ثمة حمير غريبة الأطوار
تنعق في أسطبلات مجهولة الهوية
ولا تهتم بالسجائر الرديئة
طالما ان دخانها
لا يسطو الا على
تنسلين من بين أصبعي
كرشفة ماء
لتصبين بإحكامٍ في عالمك المغلق
تنفلتين من كفي كالمنجل
متلوية بين الرؤوس المفرعة
كنتُ مدينةً له باحتراقي
بارتفاع غيوم رؤيتي
و انخفاض الحزن معه
قلت له:
"بيني و بينك الشوق"
تذكّري
أنتِ ذات الصواري التي أخوضها
كلما آنِ بحرُ البحرِ
. تذكّري
أنا الذي انتصبتُ كي أَطولَ ثماركِ
تجذعت وانكمش المشمش على صدرها، حتى عمّي أبو عكازة مات، آخر شيخ يحفظ شجرة العرش، حفيده الوحيد يثني رجليه حول غصن شجرة التفاح، يؤرجح عقله.. يرى الأشياء بالمقلوب كقرد يتنكر لتاريخه في بهلوانية مُتقنة. الحفيدة آخر العنقود لم تقتنع أنها قصت فستانها أكثر مما تتطلبه الموضة، وتظل تموهنا كلما تعبر بثوبها المائي. الإمام جارنا يسأل من الطارق، فالفتنة كالنكتة صارت تدق عباءات الصالحين والزهاد، لم يعد في قريتنا من يصلح لصلاة الاستسقاء، العنب تناثر
عملة واحدة بلا وجهين.هكذا هما القاتل المحترف ومنزله، لأن كليهما بمثابة البوابة السريّة لهويته.
عليه أن يحيطهما على الدوام بما يلزم من التمويه والالتباس، وأن يطمرهما بعيدا داخل أعماقه المظلمة والمتوحدة حتى لا يصبح وجوده عرضة للخطر إذا ما اجتاز ﺃحدهم هذه البوابة السريّة ، وأماط القناع عن ملامح الوحش البشع والضاري الذي يقطن هناك.
لكن ، ابتداء من هذا المساء ، ﺃعتقد بأن هذه القاعدة المصيرية بالنسبة لكل المزاولين لهذا النشاط الميتافيزيقي
النسيان طنبورة بدون وتر
الذاكرة أوتار تعزف حتى على النار.
تخليت عن معاهدتي مع المطر
أشياء تذكرني بأشياء. لتحضر
من غيابها الطويل. المِلح الذي
كم ساذج ..أنت
تصوّرت َ أنك
لن تمرّ ...بالظن!!
كم ساذجٌ ..أنت
فأنا لم أنسك...ولن
أنفاس قلقة تغلي في عروقها ، يزيدها نزق الصبا فورانا وحرارة ، تنبعث من دهاليز روحها المغرقة في الحزن كما حمم ممزوجة بالوهن والألم تضيق عليها مساحة صدرها ، تتكور الآهة في قلبها ، تتسلل .. تتدحرج .. تتبعثر .. تـنبعث وكأنها أوقدت من سعير قلبها المشتعل.
تثبت عينيها في عيني امرأة أخرى تسند ظهر غيابها لحائط متآكل تتوزع على ملامحه ثـقوب متفرقـة، ويشي لونه الباهت بلون الحزن الذي تصطبغ به كل زاوية من زوايا بيت مغرق بالوجع والفقد ، تهمس لها بصوت لا
أمْس ِ
كنتُ أوَدِّعُ بفرَح ٍ ،
مَشوب ٍ ببَعْضِ ِحُزْن ،
عامِيَ السّابعَ والسِّتِّين .
نظرْتُ وَراءً على حين فجأة ٍ