Alef Logo
ابداعات
              

نص / تمارين في قلب السماء

أمجد ريان

2006-07-06

خاص ألف
أحلقُ ذقنى بتأن ، بحكمةٍ مشهودٍ لها ، فأنا خيرُ من ينجزُ الأعمال ، ثم أديرُ التلفزيون ، وعلى الشاشةِ وجهُ "عبدُ الحليمِ" يبكى على الحبيب ، ويغمضُ عينيه ويهزُّ رأسَه يميناً ويساراً معبراً عن الحُرْقةِ والحنين ، كان يبحثُ عن اللذةِ من خلالِ الألم ، والحزنُ وسيلتُهُ للتخلصِ من ضغوطِ الواقع ، الواقعِ الملىءِ بالبطالةِ والتدهور ، وبالرغم من ذلك ، فسوف نسعى لأن نخلقَ البيئةَ المناسبةَ لبناءِ المستقبل ، سنستخدمُ كلَّ الوسائلِ للوصولِ إلى التقدّم ، سنستخدمُ البريدَ الإلكترونىّ ، والهواتفَ الخلويّة ، وكذلك المنتدياتِ الإلكترونيّةَ على الشبكة ، كلَّ المنتدياتِ حتى الفارغِ منها ، سنستغلُّ كلَّ شىءٍ من أجلِ التقدّم ، ولكن لا يجبُ أن ننسى أنفسَنا : فنمشى نطوّحُ رؤوسَنا ذات اليمينِ وذات اليسار ، ونحن نتغنى بالأغانى الوطنيّةِ الشهيرة ، قد نتوهُ فى شوارعَ لا آخرَ لها ، قد نتوهُ عند مواقفِ السيارات , وبين المقاهى المزدحمة ، سنمشى وراءَ الفتياتِ ذوات البنطلوناتِ الستريتش ، والشعرِ المنسابِ بعفويّةٍ لأسفل ، لكى نتغنى بالأناشيدِ الوطنيّةِ الشهيرة ، ستكونُ الدموعُ فى عيونِنا ، وسينظرُ لنا الناس متعجبين ، وسيمشون خلفَنا فى طوابيرَ لا نهايةَ لها ، لكى نُكَوِّن جيشَ الخلاص ، فنسيرُ جميعاً حتى أبوابِ الملاهى بميدانِ الجيزة ، وعندما يفتحون لنا الأبوابَ سنجرى بكلِّ سرعتِنا ، لكى نستقلَّ الأراجيحَ الدائريَّةَ التى ستصلُ بنا فى دورتِها الواسعةِ حتى كبدِ السماء ، فيكونُ المشهدُ مثيراً للغاية ، وسوف أشعرُ بالضوءِ هالاتٍ تنبعثُ من رؤوسِنا هالاتٍ هالات .
وهناك فكرةٌ رائعة ، هى أننا يمكنُنا ، ونحن موزعون على الامتدادِ الدائرىّ الهائلِ للأرجوحةِ فى قلبِ السماء ، يمكنُنا أن يمسكَ كلُّ واحدٍ منا بكتاب ، وما أجملُ الاطلاعُ ونحن فى قلبِ السماء . وسوف يتبرعُ من أجلِنا كبارُ الناشرين بأفضلِ الكتبِ التى لديهم ، الكتبِ المذهّبةِ الأغلفة ، ذات الحروفِ البارزةِ السميكةِ واللوحاتِ المبهرة ، وسنمـارسُ الاطلاع ، ونحن فى قلبِ السماء ، سنمارسُ الاطلاعَ عميقاً عميقا .
لن نكتفىَ بالكتبِ الروحانيّة ، ولا بالكتبِ الماديّة ، بل سنقرأ فى كلِّ شىء ، سنقرأ فى أنثروبولوجيا الذهن ، وفى المربعِ السحرىّ ، وسنقرأ عن تيمورِ الشرقية ، وميتافيزيقـا الخوف ، ولن نكتفىَ بالقراءة ، بل سيقفُ كلٌّ منا فى أرجوحتِه ، لكى يلقىَ بخطابٍ نارىٍ عن مستقبلِ الوطن ، ولأن وطنَنَا ديمقراطى ، ولأن وطنَنا متسامحٌ وحنون ، فسوف يصفحُ عن الكثيرِ من الزِّلاّتِ التى ستهدرُ بها ألسنتُنا ، فنحن لا زلنا صغاراً ، حمقى ، ووطنُنا ، وطنُ التسامحِ والرقةِ والحنان الذى لانهايةَ له .

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

عندما تتحرك الملعقة داخل الكوب غالبا ماتحدث كل هذا الرنين

12-تموز-2008

إحدى ليالى أمشير

06-نيسان-2008

هذا ماجرى في صالون الحلاقة

24-أيلول-2006

نص / تمارين في قلب السماء

06-تموز-2006

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow