نزل إلى دمي
عمّدني بالماء الورد و غادر
ساعة خرج إليّ
من ثقبٍ في الغيم.
ترجّل عن قدميه
وسافر في الأرض
ثمّ تجمّع فيّ كالرِّيح
وغادرني كالنسمة
بارداً كالموت
أشهد هزيمتك
يهزمني حضورك
وأشهر هزيمتك
حينما تدخل مشاعري متسللاً.
ليتك
ليتك ما شهدتني قمراً بدراً،
ولا رميت عينيك لؤلؤاً
في طريقي.
إهداء
إلى ميسون ونايا، طريقي إلى الانعتاق
1- منفردة 39
انحدرت السيارة متهادية في الشارع الذي سوف يطلق عليه بعد ذلك بسنوات ثلاث اسم شارع "الشهيد باسل الأسد" وانعطفت صوب مدينة المعرض ثم توقفت عند الزاوية، فانفتح الباب الخلفي ونزل منها ببطء شخص يشبهني تماما، له القامة نفسها والوجه نفسه والمشية نفسها، ويختلف عني في الهدوء الشديد المرتسم على محياه.
- 1 -
ليلاً كان الوقتُ، تقضمُ أطرافَهُ الجرذان، أو هشيماً دبقاً يرقُبني ثقيلاً بدقائقه
المطأطئِة على أرصفةٍ خاليةٍ من الإصغاء والترقُّبِ والنجوم ...
وبين يديَّ ينسابُ وجهكِ .. يسوقُ قطعان قلبي نحو سماءٍ تلبسُ قبّعةَ
قشٍّ وسروالاً يَسَعُ مئة غزالٍ وعراءْ ..!!
1
هذه المرة استأجر ملحقاً في حي (أبو رمانة) الراقي، ولو أنه عموماً لم يكن يخرج عن دائرة مركز دمشق، فمن حي الشعلان إلى الطلياني، ومن شارع العابد إلى الجسر الأبيض، كانت مملكة هردبشت تئن تحت وطأة وجوده اليومي أو غيابه المفاجئ.
يحيل عنوان العرض المسرحي الأخير"حمّام بغدادي" للمخرج العراقي جواد الأسدي،على خشبة مسرح الحمراء في دمشق،إلى صورة المشهد العراقي الراهن بكل تناقضاته وتشظياته وأطيافه،ليس من موقع التوصيف أو إعادة وقائع ما يجري في هذا البلد الملتهب،
مهزومون... ولكن
الكائن الذي هزمه الحب كثيراً مضى متأهباً كغابة يلقي ضفائر حبيبته على الليل ليتدفأ وقلبه كما قصيدة معلقة بقطرات الندى المضطربة.
محموماً كان يرمق العتمة ويحلم دون أن ينشغل بصفح الآلهة المسنة وكان ينطق بكل الأغنيات المقشرة من كستناء العطر المتراكم في بتلات الوردة الموقوتة بالحب والخريف الرقيق تتوجه ابتسامة زغفت دون أية نكتة مريرة ..
الشرفة المسورة في عالمٍ رخوٍ يعيد أشياءه مرات ومرات، نسخاً تتربص بي عند كل لفحة هواء؛ والسرير المهيأ دائماً لمضاجعة قصيرة تنتهي عندما يتقوس ظهري قاسياً مثل طاغية يسرقني من كل شيء إلى هذه الوحدة، حيث أنا وأنا....
أرميها لكلاب الطريق لطخةً سوداء أنجبتها وحدي، وقمراً يتربص بي عند كل التفاتة... هكذا،
ها قد عادت ( ألف ) وها أنذا عدت أنشر بها ما لا يمكن لي نشره في أي مجلة أدبية أخرى! العدد كم ؟ تاريخ متى !؟ إذا نكشت في مكتبة غواصتي المعتمة الرطبة الغارقة التي لم أحضر إليها إلاّ كتب الشعر والرسم والموسيقى، وبحثت عما أحتفظ به وأحرص عليه من أعداد ألف، لأستطعت أن أعرف.
الطريق إلى الذّبحِ
تثاءبت مشانقُ الزهور
ضحكتُ من نهاية روح العطرِ إلى رمادٍ يغطّي الأرضَ
أشرتُ إلى فيضِ الأشياءِ سمعتني وأبرقت بعيونها
لكنها طمرت رأسها بلحافِ الرعب
عادت تواصل هجرة اللغة في الحجرِ
غريبةٌ هذه الأشياءُ.