ما إن تفتح صفحة لا على التعيين من الكتاب صغير الحجم الذي يحمل غلافه عنوانه مدهشاً لفنان تشكيلي (يوميات سعد يكن2005) حتى تصاب بصدمة مباغتة. ذلك أنك لم تعهد في أي عمل تشكيلي من قبل أن أصابك بالدهشة حد الصدفة وفقدان الوعي. ذلك أن صواتاً تخرج من سطح اللوحة الذي تحول إلى مكان واقعي يمتلئ بشخوصه وكراسيه وطاولاته وباقي الموجودات، ولتصطدم تلك الأصوات بأذنيك على عجل تغلق دفترك اليوميات.
يشكل الفنان الانكليزي فرنسيس بيكون (1909 ـ 1992) إلى حد كبير برهاناً حياً على مقولة الشاعر الايرلندي ويليام بيتس : "لا يمكن لأي نفس أن تبدع دون أن تكون منشطرة". ففي حياته كما في فنه، استطاع الفنان المحافظة على توازن عابر لكن ثابت بين مواقف متناقضة كلياً. وتظهر هذه الازدواجية بشكل واضح من خلال أعماله فتبلغ نسباً خارقة لدى تفسيره لمواضيع مسيحية لها ثقل رمزي كبير، كما تظهر في رسومه لرجال معزولين يصرخون داخل أقفاص أو لنساء مسمّرة على الأسرّة بواسطة محاقن. وفي طريقه، يعكس بيكون جميع المفاهيم التقليدية للمقدّس والمدنّس ويستبدلها بمفاهيمه المتحرّكة وغير المتوقعة.
ملامح من الحركة التشكيلية في سورية
من المجرد في زمن الرعي إلى المجرد في زمن الوعي
في سورية حركة تشكيلية غنية وفاعلة في الوسط التشكيلي العربي وان كان ينقصها التسويق والإعلام. سنسلط الضوء على بعض هذه الملامح من خلال لقاءات قادمة مع مجموعة فنانين سوريين نستقرىء معهم خطوط تجارب كل منهم لعلنا نصل إلى تشكيل صورة حسب جهودنا عن هذه الحركة الغنية.
وسوف نبدأ مع الفنان عبد الله عبيد (من مدينة حمص) المدينة المتحركة على مسارات مختلفة من الإبداع الشعري والتشكيلي. بحيث نستطيع وصف هذه المدينة أنها تشكل فعلا رافدا أساسيا للحركتين الشعرية والتشكيلية في سورية.
نشوة لونية وفضاء تجريدي للمحسوسات
كان على زائر معرض التشكيلي العراقي ضياء العزاوي، أن يصعد الأدراج العالية المؤدية إلى قاعة العرش في قلب قلعة حلب، ليشهد عن كثب إلى أين وصلت تجربة هذا الفنان المتمرد.
في فضاء القاعة التي ضمت ذات يوم مجلس سيف الدولة الحمداني وصدى أشعار المتنبي وأبي فراس الحمداني، توزعت أعمال ضياء العزاوي بمبادرة من "دار كلمات"، ولعل أول ما يلفت الانتباه هنا، هو أن اللوحات المعروضة اعتمدت الطباعة، الأمر الذي أفقدها وهج ورائحة القماش، لكن هذه الوسيلة المعتمدة عالمياً، لم تخفف الدهشة من شغل هذا الفنان الذي يعرض أعماله للمرة الأولى في سورية،
الفصل الأولحمام شعبي بغدادي، له فتحات ضوئية وأحواض صغيرة وكبيرة (بانيو) دكة كبيرة للتدليك ودكات صغيرة، مناخ مضبب، قشور برتقال مرمية، قـطع قـماش مبللة (وزرات)، خـردوات، بقايا الزبائن مرمية هنا وهناك!
حدث في فصلين
الفصل الأول
"غرفة نوم عادية، هناك سرير بغطاء أبيض تجلس عليه المرأة، خلف السرير وفي صدر المكان يوجد نافذة مغطاة بستائر شفافة تلوح من خلالها أضواء الخارج وملامحه على عين السرير يوجد مرآة دائرية، بينهما ثمة شاشة نرى فيها ظلال/ملامح رجل ملتحٍ يتحدث يشبه الشيخ الشعراوي..
الرجل أمام المرآة يعقد ربطة عنق..
تقوم المرأة من مكانها.. تسير حول السرير وكأنها تتفحصه.
الرجل يحاول عقد ربطة العنق مرةً ثانيةً ويبدو أنه سيفشل في محاولته الثانية..
الفصل الثاني
(نفسه، لا شيء تغير في المكان سوى أن ستارة النافذة قد أزيحت الآن ليتسرب الضوء منها بعد أن سُدَ الزجاج المكسور، التلفزيون يبث الأغاني دون صوت، الرجل واقف أمام المرآة يجهز نفسه، المرأة نائمة على السرير، الرجل يبدأ بدندنة لحن ما، تبدأ المرأة أيضاً بالنهوض شيئاً فشيئاً، تتمطى وتظهر ملامح السعادة على وجهها، تراقبه وهو يجهز نفسه للخروج ثم تأتيه من الخلف وتلتصق به معانقةً بدعةٍ وحبور بينما يستمر هو في عمله)
هذه مجموعة مسرحية قصيرة جدا
وهي جزء من كتاب ( جزمة واحدة مليئة بالأحداث) قدمت في تونس ومصر علي المسرح
وفازت في مصر بأحسن عرض ومثلت مصر في مهرجان افنيون 20
مسرحيات ضمن المجموعة المسرحية القصيرة جدا
( جزمة واحدة مليئة بالأحداث )
خاص ألف
كان ثقيلا ً
أمسُ الفائت منذ قليل ٍ
أكملت العقد الرابع ْ
و مضيت إليك ِ
دون شموع ٍ أو كعكة ميلاد ْ