عشية تأسيس «السفير» ذهبت الى سعدالله ونوس في دمشق أطلب إليه أن يتولى الإشراف على الثقافة في الجريدة التي نطمح أن تكون مختلفة، شكلاً وموضوعاً، عما هو موجود وقائم في بيروت بل المنطقة العربية بأسرها... وخاف سعدالله من طموحنا ورأى أننا نخلط بين الحماسة والقدرة، وأبلغنا أنه لا يريد أن يغادر دمشق. وبعد طول تردد وافق على أن «يجرب» فإذا ما أحسّ بأنه على قدر المسؤولية
ولكن هؤلاء كرروا لكل من التقوه في نيويورك أن محفظة نقودهم لن تُفتَح قبل الانتقال السياسي. وهم بدوا جادّين تماما في ذلك. بدلاً من ذلك سينفقون بعض المال من أجل ما سمّوه «التعافي المبكر»، وهو تقديم مساعدات ماسة للجوانب الحياتية الضرورية من ماء وكهرباء وتعليم وصحة. والمعارضة السورية تصرّ
مع انسداد أفق المفاوضات السياسية، وتفاقم معاناة السوريين من ملفات إنسانية لم تعد معالجتها تحتمل التأجيل، ومع ازدياد تغول أطراف خارجية في الصراع الدامي وتنامي أخطار أوهام النظام بتحقيق انتصار عسكري ربطاً باتساع مناطق خفض التصعيد والنجاح النسبي في دحر تنظيم «داعش»، تبدو بلادنا المنكوبة والمهددة بتفاقم الاضطراب والعنف، أمام فرصة منح المجتمع الدولي مهمة الأخذ بيدها عبر قرار نافذ يضعها تحت وصاية دولية أو إشراف أممي
حلّت ساعة تقاسم مناطق النفوذ والمصالح في سورية وبرز وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف مهندساً بارعاً يملك مفاتيح الدار وخريطة سورية الجديدة. خريطة لافروف ليست خريطة رسم الحدود على نسق سايكس– بيكو. إنها ترتكز على قاعدة الوصاية الروسية على سورية بمباركة وشراكة أميركية. مع تطمينات عملية وفعلية لإسرائيل عنوانها الجولان،
والجديد قرارات المجلس الإسلامي السوري الذي عقد أخيراً في لندن، وقبله بأسابيع، صدور ما عرف بالميثاق الوطني لمواجهة تقسيم سورية، وكلاهما يشبه البيان الذي صدر في أيلول (سبتمبر) من العام المنصرم، وخلص بعد قراءة ما آلت إليه أوضاع الثورة وطرق مواجهة النظام ومحاربة الإرهاب إلى التأكيد على تطلع جماعة الإخوان المسلمين لبناء دولة مدنية وديموقراطية في سورية القادمة، وقبلها كانت وثيقة العهد والميثاق عام 2012 التي صبت الحَب في الطاحونة ذاتها،
"طوى ظهور "النصرة" و"داعش" معادلة الثورة الأصلية التي جعلت النظام الديمقراطي بديل الأسدية" المذهبي بديل الديمقراطية، وأحدثت تبدلاً انقلابياً في موقف الدول من الثورة والحل السياسي، وأدخلت السوريين في مقتلةٍ دامت قرابة أربعة أعوام، ذهب ضحيتها مئات آلاف السوريات والسوريين. واليوم، وبعد اقتراب الحرب ضد "داعش" في محافظتي الرقة السورية ونينوى العراقية من نهايتها، وحل مشكلة جبهة النصرة
سقيفةُ بيتنا، طفلة في السابعة من عمرها، تُخرج كتاب "لماذا سكت النهر" من تحت ملابسها، بعدما كانت قد أخرجت ديوان سميح القاسم، ثمّ توفيق زيّاد، ثمّ "التراب الحزين" لبديع حقي، ثمّ "أرض البرتقال الحزين" لغسان كنفاني، ثمّ تحوّلت إلى القصص القصيرة لزكريا تامر، الذي خلق لي كوناً في سقيفتي.
كيف تعرَّفت إلى زكريا تامر يا مارلين؟
تروي فدوى فيما تروي، كيف كان ثوار حي الخالدية بحمص، ينقلونها من بيت لآخر، ومن مخبأ لثان، لئلا يطاولها شرر الحقد أو رصاصات الغدر، من نظام أوجعه خروج فدوى وتقدمها المظاهرات، فأبطلت مقولاته الطائفية، ومن "متأسلمين" رأوا بخروج فدوى، ربما خروجاً عن تعاليم دينهم، البعيد عن الإسلام، وفق ما أكدت الأحداث وبرهنت الدلائل.
على رغم أهمية التطورات الأخيرة، بخاصة لجهة إنشاء «مناطق خفض التوتر» وتحويل بعض الفصائل العسكرية أسلحتها في اتجاه «داعش» فقط، لم تصدر عن هيئات المعارضة السورية أفكار توضح موقفها مما يحدث، ولم يحدث نقاش سوري عام يليق بهذه النقلة الجديدة. الطابع الغالب هو الاستسلام لفكرة تقاسم النفوذ، مع تقاسم الفصائل المحلية، إذ لا مكان لحديث جاد عن وجود السوريين الآن، أو في اللحظة التي يرى كثر أنها تؤسس لمستقبل البلد.
الرئيس ترامب مسكين. في الأسابيع الأخيرة، زادت وتيرة مصائبه في شكل متسارع. وفي أسبوع واحد، انهال نصف دزينة من المصائب على رأسه.
أسوأ هذه القضايا بالطبع هي خطوة المحقق الخاص في العلاقة بين حملة ترامب وروسيا من أجل ترجيح انتخابه ضد هيلاري كلينتون في العام الماضي، روبرت مولر، لتشكيل هيئة محلفين كبرى للتحقيق في القضية