لها... أرفعُ كأسَ روحِي
خاص ألف
2010-07-14
مهداة إلى حفيدتي "حلا" الغالية.
لها... أرفعُ كأسَ روحِي - الياس توفيق حميصي
ما كنْتُ أحسبُ أنَّ الشَّمسَ
تَسرِقُ مِنْ غديرِ "حَلا"
خِصْلةً مِنَ النُّورِ قبلَ المَغيبِ
كي تنامَ هانِئةً
وتحلُمَ أَنْ تُشرقَ مِنْ جديدٍ.
تُفيقُ على سريرِها الزَّهريِّ
تنثرُ القُبُلاتِ على شَعْرِها
تتناولُ كأساً مِنْ حليبِها
وتعودُ إلى دِفْءِ السَّواحلِ في الَّلاذقيّةِ
أجملَ وألطفَ بكثيرٍ
لِتُلاعِبَ أطفالاً يمرحُونَ
تحتَ سماءٍ زرقاءَ
وعلى أرضٍ حانيةٍ
يَخْضُّر عُشْبُ الحدائقِ تحتَ أقدامِهِمْ...!
...............
"حلا" ..!
لم يعُدْ هذا الأُفْقُ يُغلِقُ بابَهُ
في وجهِ صلاتِي.
ولم تعُدِ النَّوافذُ البحريَّةُ
تبكي على فِراقِ مراكبِها
وهي تشقُّ عُبابَ الحزنِ
باتِّجاهِ البعيدِ.
"حَلا"..!
مَرْجُ الغناءِ صارَ أغنَى
وكُتُبُ الحكاياتِ
صارَتْ أغلَى
حينَ تركبين على متنِ الخَرافةِ
والأساطيرِ
وتُلوِّنينَ بِأصابعِكِ الجبالَ
والسُّهولَ
ترسُمينَ أشجاراً وزُهوراً
تُلاحقينَ الفراشاتِ الَّتي تجوبُ
سُهولَ القلوبِ
كأنَّ اللهَ أرسلَ في كَفَّيْكِ سِحْراً
يُبْدِعُ هذا الرَّبيعَ
لِيكونَ الصَّيفُ القادِمُ أحلى
ويعودَ البحرُ إلى سواحِلِهِ
ويفرشَ الشُّطآنَ بما يشتهيهِ أطفالُنا...!
.................
"حَلا"..!
ليسَتْ طفلةً واحدةً
هيَ عالَمٌ مِنَ الأطفالِ في جَسَدٍ
تعمَّدَ بِالأَريجِ
ورُوحٍ يَسْكُنُها
أَلَقُ الأُقحوانِ والنَّرْجِسِ
والزَّيتونِ.
في خَطْوِها
يتباهَى السَّحابُ المُنَمْنَمُ
والهواءُ الرَّخيمُ.
في يدِها
يتسامحُ الغيمُ معَ بَرْقِ السَّماءِ
ويهتِفُ المطرُ
إِنِّي أطيرْ.
في شَعْرِها
يرتاحُ السُّنونُو مِنْ سَفَرٍ طويلٍ
وينثرُ عِطْرَ البنفسجِ
في كأسِ الياسمينِ الرَّهيفِ.
فيها احْتِفالُ الطُّقوسِ الهَنِيْءُ
احْتفاءُ المَواسِمِ بالخَيْرِ الوفيرِ
وقيامُ الزَّمانِ مِنْ معاقلِ التَّواريخِ.
بِاسْمِها
أَستفتِحُ غِبْطَةَ النهارِ
أستعيرُ مِنَ الحروفِ خُيولَها
أغرفُ مِنْ بحرِ القصائدِ
فرحَتِي
وهُيامِي بِها
"حَلا" تسبقُني في سِباقِ الخَيالِ
تملؤُني حُضوراً بالمُقَدَّسِ
في هَيكلِ المَحَبَّةِ
والأملِ الآتي على صهوةِ الغِيابْ...
"حَلا"..!
تهتفُ بِاسْمِي
كما لمْ يهتُفْ بهِ أحدٌ
هي لا تُنادِينِي
بلْ تُنادي عُبوري إلى خلاصِي
حينَ تفتحُ لي زُجاجةً مِنْ أريجِ الفرحِ
وتُخْصِبُ رُوحِي بِأمواجِ حِنْطَةٍ.
هِيَ تُفْسِحُ لِي طريقاً إليَّ
لأرى نفسِي
كما أشتهي منذُ قُرونٍ
وأحسَبُ أَنَّ المسافاتِ الَّتي فَصَلَتْنِي
عَمَّنْ أُحِبُّ
أقربُ إليَّ مِنْ نَبْضِي
وأجملُ مِنْ شالِ رِيْحٍ
على فُستانِ غُصْنٍ يُغَنِّي.
هِيَ هَكَذا
تأتي إليَّ دونَ مَواعيدَ مُسْبَقَةٍٍ
فتعودَُ الطيورُ الَّتي أطلقْتُها
مُنْذُ عُقودٍ
إلى مشارِفِ قَوْسِ قُزَحَ
تأخذُ حمَّاماً مِنَ الَّلونِ
وتُرسِلُ لنا قُبُلاتِها
في بريدِ الضَّوءِ
سَلاماً يفورُ في كلِّ الدُّروبْ...!.
"حَلا"..!
كيفَ أشكرُكِ
أشكرُكِ مِنْ أجلِكِ وحدَكِِ
مِنْ أجلِ أَنْ تكونِي
حفيدتِي الأُولى
ومَلاكاً أراهُ بِعينَيَّ
ألمُسُهُ بِيَدِي
هلْ تكونِينَ
طريقِي إلى الإِلَهِ الَّذي أُحِبُّ
مِنْ جديدْ.!؟.
......................................
اللاذقية في 7/4/2010.
××××××××××
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر ــ ألف
08-أيار-2021
18-تموز-2015 | |
18-كانون الأول-2011 | |
05-تشرين الثاني-2011 | |
26-تشرين الأول-2011 | |
18-تشرين الأول-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |