Alef Logo
ضفـاف
              

عن "الحب والجنس والإنسان"/ تعقيب على مادة العلاقات الجنسية الافتراضية لسحبان السواح

الياس توفيق حميصي

خاص ألف

2010-04-14


تعقيب على مادة العلاقات الجنسية الافتراضية لسحبان السواح
يتحدثون عن الانطفاء الجنسي السريع، وعن الجيل الصاعد المتفتح تكنولوجياً وعن حصته من الفسق والمجون. ولكنهم لا يتحدثون عن الأسباب في ذلك كله، يكتفون بتوجيه أصابع الاتهام إلى الجيل دون ذكر الأسباب، متناسين عمداً أن الجنس طاقة حيوية ( آيروس- ليبيدو) لا يمكن إلا أن تعبرَ عن ذاتها، فإذا لم تجد سبيلاً طبيعياً لذلك، تقع الكارثة التي يعاني منها الجميع، لن أجامل في موضوع كهذا.!. ببساطة "الجنس" يعني "الحاجة الطبيعية في كل أنثى وذكر للاتصال الجنسي بالآخر"، والطبيعي حتى وفق "نظرية الخَلْقِ" أن يتَّحدَ اثنان: ذكر وأنثى. أما كيف وأين.؟؛ فهذا ما أنتجته الديانات والحضارات والأنظمة والمجتمعات والأيديولوجيات المختلفة على مدى التاريخ: من (كوابح وحواجز وموانع) نحصد نتائجها كل لحظة. ومن يدفع الثمن في النهاية.؟. كلنا. نعم، كلنا؛ وليس من برهانٍ أكيدٍ على ذلك أسطع مما نكتبه، ونفكر فيه، ويأخذ من وقتنا، ونخطط من أجله، وما نصرفه من أموال على العاهرات الجميلات وسواهن، وعلى الملذات الجسدية بأنواعها الطبيعية والشاذة. وهذا دليل أكيد على ما أقول. التاريخ العربي الإسلامي برمَّتهِ يشهد عليه : "قيس وليلى ومأساتهما، عروة وعفراء، جميل بثينة، ثم أبو نواس وبشار بن برد، وابن الرومي وسواهم"؛ ممن عاشوا نبض زمانهم، وعبروا عنه أصدق تعبير. وألف ليلة وليلة التي تمتلئ بالكلمات والألفاظ والأوصاف الجنسية التي لا شبيه لها في فن أو أدب عالمي.؟. فما هذا الذي نتحدث عنه من "المجون والفسق" عند أجيالنا.؟. نعم. لا نريد لأبنائنا أن يكونوا عبيداً للنزوات والغرائز، ولكن ذلك لن يتحقق ما لم تشبع غريزتك الجنسية- الليبيدو- كطاقة حيوية طبيعية موجودة أصلاً في الإنسان، ولا يمكنُ فهمُ أيِّ سلوكٍ إنسانيٍّ إلا في ضوءِ إشباع أو عدم إشباعِ هذه الغريزة. مِنْ هنا نستطيع تجاوزَها، كما فعلت مجتمعات راقية كثيرة في هذا العالم. بعدها نتحدث ببساطة عن الحب، والعلاقة الأسمى في الحياة بين الجنسين، الأنثى والرجل في أوروبا أو في اليابان مثلاً، يمارسان الجنس معاً، ولكنهما يفهمان أن هذه الممارسة لا علاقة لها بالزواج أو الارتباط، ولا يرتبطان بالزواج، إلا في حال كان كل منهما مقتنعاً تمام الاقتناع، وواثقاً تمام الثقة، بأنه يحبُّ الآخرَ ومستعدٌّ للارتباطِ به أبدَ الدَّهرِ. وبالتالي لا مشاكل طلاق وانفصال إلا في النادر القليل.
أما الحديث عن الأب الذي يرى ابنه أو ابنته يتفرجان على أفلام أو صور جنسية على "النت"، فهذا أمر طبيعي، ماذا يفعل الشاب أو الفتى أو الفتاة لإشباع غريزتهما الجنسية وسط هذا الجدار الثخين من الحواجز والمحرمات في مجتمعاتنا.؟. وفي غياب ثقافة جنسية علمية وطبيعية؟. ببساطة سيقعان ضحية هذه الأفلام، أو سواها من الممارسات التي تُحْمَدُ (جدلاً) إذا كانت طبيعية، وقد تكون (شاذةً )، وهنا الطَّامةُ الكُبرى.!.
وفي الحديث عن دَوْرِ التربية والأخلاق، يبدو لي ذلك في جملته وتفصيله "خرافياً وغيرَ واقعيٍّ" ويشوبُه الكثيرُ من اللَّبْسِ ويعتريه الكثيرُ من الخَرْقِ، ببساطةٍ، لا يمكنُ للجائعِ أنْ يُقاومَ الجوعَ؛ وإذا كانتِ السَّرِقّةُ سبيلَهُ إلى الرَّغيفِ؛ فسيسرقُ.!. الجائعُ معدتُه تفرضُ عليه أنْ يسرقَ رغمَ أنفِهِ، ولكنَّ المجتمعَ القمعيَّ الاستبدادي يضع القانون على أساس توزع المصالح والنتائج وبما يتلاءم مع حاجات السادة والأعيان. إنه ببساطة "مكيافيللي براغماتي"، ولا يوجد في تاريخ البشرية منذ نشأته الأولى حتى اليوم نظام اجتماعي تنتفي فيه هذه السمة. "لا تسرقْ": حَسَنٌ، "لا تنكَحْ": لا.!؟ يا سلام !. إنَّ الإنسان خُلِقَ ليقتاتَ، ويشربَ، وينكحَ سواءٌ كانَ رجلاً أو امرأةً. وما الأخلاقُ إلا بِدْعَةً وَضْعِيَّةً؛ وكذلك الأديانُ التي جاءت لِتُذِلَّ العبدَ الفقيرَ، وتُتيحَ للغنيِّ صاحبِ السَّطوة والقوة والمال أن يفعل ما يريد؛ ولنا ( في تاريخ الكنيسة والتاريخ العربي الإسلامي شواهد ذلك). هذه هي الحقيقة، وأيُّ كلامٍ مسوِّغٍ أو مبرِّرٍ هو غيرُ واقعيٍّ ولا قيمةَ تاريخيَّةً أو علميَّةً له على الإطلاق.
يحضُرُني في هذه الَّلحظة ما كتبَ الروائيُّ والمسرحيُّ والكاتبُ العظيمُ اليونانيُّ " نيكوس كازانتزاكيس" في "الطريق إلى غريكو"، وذلك في الحوار الذي دار بينه وبين راهب في دير "جبل آثوس": قال له- بعد أن روى له قصته حين كان شاباً مع الأرملة التي كانت تقوم على خدمته في قرية من قرى اليونان، حيث يقوم على خدمة رعيَّتِها؛ وبعد أن قاومَ "الشيطان" ورغبته في مضاجعتها عدة مرات، وأطبق عليها ذات مساءٍ بكامل قوَّتِه كحصانٍ أثينيٍّ أصيل، فاستجابت له "أفروديت"- قال له: "ليلتَها عرفْتُ الله".!. وعن صدرِها الذي رآه ذات يوم وهي تفكُّ أزرارَ قميصِها لتخرجَه وتُرضِعَ صغيرَها، قال: "أربعينَ عاماً وأنا أفكُّ الأزرارَ؟!.". يقول الراهب لـ" كازانتزاكس" هذا الكلام بعد انقضاءِ أربعينَ عاماً.؟!.
تسقطُ كلُّ القوى التي تحرم الرجلَ منَ الأُنثى، ولتذهبْ إلى الجحيمِ كلُّ المناسكِ والطُّقوسِ والشَّعائرِ الوثنيَّةِ الحديثةِ التي تجعلُ منَ الآلهةِ أو حارساً على "بوابة جحيمِ المحبَّة المقدَّسِ" بين كائنَيْنِ جميلَيْنِ: "الرَّجلِ والمرأةِ" اللذَيْنِ خُلِقا ليكونا معاً : "أنثى وذكر". "شاب وصبية". اذكروهم بكل التسميات التي تخطر على بالكم، لكنْ كفى.!. دعوهُمْ يرتِّلونَ صلاتَهُمْ بمحبَّةٍ وسلامٍ، ألمْ يكفِهِمْ تاريخٌ طويلٌ حافلٌ بالقمعِ والظُّلمِ والمشانقِ والمقاصلِ والإعدامِ المستمرِّ لِما هو أسمى وأنبلُ من أيِّ "طوطمٍ" أو "تابو" تعبدونَهُ. أطلقوهُمْ: "أبناؤكم ليسوا لكم، أولادُكم أبناءُ الحياة ". متى نفهم.؟.
حسنٌ. أنا الآن على مفرقِ الخامسةِ والخمسينَ. لا يُهمُّني أن أعيشَ أكثرَ، وسيَّانٌ عندي أنْ أعيش مئتي عامٍ أو لحظةً واحدةً بعدُ. ولذلك يتساوى عندي الحياةُ والموتُ، وأنا ضامنٌ أنَّني إذا وجدْتُ مناخاً طيِّباً لأقولَ كلمتي هناك بين يديِّ الربِّ، فسأقولُها كما هي، ولن أغيِّرَ حرفاً- أعدُكُمْ- فيما كتبتُه.
أنا أضمنُ لنفسي أولاً ولكم أيها الأشقياء الأتقياء الأنقياء أنَّ ما تُقدِمُون عليه من صنائعَ لا تريدونَها، هي ليست من فعلِكُمْ، بل من أفعالِهِمْ.؟. " مِنْ أفعالِهِمْ تعرفونَهُمْ".
لستم سوى أدواتٍ، بضاعةٍ، أشياءَ، يشكِّلونَها، يصنعونَها، يتبادلونَها، يستهلكونها على هواهُمْ. هم وحدَهم يعرفون ذلك جيِّداً، ولكنَّكم أيضاً تعرفون.
بإمكانكِ أنْ تُقبِّليني حيثُ تشائينَ، وأنْ تُمارسي الحبَّ معي في البرِّ والبحرِ والجوِّ.
تسقطُ الأمكنةُ والأسماءُ والتَّواريخُ.
يحيا الحب ..!.
كلُّ الَّذينَ أحبُّهُمْ، سفكُوا دمي، واستراحُوا.؟!.
......................................................

نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.

ألف


تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

حبيبتي

18-تموز-2015

(اِنْتِصَارُ البَرْدِ على النَّهارِ)

18-كانون الأول-2011

الَّلاذِقِيَّــــةُ ... هَلْ تَعُودُ.؟.

05-تشرين الثاني-2011

اللقــاءُ الأخيــرُ.

26-تشرين الأول-2011

البيضة الأقوى.!.

18-تشرين الأول-2011

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow