تُصْبِحُ على نَرْجِسَةٍ
2010-04-23
خاص ألف
سلامٌ عليك .! أُلقِي تحيَّتِي، أو "سلامي" الَّذي لا أملِكُ منهُ إِلا الغُبارَ. أَلَمْ يَكُنْ أفضلَ لي ولكَ - أيُّها الصديقُ - أَنْ أُلْقِيَ عليكَ بعضَ الوِدِّ مِنْ عَيْنَيَّ المُتفتِّحتَيْنِ على العالمِ بألوانِ قوسِ قُزَحٍ.؟
اِخلعْ حذاءَكِ المُتَّسخَ، وجواربَكَ الباليةَ، ودماغَكَ المتفكِّكَ قبلَ الدُّخولِ إلى مشاعرِي، أو أحاسيسي المُصابةِ بِـ "أنفلونزا العصافير"؛ فقد فرغْتُ للتَّوِّ من تنظيفِها، لأنِّي مُصابٌ بِالوسواسِ القَهْرِيِّ منكَ، ومِنْ كُلِّ الَّذينَ يُشبهونَكَ؛ ولأنِّي أُحِبُّكُمْ؛ قرَّرْتُ أنْ أمسحَكُمْ مِنْ ذاكرتِي، لأستطيعَ أَنْ أُحِبَّكُمْ مِنْ جديدٍ بشكلٍ أنبلَ وأكثرَ تناسُقاً مِنْ ذي قَبْلُ.!.
اِشْرَبْ.!، ولكِنْ لا تُكْثِرْ مِنَ الشَّرابِ.!؛ فأنتَ تتخطَّى كلَّ المُحَرَّماتِ؛ وهذا شيءٌ طيِّبٌ فيكَ، عدا أنَّكَ تُصبحُ نرجسيّاً جدّاً؛ وتنهالُ على رأسِكَ الصَّغيرِ ضرباتُ الآلهةِ المُعربدَةِ؛ فتغدُو أبلهَ تماماً، حينَ تظنُّ أَنَّ المسافةَ بينَكُما صارَتْ أقربَ، لِتُنَفِّذَ مَأْرَبَكَ الدَّفينَ القديمَ المُتأصِّلَ فيك:
" أَنْ تغتالَ اللهَ ".!؟. هل لأبيكَ علاقةٌ بِالأمرِ.؟!.
اِحْذَرْ، وتأمَّلْ جيِّداً ما يدُبُّ فيكَ مِنْ وساوِسَ وظنونَ وهواجسَ وأفكارٍ، فقدَتْ غِشاءَ بِكارتِها مُنذُ زمنٍ بعيدٍ؛ تأمَّلْ جيِّداً ارتِعاشَكَ المُتَّصِلَ، وانسحابَكَ المُضْنِي مِنْ أزهارِ عُمْرِكَ الغائبِ، وبياضِ شعرِكَ الهاربِ؛ رُبَّما يكونُ أجدَى بكَ أو لنا جميعاً أَنْ نُصَلِّيَ بعيداً عَنِ اللهِ، ما استطعْنَا لذلكَ سبيلاً.!.
هُناكَ !. في مكانٍ ما في قَعْرِ الدِّماغِ، أو في آَخِرِ المَجَرَّةِ، مكانٌ ما، زمانٌ ما نستطيعُ فيهِ أَنْ نتخلَّصَ لِلمرَّةِ الأخيرةِ مِنْ بَلاهتِنا، وحُمْقِنا، وكلامِنا الَّذي احترقْنَا فيهِ، ولازَمَنا دهراً؛ ومَلَلْنا مِنْهُ؛ ومَلَّ مِنَّا.!.
هناكَ. رُبَّما: يكونُ إِلَهٌ أجملُ؛ وحوَّاءُ أُنثى أكثرَ مِمَّا هِيَ الآنَ.
بِإمكانِكَ أَنْ تحتفِظَ هُناكَ - إذا أردْتَ -، بِكِسْرَةٍ مِمَّا في قَلبِكَ العَذْبِ الكسيحٍ.
مَنْ يعرفُ: رُبَّما لا يكونُ هناكَ حاجةٌ لِلأكلِ، أَوِ الشُّرْبِ مِنْ جديدٍ.!.
تَخَيَّلْ ذلكَ : هَلْ تَعُودُ إِذَنْ.؟.
هلْ تُقَرِّرُ العودةَ إلى حيثُ أنتَ.؟.
ألا يستحِقُّ هذا البرقُ الَّذي يشُدُّنا نحوَ الأملِ شيئاً مِمَّا نُهْدِرُهُ كُلَّ حِيْنٍ بلا طائلٍ.؟.
لَنْ نخسرَ شيئاً إِذا حاوَلْنَا أَنْ نُسافِرَ.!.
إِذَنْ: السَّفَرُ أجملُ ما في الحياةِ؛ ونحنُ بِحاجةٍ إلى أَنْ نُسافِرَ بعيداً بعيداً؛ بحيثُ لا يعودُ بِإمكانِنا أَنْ نَرى أَحِبَّتَنا، أو أصدقاءَنا، أو رِفاقَنا؛ لأنَّهُمْ يُسافرون فينا.
سأُحْضِرُ معي سِكِّيناً.
مَنْ يعلمُ : قدْ يكونُ الخَلاصُ أخيراً، بِأَنْ تقطعَ شِرياناً هُناكَ؛ لِتُؤكِّدَ لَهُ - لِلإلّهِ الجديدِ - أنَّكَ جِئْتَ مِنْ حيثُ جِئْتَ، وأنَّكَ إِنسانٌ بِكُلِّ ما في الكلمةِ مِنْ معنىً؛ وإِلا فقدْ يُعاقِبُنا جميعاً؛ نحنَ الَّذينَ فَقَدْنَا دِماءَنا، ولمْ يَبْقَ لنا مِنْهُ إِلا لونُه الأحمرُ.!.
أَرِنِي كَفَّيْكَ: لا.!. أنتَ لا تنفعُ أبداً؛ لقدْ أهدَرْتَ دَمَكَ كُلَّهُ قبلَ أَنْ نَرحلَ؛ ماذا بَقِيَ مِنْكَ لِلتُّرابِ.؟. لِلدُّودِ.؟. ماذا بَقِيَ منكَ لِلصَّليبِ.؟. أوِ المِشْنَقَةِ.؟. أوِ المِقْصَلَةِ.؟.
أنتَ لا تنفعُ إِذَنْ لِلسَّفَرِ....؟!
ستبقى هُنا. لكِنْ تذكَّرْ : يُمكنُكَ أَنْ تشتريَ بعضَ الدَّمِ؛ فالأسواقُ مليئةُ بِهِ، الشَّوارعُ تغرقُ فيهِ، البيوتُ مُتْخَمَةٌ بِهِ، الحاوياتُ تفورُ بِهِ؛ الكِلابُ، القِططُ، الذِّئابُ؛ و ... و ... و... كُلُّها تلعقُ دَماً طازَجاً؛ قُلْها، لا تَخَفْ ...!.
المُعضِلَةُ الكُبرى يا صديقِي، هِيَ أَنَّكَ لَنْ تستطيعَ أَنْ تَجِدَ زُمْرَتَكَ الخَاصَّةَ بكَ، في هذا الطُّوفانِ الغادرِ الغزيرِ مِنَ الدِّماءِ.!.
هلْ تستطيعُ أَنْ تَفْصُلً زُمْرَتَكَ في مَخْبَرٍ أنيقٍ.؟. يقومُ عليهِ اختصاصيُّونَ في الذَّبْحِ والقَتْلِ.؟. هل تستطيعُ أَنْ تَعُدَّ الأنابيبَ الَّتي تحتوي كُلَّ أنواعِ الزُّمَرِ؛ وأَنْ تختارَ - ببديهتِكَ الخَرْقاءِ في عِلْمِ الجِيناتِ - زُمرتَكَ أنتَ بِالذَّاتِ.؟.
أنتَ الآنَ مُلَوَّثٌ، وقبيحٌ، ومُجرِمٌ، لأنَّكَ مُلَوَّثٌ بِدماءِ الآخَرينَ، مِنْ رَأْسِكَ إلى أخمصِ قَدَمَيْكَ.!.
إِذَنْ : أنتَ لنْ تستطيعَ أَنْ تفعلَ شيئاً.
جَفِّفْ عُواءَكَ. رَتِّبْ خَواءَكَ. وَانْشُرْ سرابَكَ.!. وَاطْوِ جسدَكَ النَّحيلَ عِدَّةَ طَيَّاتٍ مُريحةً، لِتستريحَ مِنْ هذا الكابوسِ المُرعِبِ ...!
خُذْ كأساً أخرى؛ لِنشرَبْ معاً، وَلْنُحاوِلْ في المَرَّةِ القادمةِ أَنْ نكونَ أكثرَ تفاؤُلاً مِمَّا نحنُ عليه الآنَ ..؟!.
" بْصَحّتـَــْك ". تُصْبِحُ على نَرْجِسَة ...!
........................................
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.
ألف
08-أيار-2021
18-تموز-2015 | |
18-كانون الأول-2011 | |
05-تشرين الثاني-2011 | |
26-تشرين الأول-2011 | |
18-تشرين الأول-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |