مونولوج أحمر
خاص ألف
2010-07-25
هذهِ الضَّحايا مِنَ السَّجائرِ المُكَوَّمَةِ في مِنْفَضَتِي شاهدٌ آَخَرُ أكيدٌ على أَنِّي أنتحِرُ.!.
ولِمَ لا.؟. لَمَ لا أنتحِرُ.؟. أنتَ وأنَا، ننتحِرُ مِنَ الَّلحظةِ الأُولَى الَّتي نأتي فيها إِلى هذا العالمِ؛ مُنْذُ تَشَكُّلِكَ مُضْغَةً في رَحِمِ أُمِّكَ، يبدأُ العَدُّ التَّنازُلِيُّ.!.
اِنتبِهْ : إِنَّ العقاربَ بدأَتْ مُشوارَها؛ ما عليكَ إِلا أَنْ تستسلِمَ لِقَدَرٍ ما.؟!.
حاوِلْ قَدْرَ ما تشاءُ، لَنْ تستطيعَ أَنْ تفعلَ شيئاً ذا قيمةٍ، لَنْ تستطيعَ أَنْ تُغَيِّرَ شيئاً، يُمْكِنُكَ أَنْ تختارَ.؟. ماذا تختارُ.؟. تختارُ لَوْنَ قميصِكَ، في طَقْسٍ شَتَوِيٍّ أوْ صَيْفِيٍّ.؟. تختارُ طَبَقَ اليومِ.؟. تختارُ أَنْ تركبَ الباصَ.؟. أو سيَّارةَ الأُجرةِ.؟. تختارُ نوعَ السَّجائرِ الَّتي تُدَخِّنُها.؟. وما شابَهَ مِنْ سلسلةِ اختياراتِكَ الرَّهيبةِ.!. وماذا أيضاً.؟. تستطيعُ أَنْ تختارَ المَقْهَى الَّذي تُثَرْثِرُ فيهِ مع صديقِكَ الوحيدِ، أو أصدقائِكَ الكثيرينَ.؟. لا.!. لا يوجدُ أصدقاءٌ، رُبَّما صديقٌ واحدٌ لا شريكَ لَهُ.!. وقَدْ لا يكونُ.!.
اِنْتَبِهْ: يُمْكِنُ أَنْ يكونَ أحدُهُمْ أوْ بعضُهُمْ مٌخْبِرينَ.! يُمْكِنُ أَنْ يُسَجِّلَ لكَ ما تقولُ مِنْ وِجهاتِ نَظَرٍ، أَوْ آَراءَ في قضيَّةٍ قَرَّرَ الآخرونَ المُتْرَفُونَ، أصحابُ القرارِ أَنَّها هامَّةٌ، أو ساخِنةٌ، أو تُلامِسُ الخَطَّ الأَحمرَ.!.
هَلْ تُحِبُّ الَّلونَ الأَحْمَرَ.؟.
أنتَ تعرِفُ بِلا شَكٍّ لَوْنَ الدَّمِ، وشقائِقِ النُّعمانِ، والوَرْدِ الشَّامِيِّ، والقَرَنْفُلِ و...و....!.
هَلْ لديكَ سيَّارةٌ حمراءُ.؟. قميصٌ أحمرُ.؟. ما لَوْنُ سِروالِ زوجتِِكَ هذا اليومَ.؟.
أحمرُ.؟. لا داعيَ للتَّفكيرِ في الأمرِ، رُبَّما يعرفُهُ آخرونَ.!.؟.
اِنْتَبِهْ: الَّلوْنُ الأَحْمَرُ أكثرُ جُرْأَةً مِمَّا تتخيَّلُ.!. لِذا، عليكَ أَنْ تحترِمَهُ، لأَنَّهُ شُجاعٌ.!. عليكَ رُبَّما أَنْ تخشَى الَّلوْنَ الأبيضَ.!. لأَنَّهُ الَّلوْنُ الوحيدُ الَّذي يَرْفَعُهُ الآخرونَ في المُناسباتِ، والحَفَلاتِ، والطُّقوسِ الدِّبلوماسيَّةِ الرَّفيعةِ، وفي المَجالِسِ والمَحافِلِ الدُّوَلِيَّةِ؛ الكُلُّ يرفَعُ الَّلوْنَ الأبيضَ، هَلْ تعلمُ لِماذا.؟. لأَنَّهُ الوحيدُ الَّذي يُمْكِنُهُ أَنْ يكونَ أحمرَ بِامْتِيازٍ.؟!. هَلْ يُعْجِبُكَ الَّلوْنُ الأحمرُ.؟. هَلْ تَقْدِرُ أَنْ تنامَ على وِسادةٍ حمراءَ.؟. هَلْ تستهويكَ السَّتائِرُ الحمراءُ.؟. هَلْ يُثيرُكَ أَحْمَرُ الشِّفاهِ.؟. سِرْوالٌ داخِلِيٌّ أحمرُ.؟.
حاوِلْ أَلا تُجيبَ على هذهِ الأسئلةِ التَّافهةِ.!. وإِلا فَإِنَّكَ ستجِدُ نفسَكَ مُحاصَراً بِأَسئلةٍ حمراءَ خطيرةٍ لِلغايةِ.!؟.
فَكُلُّ الأسئلةِ الَّتي تراها مُهِمَّةُ مصبوغةٌ بِالَّلوْنِ الأحمرِ.!. وأنتَ وأنا لا نستطيعُ أَنْ نُجيبَ عليها حتَّى ولَوْ كُنَّا نعشقُ الَّلوْنَ الأَحْمَرَ.!.
بِإِمْكانِكَ إِذَنْ أَنْ تُزِيلَهُ. كيفَ.؟. بِالَّلوْنِ الأسودِ.!. نَعَمْ. الأَسْوَدُ، الَّلوْنُ الطَّاغي الوحيدُ الَّذي لا يُنافِسُهُ لَوْنٌ. حاوِلْ أَنْ تَصْبِغَ الأَسْوَدَ بِأَيِّ لَوْنٍ تُرِيدُ؛ لَنْ تنجحَ، لَنْ يَصْمُدَ الَّلوْنُ أمامَ الأَسْوَدِ، لأَنَّ الأسودَ لَهُ مِيْزَةُ الامتصاصِ، الابتلاعِ، هَلْ سَمِعْتَ بِالثُّقْبِ الأَسْوَدِ في أَقْصَى المَجَرَّةِ؛ إِنَّهُ يبتلِعُ كُلَّ شَيْءٍ. وماذا بَعْدُ.؟.
لا شَيْءَ.!. أطفأْتُ سيجارةً أُخْرَى. حَمَلَتْنِي خَطَواتٍ أُخْرى بِحُنُوٍّ، ومَحَبَّةٍ نَحْوَ الَّلوْنِ الَّذي نَخْتَتِمُ بِهِ الكَلامَ.!. الصَّمْتُ.؟. الصَّمْتُ الحقيقيُّ لُغَةٌ أُخْرَى غيرَ الكلامِ الَّذي يَهْدُرُنا، ويقتُلُنَا، وَيَمْحُو فينا إِشْراقَ الَّلحظةِ الَّتي فيها نكونُ أبعدَ ما نكونُ عِنِ المَوْتِ ؟!. هُناكَ، رُبَّما نقومُ، أوْ نَؤُوْلٌ إِلى ما نَحْنُ. إِلى الحياةِ بِلَوْنٍ آَخَرَ، لا يعرِفُ الأَحْمَرَ والأبيضَ والأسودَ. لَوْنٌ جديدٌ مُخْتَلِفٌ. هُناكَ، رُبَّما نستطيعُ أَنْ نَحْيَا بِلا أسئلةٍ ولا أجوبَةٍٍ. نَحْيَا فقطْ لِنُحِبَّ.!.
.......................................
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر ــ ألف
اللاذقية في 2/11/2009
08-أيار-2021
18-تموز-2015 | |
18-كانون الأول-2011 | |
05-تشرين الثاني-2011 | |
26-تشرين الأول-2011 | |
18-تشرين الأول-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |