خطواتي ليست لي
سرقتها خفة الاحلام .
الصبار يجرح
بكيتُ من بطشِ الذكريات.
من فمي يخرج دخان كثيف
الذكريات تتعفن في الرؤوس.
قادتني شهرزاد في المساء إلي مقهى صغير مريح في زقاق علي البحيرة ، وهي التي قدمت إلي جنيف لأول مرة ،
قالت : هنا يجلس صديقي المسيح الدجال .
أعرفه من فيينا ، سألتها عن أحواله ، قالت :
ـ لا يفارق موضعه في محطة القطارات .
اليوم الأول
التصقت أنوفهم بزجاج الشبابيك ترقب المقطوعة الموسيقية التي تعزفها السماء، و تتساقط ألحانها قطعا بيضاء يلاحق بعضها بعضا حتى تقع على الأرض منتظرة ما تبقى من الحان لتكتمل سيمفونية الفرح تهلل وجه أبي محمد وغمغم "موسم خير إن شاء الله" .
خرجت إلى الشارع بنصف وجه وبيد واحدة، ولم أكن أشعر بألم، وكانت الضمادات تضغط وجهي ويدي بنعومة تشبه الخدر. وفي الحقيقة، إنني لم أكن أشعر شعورًا واضحًا بأي شيء. وقد بدا الشارع لي أشبه بلوحة مسطحة أو بمشهد تحت الماء.. كل شيء يحاول أن يتملص من حواسي فيغرق ثم يطفو ثم يعود ليغرق من جديد. وحاولت أن أنتشل نفسي بقراءة اللافتات أو التمعن في وجوه المارّة وملاحظة الملامح البارزة في كل وجه.
(1)
حين خيم الليل وأغلق الجفون بمفاتيحه..
انتفضت شهرزاد من بين الأوراق...
تسللت خلسة إلى مكمن الأقلام..كسرتها واحداً واحداً...
وحين عادت إلى فراشها بين السطور واستسلمت للنوم..
لم تستيقظ
يصحو شهيقي نحو رائحتك
كل تاسعة ونصفها
قطيع شهوات يحاصره الافتراس
مسحوبة من ياقة اناملي
لاشتراطات فعل بافلوف
تضوع الدهشة فيّ رحيقاً
وترتحل تأوهات
في دمي العنب....
الليل عباءة خلفها عري ونشوة .. آلام وآهات .. ضحكات تخترق الصمت وأنفاس محمومة لعيون شبقة ، تأتي من ذلك البيت القابع في الركن من الشارع.
ثلثه الأخير يتهاوى تحت وطأة الفجر الزاحف وسيجارتي لم تنطفئ بعد ..
ظاهرة قدوم فيروز بعد غياب إلى دمشق .. والاهتمام الكبير الذي حظيت به، من الصحافة ظاهرة لم نر مثلها منذ زن بعيد جدا .. وفي حقيقة الأمر لم تنل حادثة مامثل ما حظيت به فيروز وقدومها إلى دمشق على ما أذكر.
حين وصلني الإعلان من مسرح عشتار على عنواني الإلكتروني، عن مسرحية "العشاء الأخير في فلسطين"، أثار العنوان في ذهني الكثير من التساؤلات، وكون العرض على مسرح قصر الثقافة في رام الله، وليس على مسرح عشتار كالعادة، شعرت أني سأجد أمامي عرضاً مختلفاً ومتميزاً، لذا قررت الذهاب ومشاهدة العرض رغم البرد وبعد المسافة، وحين وصلت قصر الثقافة فوجئت بأعداد الحضور وكثافتهم،
اقتربت اللحظات التي أستطيع فيها أن أكون وحورية كيانا واحدا لا يتميز فيه أي منا عن الاخر، تماما كما تكون هي مع اي رجل آخر يرغبها حد إراقة الدم.
بالطبع هي منذ عرفتها في تخوم الحي الغربي الملاصق تماما لحينا الشرقي المتداعي تصر على أنها ليست لأحد من الرجال وأنها لجميع الرجال شريطة ان يثبتوا انهم رجالا قادرين على احتمال تفلتها حتى النهاية فترويضها مهرة جموح والاستحواذ عليها –كانت وما تزال تقول- ليس كلي المطاطة.