الفاتحة
ألأن السياسة في بلادي سوريا عهر، ولأن الكتابة عنها وبها وفيها عهر أكبر، ولأن السياسيين ماهم سوى قوادين، ومساعدي قوادين، ولأن التجمعات السياسية، والحزبية هي تجمعات مرتشين وساريقين ونهابين لقوت الشعب، وللمساعدات التي تأتي له، ومن قبلهم كانوا يتهبون الشعب ياسم التنمية والتطوير.. ولأن بشار الأسد قاتل مهووس بالقتل، ومعظم فصائل المعارضة مهوسة بالسرقة والنهب وتخزين الأموال، ولا يعنيها سورية وشعب سورية، بقدر حجم المساعدات النقدية التي تأتي فينهبون معظمها ويرسلوا الفتات إلة من يستحقها. ولأن المقاتلون يلتحفون بلحاهم الكثة الطويلة.. يخبئون خلفها أيضا ما ينهبونه من أموال السرقة والأتاوات والفديات التي يطالبون أهل من يختطفونهم بحجة أنهم مارقون.. لأن الناس...
لم أخرج من البيت لثلاثة أيام متتالية، لم يزرني أحد خلالها، شعرت بوحدة لا تطاق، لدي رغبة عارمة في في التحدث مع أحد، رفعت سماعة الهاتف، مازالت الحرارة مفقودة فيه. رجعت إلى الموبايل لم أجد فيه حرارة أيضا. عزوت ذلك إلى العاصفة الثلجية، ولمت نفسي لأنني لم أغامر وأخرج من البيت لزيارة أحد الأصدقاء. الوحدة قاتلة والكهرباء مقطوعة منذ بداية العاصفة الثلجية غير المسبوقة في المنطقة منذ عديد من السنوات. أصوات القصف تتوالى، من جميع الجهات تشعر أن قذيفة ستقصد بيتك لتدمره فوق رأسك. ما عدت مهتما، تساوت الحياة بل الرغبة بالحياة مع الموت أو الرغبة به.. فقدت الإحساس ،...
أود اليوم أن ابتعد عن صور القتل والذبح الداعشي الذي نتابعه يوميا في الأخبار.. سأعود بذاكرتي إلى ستينات القرن الماضي لأتذكر مرحلة عشناها بأبعادها جميعا ولن تعود مرة أخرى. ما ستقرأونه اليوم ليس من نسج الخيال، واعتقد كل من بلغ من العمر عتيا ، أي بلغ الخمسين عاما عدا ونقدا ، أو وصل وتجاوز مثلي الستين وعاش كل ليلة وكل صباح من تلك السنوات يتذكر بالتأكيد ما سوف أحكي عنه في الأسطر التالية. في ستينيات القرن الماضي لم تكن الحياة كالتي ترونها الآن ، كانت أكثر بساطة، وأقل تعقيدا، وأكثر حنينا ومحبة .. في ستينيات القرن الماضي كان راتب الموظف على الكفاءة 150...
الديموقراطية لعبة، لعبة يمكن أن يلعبها أي حاكم شاطر ويتمكن من حكم البلاد التي يلعب بها لعبته مدى الحياة، وأكبر مثال على ذلك الولايات المتحدة الأمريكية.. فتلك التي تتشدق بديموقراطيتها، ودستورها، وأسلوب اختيار رئيسها، هي أكثر دولة ديكتاتورية في العالم، وديكتاتوريتها المغلفة والمبرقشة بديموقراطية لايرقى إليها الشك هي السبب في استمرار قوتها واستمرار سيطرتها على العالم. لا أحد يستطيع أن يقول أن أمريكا دولة غير ديموقراطية فطريقة انتخابها لمجلس شيوخها ولمجلس نوابها ولرئيسها ولحكامها في الولايات كلها مدروسة بعناية فائقة لكي لا يرقى إليها الشك بأن العملية الانتخابية هي أعلى أشكال الديموقراطية .. ولكنها ديموقراطية دمية.. ليست حقيقية هي دمية من...
حين صرخت إنانا أحرث لي فرجي يا رجل قلبي .. هل كانت تهدف لإثارة الغرائز ??!!!! في اعتقادي أن المجتمع وضع قوانينه معتمدا كل في بلده على الدين الذي يتبع له .. وبالتالي في فترة ما كانت الكنيسة مسيطرة كان من المحظر الحديث في الجنس. بينما قبل الكنيسة بآلاف السنين صرخت عشتار .. أو إنانا .. أحرث لي فرجي .. ولهذا أيضا منعت الدول الإسلامية في وقت ما الحديث في الجنس بينما كان الحديث عنه يقوم به رجال دين محترمون ولهم مكانتهم في التاريخ .. من هنا يجب أن نكون حذرين جدا حين نتخذ موقفا من الأدب الإيروتيكي ونجرم أو ندين...
لم يسبق في التاريخ أن كشفت ثورةُ شعبٍ عورةَ العالم بالطريقة التي فعلتها الثورة السورية. ففي عودة إلى بدايات الربيع العربي نجد أن كل الدول التي تحركت متأثرة به مرت بهدوء وسلام، ولم تتجاوز في أحسن الحالات إلا أشهرا معدودة، لتنتهي إلى فراغ في السلطة وخلافات داخلية لم تستقر حتى اليوم. ولكنها لم تستقطب اهتمام العالم، كما فعلت الثورة السورية التي كشفت وفضحت سوءات العالم المتحضر والمتمدن الذي صمت عما يجري من قتل وجرائم ضد الشعب السوري. دول كبرى، بل كل الدول الكبرى، بل الغرب بكامله وأمريكا وروسيا ، هي قارات بكاملها وقفت ضد الشعب السوري في ثورته بشكل مكشوف ومعلن...
سأريحكم وأرتاح، سأريحكم من الحديث في السياسة والدين، سأريحكم من انتقاداتي التي قد تصبح مملة فيما لو تابعت الكتابة بالطريقة ذاتها، رغم أنني لم أصل بعد إلى هدفي. لم أجد رجل دين يقول تعالوا نفكر فيما يقوله هذا المأفون من كلام كبير، أكبر من عقولنا، ومن قدرتنا على الاستيعاب. فعقولنا مبرمجة على أساس واحد زائد واحد يساوي أثنين، ولا نستطيع إلا نفكر بهذه الطريقة. كنت أود لو جاءني رجل دين ليناقشني، لو رد عليَّ وقال تعال نتناقش، لكنت شعرت بالسعادة لأن مثل هذا الرجل يكون مستعدا لمناقشة ما أكتب من حيث المبدأ وهو تطور أقبله جزاء على صبري. لكن ذلك لم يحدث،...
غامرت تلك الليلة لأصل إلى الله في مقره في قاسيون.. كان القصف شديدا ويغطي سماء دمشق من أقصاها لقصاها.كان يجلس وظهره لي يقرأ بصوت عال في الكتاب.. سمعت صوته يجهر بالقول: حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا،قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا، قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا، آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا، فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ...
وإذ أبتدع من الطين امرأة مباركة بي.. بخرائبي، بعشقي، بملونات تكويني.. برطوبتي، فأنا ما عادت أي امرأة تغويني، بت أعشق كل النساء في واحدة استخلصتها من نسيجي، وأغلقت عليها مملكتي.
يا امرأة نسجت مني، سأتوضأ بجسدك زمن الحيض، حيضك المبارك، حيضك الذي يجهزك لسيول رغبتي.. سيول رغبتي التي تحمل بناتي، بناتي اللواتي في فروجهن فيضانات رجال آخرين. لأجل ذلك أنجبهن، ليتمتع بهن الرجال ويقولون أولئك بنات الرغبة.. بنات النشوة والحب. تعالوا إلي يا بناتي.. فاليوم سنحتفل بزوال طهارتكن. فالحق أقول لكن ليس على المرأة أن تكون طاهرة لتكون امرأة، بل عليها أن تفتح ساقيها مبرزة فرجها للراغبين من الرجال. بذلك...
صرخ الشاعر مظفر النواب ذات يوم في وجه الأنظمة العربية قائلا: "وأما انتم فالقدس عروس عروبتكم أهلا.. القدس عروس عروبتكم فلماذا أدخلتم كل السيلانات إلى حجرتها ووقفتم تسترقون السمع وراء الأبواب لصرخات بكارتها وسحبتم كل خناجركم و تنافختم شرفا وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض" هذه الصرخة المؤلمة في وجه الأنظمة العربي، يمكن أن توجه اليوم بعد أن نستبدل القدس بالشام، فنصرخ في وجه جميع العاملين في الشأن السياسي السوري: وأما انتم فالشام عروس عروبتكم فلماذا أدخلتم كل السيلانات إلى حجرتها ووقفتم تسترقون السمع وراء الأبواب ...... .... وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض" أي سكوت هذا الذي تطلبون، أي صمت مذل تسعون إليه، من أجل مصالحكم الذاتية المحضة، كفاكم، وعودوا إلى بيوتكم.. أتركوا سورية للسوريين، اتركوا...