ألا طلبتم أولاً
أن تُغمضها
و تأسر ثدييها
و كنت جحر كلب قريتنا
لو كنت شخير اسطبل البقر
لو كنت سنبلة الهواء الفارغة
أستحمُّ من مَزّة شفتيها
والحمائِمُ القرنفليّةُ ترفرفُ فوقَنا
أستحمُّ من برودة خاصرتها
تتقي شر العابرين
تهش على يوم مغبرّ
طريقك ملأى بضحكات ساخرة
ما من بُوصلةٍ أو علامة
تُحدِّدُ أينَ نحنُ :
في صالون المنـزل ..؟!
وَحدي أُفَتِّشُ عن ذاتي وأنتَحِبُ
تَجْتَرُّني مُقَلٌ، والدَّمعُ أسئلةٌ
كالماءِ مُندلقٌ، والآهُ تنسَكبُ
ألا طلبتم أولاً
أن تُغمضها
و تأسر ثدييها
لكَ
لها ...
لأجلك َ ... لأجلها ...
فلا أنا أنا
ولا أنت أنت
هو الماضي
فكان البحرُ قِبْلَتَنا ...
و نحن نحبُّ البحرَ يا ولدي
ماءٌ و كلُّ ملحِ اللهِ يحملُنا