رِحْلَةٌ في نَخِيل اَّلليل
2010-05-07
خاص ألف
في لَحْظةٍ
حَضَنَتْ أغانيَّ النخيلْ...
قدْ أَنزلَتْ أحمالَها
فوقَ الجبالِ غمائِمٌ
سرقَتْ قناديلَ السَّماءِ
وأسرعَتْ نحوَ البِلادِ
تهزُّني مِنْ غَفْوَةٍ
أو كَبْوَةٍ في مَرْبَعٍ
رقصَتْ على شطآنِهِ
أَشْباحُ كابوسٍ رهيبْ...!
ما سِرُّها أمِّي
تمزِّقُ ثوبَها
وتُقيمُ في أهدابِها
عُرساً، وتفتحُ جُرحَها؛
نَشَبَتْ يَداهَا
في الصَّحَارَى، وَارْتَدَتْ أوجاعَها
خَلَعَتْ أساوِرَها
وغارَتْ في النَّحِيبْ ...!
............
مَنْ جاءَ في هذا الهزيعْ...؟
مَنْ فَتَّقَ الأقمارَ في لَيْلِ الصَّدَى
مُهْرٌ لنا يختالُ رُمحاً
يَرتَدِي وَهْجَ النَّدَى
فكأنما هُرَعَتْ خُيولُ الرَّوْعِ
تقرعُ أَجْراسَ الصَّباحِ
تُفيقُنا
فتَبَدَّدَتْ في الشَّرقِ
آَخِرُ غَيْمَةٍ
دَخَلَتْ إلى جُرْحِ الْبِلادِ،
لِتشتري قَمْحاً
وَخُبزاً كافِياً لِلْمُتْعَبِينْ ...!
..................
وأطلَّ من سُعُفِ العراقِ حريقُهُ،
فَاجْتاحَنا.
جلجامشُ البطلُ الجسورُ
يُشَرِّعُ كأسَهُ مُتباهِياً
بينَ الأيامى يَعْتلِي صَدْرَ الفُراتِ
مُباغِتاً عشتارَ بِالجَسَدِ العظيمِ
كأنَّهُ نَسِيَ الحِكايةَ والرسالةَ
في رِحابِ المُستحيلْ ...!
وتثاءَبَتْ عشتارُ مِنْ فَرْطِ الجَوَى
وَكُرُومُها تُحصِي الشواهدَ
لِلتُّمورِ على قُبورٍ في العَراءِ
كأنَّها عرفَتْ أنَّ النِّهايةَ
قد دَنَتْ
فتراجعَتْ نحوَ النَّخيلِ
وسلَّمَتْ أنَّ البدايةَ
تَنْشُدُ الحُزْنَ الطَوِيلْ ...!
وَهَوَتْ إلى حُزْنِ الْبَنَفْسَجِ
تشتهي أشجارَها، تُفَّاحَها
رُمَّانَها
دَخَلَتْ إلى صُلْبِ الْحِكايَةَ،
وَانْقَضَتْ
أَحْلامُها كَفَراشَةٍ تَحْتَ الْوَبِيلْ ...!
.....................
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.
ألف
08-أيار-2021
18-تموز-2015 | |
18-كانون الأول-2011 | |
05-تشرين الثاني-2011 | |
26-تشرين الأول-2011 | |
18-تشرين الأول-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |