الكتابة في الأساس ضرب في المجهول، لكن على الكاتب أن يكون رقيباً عتيداً على ما يمكن أن يتأثّر به، لئلا يفقد نفسه، ويضيع بين أدوات تمتلكه بدلاً من أن يمتلكها، ويتحوّل إلى عامل في صفوف الغير، فيشيح عن عوالم بمتناول نظره. ماذا عنها، هل تشكو من الوضوح بحيث لا تحتاج إلى كشف، بينما هي غارقة في الغموض؟
"يعتقد بشّار الأسد أنه باختيار دريئةٍ جديدةٍ قد يؤجّل حكم التاريخ عليه"البوليس السري الأشد فتكا ورعبا في تلك المرحلة وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، ورفع الرقابة عن الصحافة، والترخيص لصحف معارضة عديدة. غير أن آية الله الخميني أبى، حين عاد من منفاه في فرنسا، في أول فبراير/ شباط فبراير 1979، السير في خطّ معتدل ومتدرّج
أعادت هتافات المتظاهرين في محافظة السويداء خلال الأيام المتواصلة الماضية إحياء الذاكرة المرعبة لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، حيث أيقظت في داخله من جديد مخاوفه من السقوط السريع، كما كان حاله مع بداية الحراك السلمي الشعبي في درعا، والتحاق المحافظات السورية بذلك الحراك، ما جعله يسارع في تحويل الثورة إلى صراع مسلح
زت روسيا سورية بطلب من رئيسها للحرب على الإرهاب، لكن الرئيس بوتين أخبر جنرالاته بأنهم سيحتلون سورية لإنقاذ رئيسها بشار الأسد، وهذا ما نفاه الاستراتيجي الأسدي خالد عبود، وقال إن ما حدث كان العكس، وإن الأسد هو الذي أنقذ بوتين، ولو غضب منه لأخرجه بخنصره من الكرملين، فهل يعقل أن يكون بوتين ناكرا للجميل
تبدو المقارنة بين الفيروس والفكرة ضرباً من العبث، غير أن القليل من التأمل يعيد إليها معقوليتها، ويكشف أوجه التشابه العديدة بينهما، في المقدّمات كما في آليات العمل وفي النتائج. الفيروس كما الفكرة، كلاهما مشلول وفاقد للقدرة خارج المضيف الذي يستهدفه. الفيروس الثاوي على الأسطح أو المعلق في الهواء لا يعدو كونه إمكانيةً تنتظر التحقق في جسد ضحية مُغْفَلة.
إن حاولنا ما استطعنا التوازن والهدوء أمام تلك "التخاريف" وسعينا بواقع اللامنطق، التعاطي بأدلة وحجج منطقية، فأين ستكون وجهة كفة الميزان، فيما لو استعرضنا الواقع الاقتصادي والمعيشي للسوريين اليوم، قبل أن نعلم ما هي الحزمة الأولى للعقوبات الأميركية العتيدة، وقبل أن يبدأ تطبيق قانون "قيصر"، الذي سيعلنه وزير الخارجية الأميركي، بومبيو، ليل 17 يونيو الجاري.
تحار وأنت تتجول في أحيائها وبين معالمها، ففي شطرها الأول لن تجد إلا أناساً ماضين من بكرة الصباح إلى ميادين العمل وكأن المدينة خلية نحل لا تهدأ، وكنتُ أحدث نفسي حين كنت أزورها، منذ عشرين عاماً، أنني لو نظرت إليها من علُ، لوجدت فيها أمةً تعمل بكل دأب، وهذا بالفعل ما حقق قفزتها النوعية في أقل من عقدين من الزمن،
في تلك الليلة، قال لنا سعد الله ونوس أننا "محكومون بالأمل"، وكان الأمل الذي حملته عبارته يحثنا على ملامسة الواقع، ومواصلة الحوار، وقراءة التاريخ، والأهم من ذلك كله عظمة الفكر، وأهمية العقل، في زمن التحولات العالمية الكبرى، وجموح الحضارة نحو آفاق غير مسبوقة.
عديدة هي المحطات المفصلية التي مرت بها فصول الحرب السورية منذ العام 2011، وقد شكّلت مواقف روسيا الاتحادية أحد أهم فصول المحطات تلك، بدءاً من استخدامها، وحليفتها الصين، الفيتو المزدوج الأول في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2011، ضد قرار صاغته وتقدمت به إلى مجلس الأمن، الدول الغربية، ويدعو إلى إدانة الحكومة السورية، وفرض عقوبات عليها،
"ينبغي استعادة واقعيتنا في ثورة تحط رحالها على مواجعها، ونظام يزفّ نبأ موته القريب""ناقص السلطة الشرعية"، اعتماداً على وجود قرار يساوي بينه وبين كيان المعارضة الموفد إلى مباحثات جنيف دوليا. وتشوب البلد المشتت سياسياً منازعات مجتمعية وهوياتية، وحتى وجودية،