امرأة تستطيل كغيمة على رجل الكوتشينة
( 1 )
جمجمة مرخيه على كف
كيف يمكن أن ترخي رأساً بأكملها على كف معروقة دون أن تخشى من أن تطير حمامه مُربكه.. لن تكون التفاصيل التي ترشح من خطوط الكف متوازنة تماماً مع منحنيات الرأس، سينفر صوت ما قرب هذا الحنين العالق بين الكف والجمجمة.. سيكون مرتجفاً كفاية، وساخناً كفاية، لدفعك للامساك بقدحك كي لا تنبت له أجنحه ويفاجئك بالطيران.. ربما هذا ما يدفع النادل دوماً لكي يملا الطاولة بأكثر من قدح، فكلما أرخيت جمجمتك على كفك انتفضت للأقداح أجنحه وطارت بعيداً عنك. سيستدير جسدك حتماً..
(إلى حلب /1967-1971/الجافة والباردة والكئيبة، مع حبّي)
1- سيأتي يوم ليس ببعيدٍ يقال فيه: سعد يكن يرسم منذ نصف قرن، هو خريج مركز الفنون التشكيلية في حلب عام /1964/ ولم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره... أيُّ اختيارٍ باكرٍ هذا، في محيطٍ كمحيطنا، في جيلٍ كجيلنا. أن يختار واحدنا الحياة رسّاماً قبل أن تعرض عليه بقيّة الاختيارات، قبل أن يعرف بقية الاختيارات! أيُّ اختيارٍ خاص، وصعب، وشاذ، ويكاد لا يصدق ... إلا أنه، كما يبدوا الآن وبعد كلِّ هذه السنين، كان اختيار سعد الوحيد، وكأنه حقاً لم يكن هناك احتمال وجود اختيارٍ آخر... لأن ما صار سعد يكن إليه الآن، في هذا المحيط، وبعد كلِّ هذا الزمن، هو لا شيء، لا شيء على الإطلاق سوى رسام، لا ينام ولا يستيقظ، لا يحب ولا يكره، لا يبيع ولا يشتري، لا يربح ولا يخسر، لا يصيب ولا يخطئ، لا يحارب ولا ينهزم، لا يحسد ولا يشفق عليه، إلا في كونه... رساماً.
لقد كانت الحياة ومازالت غرفة انتظار الموت لكنها المشقة التي يتكبدها المبدع و"فاتح المدرس" كان حاضراً كما بهاء الرؤيا.. لكنه كان يضرب بالمستحيل.إنها الذاكرة التي تستغرقنا وكأننا كلما أمعنا في الموت اعتباطاً أو اتفاقاً توهجت الحياة في أعماقنا، لكنه الجريان الدائم وراء التجريب و "فاتح المدرس" لم يستحم في النهر مرتين، الكثير من الجاهزية والاستعداد والموهبة القديمة والمثقفة لتحطيم الرؤى وإعادة ترتيب ما تبعثر من صفاتها الذهنية والروحية.. كانت روحه الشفافة هي التي تتلامع وتتراءى خلف لوحاته.
«الحياة الحقّة غائبة، لسنا في العالم»
رامبو: فصل في الجحيم- هذيانات
من تدمير القيم الجمالية التقليدية وصولاً إلى التمرّد على الآباء حاول السرياليون القبض على الرؤيا، وتجسيد لحظة الإشراق، عبثاً وعندما يتابع الدارس محاولاتهم الممتدة طويلاً، بمثابرة لا تكلّ، لا بدّ أن يدرك أن تلك المحاولات كان لا بدّ لها أن تبوء بالفشل. بتنا نعرف هذا الآن، بعد أن وصلت الكشوفات العلمية إلى هذا الحدّ المذهل، ولكن لم تكن الأمور على هذا النحو قبل ثمانين عاماً. ويبقى لهم فخر المحاولة متلقّين الهزائم الواحدة تلو الأخرى.
ولدت بيرنيس سورج في كندا لأم مهاجرة من سورية (جديدة عرطوز) وهذا ما جعل سورج تعمل بذاكرة مستمدة من أمها فحسب سورج (كانت أمي دائما ملهمتي) تركز في فنها على ورقة الشجر لكونها رمزا للعائلة، إنها تتنفس من اجلنا.
الطبيعة بالنسبة لسورج هي الحدود مابين الهوية والثقافة والقناة التي يمكننا من خلالها التواصل.
شاركت سورج بأكثر من مائة معرض فردي وجماعي ونالت جوائز متعددة على أعمالها واقتنى بعض أعمالها كثير من المتاحف والمعارض الدائمةوالى كونها فنانة تشكيلية فهي تهتم بالعلاج بواسطة الفن كما يسيطر على أعمالها هاجس السلام.
أن تذعن في القتل والقبول،
أنت أيضاً، المسيح بلا مقاومة،
تضحكني كلي بناموس مقدس مصون
التوقيع: قيصر.
* * *
نعماً للعبد والسيد ... في المطهر
في مجاري الطريقة، والجريمة والحنث
ستمتلك القوة على التحمل،
مثلاً؟
أنا
ماذا يريد أصحاب رؤوس الأموال من الثقافة
نضال الأشقر تعلن عن فخرها لوقوفها على خشبة أحد المسارح السورية لتقرأ كلمة يوم المسرح العالمي
بصيص أمل: كلمة يوم المسرح العالمي
المادة المنشورة عن يوم المسرح العالمي والذي كتبها أحمد خليل تدفعنا للتفكير في قضية صار البحث فيها ضروريا وهاما، وتطرح سؤالا هاما: ماذا يريد أصحاب رؤوس الأموال، والشركات الرأسمالية من الثقافة. فحين يفكر شخص كنبيل طعمة تمويل عمل راقص لفرقة رماد المسرحية كان سيعرض بمناسبة يوم الرقص العالمي، ثم يتراجع عنه رغم توقيع عقود مع أصحاب الشأن ليس بيد أحد منها نسخة عنها ليطالب بحقه،
كان سعد الله ونوس (توفي عام 1997 ) من الكتاب المسرحيين القلائل المشغولين بتجديد أدواتهم المسرحية في كل نص جدي (إن أية كتابة للمسرح هي، دائما، هذان الشيئان المتلازمان وهما مضمون وموضوع المسرحية من جهة، وإعادة نظر في المسرح ذاته كأداة تعبير أو كجنس أدبي وفني من جهة أخرى). وبنية المسرح تشكل هاجسا دائما لدى ونوس فهو حسب قوله غالبا ما كان يشعر أن هذه البنية التي سبق واستخدمها سابقا، قد استنفذت، و لم يعد قادرا على تكرارها أو استعادتها..
على حافّة السواد المفتون بألحان النجوم الفضيّة، هناك، قريباً صوب أطياف العتابا، أردت كتابة بوحي الأول، ولم أكن أجيد شيئاً غير رفع أصابعي في وجه الفضاء كي أقطف منه كرة ملح حجمها الشمس، تحترق على حدود كفي الذي يهوي على صدر الورقة حبّات من الأحلام وأشجار غادرت أوراقها كأنها تسافر في مكانها لا تطيق انتظار قدوم الأحبة. وكنت لا أطيق.
وليد قارصلي فنان دمشقي من نوع خاص، وصديق من نوع خاص أيضاً، هو الذي استوقفني لفترة طويلة أمام مقطوعة شعرية كانت دليلاً إليه وهو يتكئ على يده اليسرى معلناً أمامك، بكل حب، أنه قادم من نبض هذا العالم، بكل ما فيه من قسوة وجمال:
مرة ذهبت أنت إلى حرب حقيقيةْ
ولعبنا الحربَ نحن في لعباتنا
وفلحنا الحقلَ والغابَ بشقاواتنا
وعدت أنت تخفي يدًا صناعيةً
لم نكن ندرك أن حربك كانت حقيقيةْ