Alef Logo
ابداعات
              

عندما تتحرك الملعقة داخل الكوب غالبا ماتحدث كل هذا الرنين

أمجد ريان

2008-07-12



امجد ريان
عندما تتحرك الملعقة داخل الكوب غالبا ماتحدث كل هذا الرنين

لا أعرفُ هل أنا أكتبُ عما ينقُصُني؟
أم أكتبُ عما يفيضُ عني؟
ولكن أصابعي تظلُّ تضربُ "الكيبورد" بلا هوادة، وفي عينيّ قليلٌ من الدموع، بينما وجهُها الأبيضُ كان شديدَ الطفولةِ والبضاضة:
كان وجهُها متألقاً فوق بلوزتِها الزرقاءِ ذاتِ »الكولةِ« العريضة
والحِلْيَةُ الحمراءُ فوق صدرِها شديدةُ التجانسِ مع شفتيْها الصغيرتين اللتين تفيضان بالحُمْرة، أما أنا فأريدُ أن أتوغَّلَ فى أماكنِ الذَّات، وأن أقدّم أناي الأشدَّ اقتراباً من رائحةِ الحياة.
تعرفين كيف تختارين »موديلَ« فستانِك
وملابسُك عاديةٌ بسيطةٌ وغيرُ محدَّدة
لذلك فهي تناسبُ الطابَع الحسيّ في كتاباتي
وتساعدُني في مهمتي:
لتصبحَ الحقيقةُ الشعريَّةُ أكثر تماسكا.
في جسدِ المرأةِ يكْمُنُ معنى السلامِ الأبديّ، وأنا أريدُ أن أدخلَ الشبكةَ العنكبوتيَّةَ لكي أسجّلَ اسمي في الموقع، وأستعيدَ العبارةَ: لم يكن التحنيطُ عند المصريين القدماء سوى صورةٍ من صورِ احترامِ الجسد، وتحريمِهِ على ديدانِ الأرضِ، وعلى عواملِ التحلُّلِ الطبيعيّة: كانت أمامي قائمةٌ بعناوينَ إلكترونية، بينما أتبادلُ معك النظراتِ البارقةَ الشديدةَ التوتر، متأملاً جبينَك الحنون، وأحياناً تكونُ نصفُ الابتسامةِ قادرةً على إرسالِ إشارةٍ ما.
ليست الموهبةُ منحةً للبعض
ولكنها حماسة
يستطيعُ أن يخلقَها كلُّ شخص
وأنا أمتلئُ بالموهبةِ حقاً
كلما رأيت ثوبك التعبيري الحار.
أريدُ من قصيدتي
أن تتميزَ بالانسيابيَّة
وأن تكونَ غيرَ منغلِقة
وأن تكونَ متصاعدةً بهدوء
لكي تنسجمَ مع هذا الكُحْلِ الميتافيزيقي
فوق الرموشِ العلويّة.
جسدُ المرأةِ عندنا
مشكوكٌ به
منذ الشهقةِ الأولى،
هو الجسدُ المراقَب،
المطارَد،
الحاملُ لبذورِ الخطيئة.
وعندما يكونُ جسدُ المرأةِ حائراً هكذا، ومتورطاً في ذاتِه، فسوف يمتلئُ بريدي الإلكترونيّ، ويصبحُ على أن أخفِّفَ من هذا الكمِّ الكبيرِ من الإيميلات، لكي أسجِّلَ مطلعَ قصيدتي:
من أنا ومن أنتِ أيتها الجميلةُ الحائرة؟
ويمكنُني أن أطورَ مَطْلَعَ قصيدتي أكثر، فأقول:
من أنا ومن أنتِ حتى أحبَّك هكذا؟
مشاعري مستَعِرة
وتكويني يصيرُ كالدَّوامة
وهناك الإحساسُ المستديم:
بهذا الاغترابِ المشتركِ ذي الطبيعةِ الكونيَّة في أعماقنا
الاغترابُ الذي يصلُ بنا إلى كلِّ هذا السخْطِ، للدَّرجةِ التي تدفعُكِ إلى ارتداءِ الفستانِ الأبيضِ المنفوشِ قليلاً من أسفل، والحزامِ الأسودِ العريضِ، فيبدو خَصْرُك نحيلاً، وتبدين كأنكِ تملكين الليلَ والنهار.
تَتَحَرَّكُ المِلْعَقَةُ الصغيرةُ داخل كوبِ الشايِ لِتُصْدِرَ هذا الرنينَ المميَّزَ كالأجراس، ثم أعيدُها إلى صَحْنِها المزخرفِ الرَّقيقِ لكي أصلَ إلى الحقيقةِ مباشرةً: وهي أنهم يريدون أن يضعوا جَسَدَ المرأةِ خارجَ الزمن، ولكن الجسدَ الأنثويّ هو جَسَدٌ موسوعيّ ، والهالةُ التي تحيطُ به، تؤكِّدُ هذه الموسوعيَّة، الجسدُ الأنثويُّ أصلبُ من أن ينالوا منه.
في اللحظةِ التي كانت تُعدِّلُ فيها من شأنِ قرطِها الكبير
كان "الهاكَرُ" يحاولُ أن يخترقَ جهازي
دونَ فائدة
لأنني واقفٌ له بالمرصاد،
فأنا قويُّ العزيمةِ بدرجةٍ لا يدركُها "الهاكَر" ..
قويُّ العزيمةِ جداً .. لأنني أريدُ أن أدخلَ إلى قصيدتي متحرِّرا من أثقالِ العالم، ومحرِّراً إياها من هذه الأثقال، أريدُ أن أتحرَّرَ في نصِّي تماماً للدرجةِ التي أتمكَّنُ فيها من التعبيرِ عن إحساسي المباشرِ بإزاءِ هذا "الشَدُو" الخفيفِ الذي وضعتِه تحت الحاجب، والتعبيرِ عن إحساسي المباشرِ بإزاءِ هذا "الجاكيت" الضيّقِ المثير، بما فيهِ من المخْمَلِ الناعمِ الأنثوي، "الجاكيت" الذي يفيضُ بالرُّوحِ الشبابيَّة، ويذكِّرُنا بـ»التاييرِ« الفرنسيِّ القديم.
أحسُّ بأن الحزنَ بطلُ الحياة
وأن الاغترابَ هو الانفصال:
الانفصالُ بين الجزءِ والكلّ
بين الفردِ والمجتمع
بين الحاضرِ والمستقبل
بدليلٍ بسيط:
هو فستانُكِ الضيّقُ المنحسر عند الخَصر، والواسعُ قليلاً عند الفَخذين
هذا الانحسار الذي يفعلُ أفاعيلَه، ويُفْرِغُ مكنوناتِه في فؤادي.
يحتفظُ الكونُ بكلِّ الأصوات:
أصواتِ البشرِ منذ بدايةِ الخليقة
كلُّ الأصواتِ موجودة، كأن الفضاءَ مسجلٌ كبيرٌ يحتفظُ بكلِّ شيء: أصواتُ البشرِ والزلازلِ والكائناتِ والأمواجِ، والبكاءِ الحميمِ في ليالي الوِحْدَةِ البائسة:
وسيحتفظُ الكونُ بالتأكيد
بضحكتِك هذه
ضحكتِك القصيرةِ "السوبرانو"
التي تخترقُ القلبَ مباشرة.
(شاعر مصري)

عن جريدة السفير

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

عندما تتحرك الملعقة داخل الكوب غالبا ماتحدث كل هذا الرنين

12-تموز-2008

إحدى ليالى أمشير

06-نيسان-2008

هذا ماجرى في صالون الحلاقة

24-أيلول-2006

نص / تمارين في قلب السماء

06-تموز-2006

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow