عَتَباتٌ في الخَلاء
2010-01-16
خاص ألف
( زَمَنٌ ما )
في ذلك الدَّغْلِ المُخيفِ رأيْتُ نَفْسِي
أتأرجحُ بينَ فَكَّيْهِ
يقبضُ على رقبتِي بِشِدَّةٍ
عندها قرَّرْتُ أنْ أُلقيَ مفاتيحي
أخَذَها، وتَركَنْي ، فصرَخْتُ :
لسْتُ أنا ....!
مَنَحَني بِرْكَةَ ماءٍ
وغُصْناً بارداً
كتبْتُ اسْمِي على صفحةِ الماءِ
فتبخَّرَ ...!
..............
( تَسَلًّلٌ )
مِنْ بينِ أصابعِ الوقتِ فررْتُ
وهَرَّبْتُ معي زُجاجةً
ورأساً مُتْعَباً
وقلباً يستريحُ مِنْ نَبْضِهِ
وعندما حانَ القتلُ
شربْتُ ما في الزُّجاجةِ
جُرعةً واحدةً
وَرَمَيْتُ رأسيَ على الأرضِ
فتدحرجَ عليها
تاركاً بُقَعاً زرقاءَ
عرفْتُ حينَها أَنَّ دماغيَ باتَ مكشوفاً
وأَنَّ الَّلونَ الأزرقَ مطلوبٌ حيّاً
أو مَيْتاً .......؟!
...............
( دخولٌ )
كانَ البابُ جُثَّةً هامدةً
وكانَتِ الرَّغبةُ تتعرَّى أمامَ عَيْنيَّ
حذفْتُ الحرفَ الأوَّلَ مِنَ الأبجديَّةِ
أطلقْتُ على المسافةِ بيني وبينَهُ نَسْراً
هوَ آخِرُ ما تبقَّى لي
مِنْ رصيدِ الهواءِ
فتحْتُ كَفَّيَّ
هطلَتْ سحابةٌ فيهما
وركضْتُ باتجاهِ البابِ
نهضَ على عكَّازَيْهِ
رَمَقَني بنظرةٍ باسمةٍ يشوبُها عَتَبٌ عتيقٌ
وأزاحَ لي ، مرَّرَني
فَدَخَلْتُ .......!
...............
( عُبُـورٌ )
لم تكُنْ شفرةُ السِّكِّينِ تخصُّني
لكنَّها اقترحَتْ عليَّ أَنْ أُقَبِّلَها
قَبَّلْتُها
فصارَ لِيَ فَمٌ
ونَبَتَتْ لِيَ أسنانٌ وأضراسٌ
تحرَّكَ لساني
عَبْرَ المسافةِ بينَ فمِي والعالمِ
ركبْتُ على ظَهْرِ الُّلغةِ
ومِنْ حينِها
وأنا حزينٌ
حزينٌُ جدّاً
ولذلك
أنا أكرهُ السَّكاكينَ .........!
.................
( تواصلٌ )
وحيدٌ
وغريبٌ
تناولْتُ وجبةً منَ الهواءِ الرَّخيصِ
وكانَ يفصلُ بيني وبينَ الزَّيتونِ
دَغْلٌ منِ العصافيرِ الذَّبيحةِ
وطفلةٌ تبكي على أمِّها التي غابَتْ
خلفَ السَّحابِ
فانتظرْتُ
عاماُ
واثنينِ
ثلاثةً
عَشْرَةً
عشرينَ
انتظرْتُ حتَّى كِدْتُ أشِيخُ
ولم يستطِعْ فصلُ الخريفِ
أو الرَّبيعُ
أو الشِّتاءُ
لم يستطِعْ فصلُ الصَّيفِ
لم يستطيعُوا جميعاً
إلا أَنْ يهنِّئُوني على وفاءٍ مهدورٍ
وعندما هَمَمْتُ بالتوقيعِ على الغِيابِ
تركوني وحيداً
كحَبَّةِ حِنْطَةٍ
غرقْتُ في لُجَّةِ النِّسيانِ
لكنَّها غمرَتْ كُلَّ الوجوهِ الأليفةِ
وطبعَتْ قُبلةً على ثَغْرِ الوجودِ ...!
..................
( نهايـــــةٌ )
أقفلَ الَّليلُ بَوَّابةَ السُّؤالِ
صمتَتْ قناديلُ البغاءِ
وقفْتُ أتأمَّلُ نُدَفَ الدِّماءِ
والثَّلجُ يهطلُ
فوقَ أحلامِ الصِّغارِ
لم يكنْ ضوءُ القمرِ يحرسُ السَّماءَ
فتحْتُ في قُبَّةِ الموتِ نافذةً
سرقْتُ منهُ وردتَيْنِ
وانحدَرْتُ صوبَ أمِّي
وضعْتُ على قبرِها واحدةً
أَخَذَتْها
شَمَّتْهَا
ونَاوَلَتْها لأبي الَّذي يرقُدُ تحتَها
أمَّا الثَّانيةُ ففرَّتْ منِّي
وَاسْتقرَّتْ فوقَ قبرِ حبيبتِي
لم يكُنْ في المقبرةِ المُقْفِرَةِ
سِوانا ...
سكنَ الَّليلُ
وابتعدَتْ ثعالبُ الحُزْنِ
وفي مَرْمَى النَّظَرِ
بعيداً
رأيْتُ القمرَ يكتُبُ تقريراً أخيراً
فعُدْتُ أدراجيَ إلى صَمْتِي
تكوَّرْتُ صَوْبَ الحُلُمِ
وَغَفَوْتُ .........؟
.............................................................................................
اللاذقية في 7/12/2009
×××××
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.
في المستقبل سنعلن عن أسماء جميع المواقع التي تنقل عنا دون ذكر المصدر
ألف
08-أيار-2021
18-تموز-2015 | |
18-كانون الأول-2011 | |
05-تشرين الثاني-2011 | |
26-تشرين الأول-2011 | |
18-تشرين الأول-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |