين بيتنا وبيت خالتي كان ثمة مبنى هو «المشفى العسكري». جفّتْ مَرَاهِمُهُ في الثمانينات فَغَدا «فرع أمن» في شجرة أمنٍ متوحشة، جذرها في القبو وفرعها صراخ.كان صراخ المعتقلين ينحت نفسه في مناماتنا فنزحنا من البيت. من وادي الصراخ
كثيرا ما يطرح سؤال على الكاتبات والشاعرات العربيات، إن كن يكتبن انطلاقا من تجربة شخصية، خاصة إذا تعلق الأمر بتجربة جنسية أو تجربة حب. فعلى سبيل المثال عندما صدرت عام 2007 رواية "برهان العسل" للكاتبة والشاعرة السورية سلوى النعيمي، كان السؤال الأول الذي يطرح عليها، كما تقول: "هل التجربة في رواية برهان العسل تجربة شخصية؟ وأنا أجيب كعادتي بالضحك وأقول لهم كل ما أكتبه حقيقي وكل ما أكتبه متخيل". وكانت هذه الرواية قد أحدثت ضجة كبيرة في العالم العربي،
والنظام السوري من هذه الناحية بارع ومحظوظ في آن: بارع في أن يجعل نفسه الخصم والحكم، وفي عرض الحجج السجالية التي تشكك في صدقية مناوئيه أياً كانوا. ومحظوظ لأن جمع خريطة التنافس الإقليمي والدولي على المصالح والنفوذ والحسابات الجيوستراتيجية والتموضع الخاص في النزاع العربي - الإسرائيلي وتكثيف هذا كله في الحالة السورية المعقدة أكثر من غيرها، يتيح للنظام أن يعاند رياح الانتفاضات العربية التي أطاحت رؤوساً عوّلت على التأييد الغربي وحده كمصدر لشرعية سلطانها. وقد استفاد من رجحان كفة التدخل الدولي
الصورة للكاتب رفيق الشامي
يعتبر الكاتب السوري رفيق شامي واحدا من أنجح الكتاب باللغة الألمانية في الوقت الحاضر. ولقد ولد في عام 1946 في دمشق، وينحدر من عائلة مسيحية آرامية. وخرج شامي من سوريا وهو يعيش منذ عام 1971 في ألمانيا. ويمكن القول: إن سوريا ليست تلك الدولة التي انصهرت فيها الجماعات المختلفة وشكلت نوعا جديدا من ثقافة الأمة. ولكنها في نفس ليست مرجلا يغلي بنار الاختلاف الإثني والثقافي ويهدد بالانفجار. ويوضح الكاتب السوري رفيق شامي، الذي يعيش في ألمانيا ،
ولم تعرف سورية طوال عقود المملكة الأسدية الأربعة، طبقة سياسية (هذا تعريف صالح للطغيان)، ولم يوجد يوماً في النظام رجل ثانٍ أو ثالث... في النظام الأسدي هناك سياسي واحد، كان فرداً أيام الأب، وهو أسرة في أيام الابن، وحوله أعوان وأتباع من الموظفين غير السياسيين، ديبلوماسيون عسكريون وبيروقراطيون وحزبيون. فإذا سقط «سياسي» النظام، فرط كله وتبعثر.لعل الروس يدركون ذلك جـــيداً، لذلك يظهرون كل هذا المقدار من التــشدد في دعم النظام.
كذلك طوّر دستويفسكي بصورة رائعة نموذجَ رَجُل الدولة، الساهر على حمايَة الأمن والقانون: ففي حين أنّ شخصيّة المُحقق، في " الكونت دي مونت كريستو "، كانت تتسِمُ بالأنانيّة والغدر، ولا تشترك مع شخصيّة المُحقق في " البؤساء " سوى في الاحساس بالواجب؛ فإنّ زميلهما، " بورفير "، في رواية دستويفسكي، كان على درجة رفيعة من الثقافة والشعور الانساني، مما أهّله لكي يحلّ لغز القاتل، وفي الوقت نفسه، مُساعدته في تغيير حياته نحوَ الأفضل.
من الأعمال المُعاصرة، المُهمّة، المُتأثرة بتحفة اسكندر دوماس، يستطيع المرءُ مُقاربَة كلّ من روايتيْ " اسم الوردة
لقد باتت هذه "السلطة" خطراً ليس على المعارضين فقط، بل على عموم السوريين، وعلى سلامة الوطن السوري. فهي سببٌ مباشرٌ لتأجيج واستمرار العنف، وتمزيق التعايش الأهلي، عبر إصرارها على البقاء والتشبث بكرسي الحُكْم، وتناسيها أن فرض السيادة والهيبة لا يمكن أن يتأتّى بالعنف. كان يُفْترض بمشاهد الأطفال التي ذُبِحَتْ في "مجزرة الحولة" بأن تدفع هذه السلطة إلى التنحي (هذا إن لم نقل إلى الانتحار) حفاظاً على ماء الوجه الذي لم يعد فيه ماء
مقابلة مع الحاخام أريك آشرمان من منظمة حاخامات من أجل حقوق الإنسان:الحاخام أريك آشرمان..
البعض يعتبر أن هذه التقاليد والوصايا الرائعة تنطبق فقط على التعامل مع اليهود، بينما يوجد أولئك الذين يشيرون إلى الآية السابعة والعشرين من الفصل الأول لأول كتب التوراة، الذي هو في نفس الوقت أول كتب الإنجيل، والتي تقول: "كل البشر مخلوقون على صورة الرب". هذه الآية لا تخصص اليهود أو الأغنياء. كما أنها تشير إلى أن المعنى يشمل الرجال والنساء أيضاً. إذا ما أخذنا ذلك على محمل الجد، فهذا يعني أن علينا تكريم صورة الرب في كل إنسان، أي احترام حقوقه. بالنسبة لي هذا هو أساس منظمتنا
ولكن الناشطين السوريين وجدوا أنفسهم بدون آباء شرعيين لنشاطهم السياسي، ومن دون تنظيم أو تحالف أو برنامج سياسي يستندون عليه. وقد كان ذلك مبررا قويا لهم للبدء بتطوير موقف سياسي يدعم التحركات الثورية للسوريين ويؤسس سندا سياسيا لمطالبهم.
ولسوف تدخل الحركة الثورية السورية منعطفا جديدا مع صدور أول بيان من لجان التنسيق المحلية يحدد المطالب الأساسية لحراك السوريين. لقد حدد البيان الشروط السياسية التي يعمل الجيل الجديد من الناشطين من أجل تحقيقها: وقف استخدام القتل و الاعتقال التعذيب والعنف ضد المتظاهرين السلميين؛
لعلّه من المبهم بمكان تفسير المقصود من تحذيرات المصرّحين بحتميّة الحرب الأهلية نظراً إلى ضبابية المصطلح في البحوث القانونيّة الدوليّة. فالتعريف يشير إلى أن هذه الحرب صراع على السلطة بين متحاربين لأسباب عديدة، وتأتي غالباً بعد الثورة على نظام حكم ما، وأمّا في الحالة السوريّة فتغفل التصريحات الإشارة إلى الثورة صراحةً، ربّما لتأجيل الاعتراف بالقوى القائمة بها، أو عدم الاعتراف بها ريثما تقدّم «منهكةً» ضمانات أكيدة للإنضواء تحت هيمنة الشرعة الدوليّة