الفاتحة
لم يكن محمد يوما فاتلا، ولاسفّاك دماء ولامجرما.. ولم يكن يأمر بما يأمر به أمراء الحرب في سورية اليوم من مجازر وأوامر قتل فيها من الإجرام واللاإنسانية الكثير معتمدين على دين من اختراعهم نسبوه إلى محمد زورا وهو لاعلاقة له بالإسلام ولا علاقة له بأي دين من الأديان سماويا كان أم غير سماوي. كان الاسلام دين مسامحة ودين العفو عند المقدرة، حتى لو في ذلك مخالفة لأوامر الله كما جاء بها محمد. فمحمد قرر العفو عن زانية، في مرة من المرات، ولكن الزانية أبت إلا أن ينفذ فيها محمد حكم الزناة وهو الرجم حتى الموت. ربما هناك من يقول أن...
كلما ازداد ضغط الثوار، كلما رفع الأسد من وتيرة قصفه المجنون للمدنيين، وكأنه يريد أن يقضي على أكبر عدد ممكن من السوريين، ومن الحضارة السورية عقوبة قاسية لهم لأنهم وقفوا ضده. وهذا ما يجعل منه في المستقبل وسيلة إيضاح ليتعلم العالم كيف يكون الديكتاتور والقاتل التسلسلي. هو وسيلة إيضاحية للعالم بعد انتهاء الحرب كيف يمكن للدكتاتور في ظل مؤامرة كونية يشارك فيها العالم دون استثناء قتل وإبادة شعب بالكامل على مرأى ومسمع من العالم أجمع. يفعل كل ذلك، يصنع كل هذا الخراب الذي نراه، يدك مدنا بأكملها بمن بقي فيها ولم يهاجر لتمسكه بأرضه وماله وبيته. والعالم المتدمن المتحضر يتفرج عليه...
ليس الإسلام اليوم كما كان في أيام محمد والخلافتيين بل بدأ يتحول من دين حضاري إلى دين دموي تخلى عن كل ما جاء به محمد لمصلحة أشخاص بعينهم، ولأجل السلطة والنفوذ. لن أدخل في تفاصيل ذلك، ولن أحاج أحدا أيضا، هي فكرة لأنتقل بعدها إلى أن الاسلام كدين انتهى إثر موت محمد ليبدأ الإسلام السياسي، وليتحول إلى مجموعة من الأحزاب، ينتصر أحدها على الآخر ليسيطر مرحلة كاملة على الإسلام والمسلمين، لينتهي وينتصر حزب آخر فتبدأ معه سياسة جديدة، تجد جميعها مبررات وجودها في النص القرآني وفي ما نقل ن محمد من أحاديث كثيرة نقلت عن مجموعة من الحفظة، لا أحد...
في غفلة من العالم الحر، ودون تخطيط مسبق منه ، حدث ما حدث.. فأجأهم مايجري. ارتبكوا فترة من الزمن، ولكن ارتباكهم لم يطل، عقدوا عدة لقاءات، اتخذوا مجموعة قرارات: لن نسمح بحدوث ما يحدث، قال قادة الغرب مجتمعين. قادة العالم الحر اجتمعوا وقرروا يجب أن يعود جميع هؤلاء القرود إلى حظيرتهم التي صنعناها لهم، سيظلون خدما للعالم الحر وبناة أساساته، تعبنا كثيرا ليكون العالم الثالث مصدرا لرزقنا، ومكانا نغرف منه ما نحتاج من أغذية ووسائل راحة وكهرباء وبترول لن نسمح لهم أن يصبحوا أحرارا، هم خدمنا ودونهم لن يكون لنا عيش. وعلا الصوت الصهيوني، ربيع عربي، هه .. سيكون خريفَهم، وسيتمنون...
الانزياحات ظاهرة كونية معروفة، كما أنها كلمة استخدمت لاحقا في الأدب والنقد، وكان الأجدى استخدامها في السياسة وفي تشكل القوميات والامبراطوريات. إلا أنني لم أجد أحدا قد استخدمها قبلي. فكل ماجرى في التاريخ من انهيار امبراطوريات وصعود إمبراطوريات بديلة لم تكن سوى انزياحات كونية لتستقر بشكلها الجديد مشكلة عالما جديدا، ومنطقا جديدا، وطريقة تفكير جديدة. ما يجري في المنطقة منذ بدء الثورة السورية. هو انزياح كوني حقيقي. وما يجري داخلها سيحدث واحد من أكبر الإنزياحات التاريخية. الكون يتغير، إميراطوريات تسقط، إمبراطوريات تشهد علوا وسيادة غير مسبوقة، ولن يكون السوريون بعده كما كانوا قبله، وما يتشكل من قوى جديدة على الساحة كروسيا...
سورية ومع سيرها الحثيث نحو سنتها الخامسة لم تك ومنذ بداية الثورة سوى رقعة شطرنج ، يحرك بيادقها زعماء العالم كلاعبين في بطولة للشطرنج. يتنافسون على البطولة. حقق الفوز في السنة الأولى اللاعب السوفيتي، مدعوما بصديقيه الصيني الذي يمده بالدعم، ويختلي به بعد أحد الأشواط لينبهه على أخطائه بعد كل جولة يخسرها الروسي. الذي يجلس قبالته على رقعة الشطرنج السورية اللاعب الأمريكي الذي تعود الربح دائما، والذي لا يستمع إلى مشورة أحد من داعميه الكثر في العالم الغربي والعربي، فهو اللاعب الذي لم يهزم.. ولكنه يفاجأ بهزيمة نكراء على الرقعة السورية، وللمرة الأولى يتساوى اللاعبان.. ويصبح الروسي لاعبا مزعجا للأمريكي...
هو السكون يلفنا، يستوطن ذاكراتنا، يتبلد داخلنا، يحولنا إلى مستنقع راكد نافذ الرائحة. والألف تتحول إلى همزة على السطر، أو هي همزة تحت السطر. ما الذي حدث؟ كيف استطعنا أن نحول الألف الشامخة إلى همزة على السطر؟ من يحمل المسؤولية؟ نحن أم هم ؟ من نحن ومن هم؟ وكيف يصلح سؤال كهذا ليلخص حالتنا الآن؟ وهنا. هل أصبحت الألف ألفين؟ ألفهم وألفنا؟ ألفنا منتصبة شامخة تعبر عما كنا عليه، وعما نريد أن نصبحه، أو أن لا نتخلى عنه. وتريدنا ألفهم غارقين في مستنقع السكون. هل نطلق على هذا القرن اسم قرن المستنقعات، إذا كان كذلك فما الاسم الذي نطلقه على القرن...
هو ريموت كنترول بيد أحدهم يحرك به العالم، لا أحد يعرف وجهه، أو جنسه، أو حتى دينه، هو فقط يد تحمل الريموت كنترول، ويتنقل في العالم مشعلا الحرائق.. تأخرنا حتى انتبهنا له، لم نفكر به وماذا يفعل بالناس حتى وصل البل إلى ذقوننا، حتى قرر في لحظة ما، لحظة كان لابد أن تأتي، فلا يمكن أن نظل خارج السيطرة، فنحن نطالب بحريتنا، والحرية تخيفه، تجعله مهوسا بالقتل، بسفك الدماء، سيمفونيته المفضلة أصوات قصف المدافع، وأصوات هدير الطائرات المقاتلة التي تشيع الدمار أينما حلت. يبدو مجنونا فرحا، حين تصيب الطائرة هدفها وتتطاير أشلاء الضحايا هنا وهنك. يكره صوت صفارات سيارت الإسعاف...
قامت الثورة السورية حين قامت من أجل المطالبة بالعدالة والديموقراطية وحق المواطنة. شرارة أنطلقت من حزن الناس ويأسهم وحجم القهر الذي تراكم خلال سني حكم دولة الأسد الأول والثاني. لم يكن في ذهن المتظاهرين السلميين حينها إسقاط النظام بل فقط إحقاق الحق والوصول بسورية لتكون دولة ديمقراطية يحكم فيها العدل. وتسود فيها الطمأنينة ويحاسب فيها لصوص القوت اليومي للشعب. وكانت الهتافات تعبر عن هذا التوجه: الشعب السوري مابينذل.. وسوريا بدها حرية... وواحد واحد واحد ..الشعب السوري واحد ...والذين قاموا بوجه الطاغية كانوا من أصحاب الدخل المحدود ومتوسطي الحالة الاجتماعية يقودهم مثقفون شعروا بأن الوقت قد حان للمطالبة بحقوقهم المشروعة. وجاء...
يبدو أن القرار اتخذ، واكتفى صاحب القرار كائنا من كان، دولة أو دولا، شخصا أو أشخاصا، بكمية الدمار الذي لحق في البنى التحتية السورية، وفي روح الإنسان السوري. وهذا يعني أننا مقبلون قريبا على نهاية للحرب الدائرة. لا يهم كيف؟ المهم أن المهمة نفذت على أكمل وجه، ولو زاد الأمر عن هذا الحد قد يخرج عن السيطرة. فاتخذ القرار: لتنتهِ الحرب.. وستنتهي بعد إجراء بعض المهمات الضرورية ليقبل الجميع مرغمين بما تقرره جهة القرار.. وستستعيد سوريا هدوءها، ولتمضِ مائة سنة على الأقل لتعيد بناء ما دمرته الحرب. كل المؤشرات تدل على ذلك، اللهجة التي يتحدث بها الجميع تعطي انطباعا بأن...