Alef Logo
يوميات
              

نهايةُ مُعامَلَةٍ رَسْمِيَّةِ. / ج 1/.

الياس توفيق حميصي

خاص ألف

2010-09-25

سألتْهُ: هلْ أنتَ متزوِّجٌ.؟.
أجابَها بِرزانةٍ مُفتَعلَةٍ مُتنهِّداً: " نعمْ. أقصدْ لِلأسفْ، نعمْ. أنا مُتزوِّجْ.!. في مُشكِلِةْ.؟.".
اِمتصَّتْ شفتَيْها بِنَهَمٍ فاجِرٍ، نظرَتْ في صدرِهِ المُغَطَّى بِشَعْرٍ كثيفٍ؛ ثُمَّ أخذَتْ نَفَساً مِنْ سيجارتِها الَّتي كادَ فِلْتِرُها يذوبُ بينَ شفتَيْها الورديَّتَيْنِ؛ كانَ يتأمَّلُها بِصَمْتٍ، وعيناهُ تفترسانِهِما وصَدْرَها المُمْتَلِئَ، والشِّقَّ الفاصِلَ بينَ ثَدْيَيْها؛ قالَ في نفسِهِ: "آَهْ، يا بِنْتْ الشَّرموطَهْ، لَوْ تْخَلِّينِي أرضَعْ ها الِبْزَازْ، لَحَتَّى ما اكْتَفِيْتْ بِساعاتْ، يِلْعَنْ أختكْ، شُوْ هَالصِّدِرْ.!.".
فَرَدَتْ ساقَيْهَا بِحَرَكَةٍ مُبَاغِتَةٍ، رافِعةً ساقَها اليُمْنَى، لِتَضَعَها فوقَ ساقِها اليُسرَى، كاشِفَةً عَنْ فَخْذَيْنِ بَضَّتَيْنِ بَيْضَاوَيْنِ مُمْتَلِئَتَيْنِ.
نَظَرَتْ إِليهِ نَظْرَةً اخْتَرَقَتْ أعصابَهُ، فَارْتَعَشَ، سألَتْهُ إِنْ كانَتِ المُعاملَةُ جاهزةً أَمْ لا؛ شَعَرَ بِشَيْءٍ مِنَ القُوَّةِ تَعودُ إِلى شِغافِهِ، اِلتَقَطَ أنفاسَهُ، وَاسْتعادَ بعضاً مِنْ هَيْبَتِهِ المَعْهُودَةِ، إِذْ طالَما هُوَ مِنْ أكثرِ الشَّخصيَّاتِ قُوَّةً وهَيْبَةً في المَدينةِ، ومُديرٌ عامٌّ في مُؤَسَّسَةٍ مَعْروفٌ بِسَطْوَتِهِ ونُفوذِهِ.!
قالَ في نَفْسِهِ: " لِماذا أضعُفُ أمامَ هذهِ القحبةِ إلى هذهِ الدَّرَجَةِ.؟. عليَّ أَنْ أُثْبِتَ لها أَنِّي أقوى مِمَّا تَظُنُّ، بَلْ سأجعلُها تَرْضَعُهُ لِي بعدَ دقائقَ.!.".
رَنَّ الجرسَ بِزِرٍّ صغيرٍ ثُبِّتَ على طَرَفِ الطَّاولةِ الفَخْمَةِ الَّتي يسترخِي وراءَها على كُرَسِيٍّ جِلْدِيٍّ وثيرٍ. سَأَلَها على عَجَلٍ: "شُوْ قَهُوتِكْ.؟."، فأجابَتْ: "سادَهْ".
دخلَ الآذِنُ، "نَعَمْ مْعَلّمِي"، قالَهَا بِخُنُوعٍ وخُضُوعٍ ووَجَلٍ؛ رَدَّ عليهِ: " سادهْ اتْنِيْنْ، بْسِرْعَهْ "، " أَمْرَكْ مْعَلّمْي."، خرجَ الآذِنُ. نظرَتْ حولَهَا، رمقَتِ المكانَ رُكْناً رُكْناً، زاوِيَةً زاوِيَةً، لم تترُكْ شيئاً، مُتَلَفِّتَةً حولَها، مُستطلِعَةً تفاصيلَ المكتبِ مِنْ أثاثٍ وستائرَ وتربيزاتٍ وكراسِيَّ، ثُمَّ توجَّهَتْ إليهِ مُباشَرَةً، مُبْدِيَةً إِعجابَها الشَّديدَ بِمكتَبِهِ، قائِلَةً: لا شَكَّ أَنَّكَ تستأهِلُ - يا أُستاذْ - مثلَ هذا المَكْتَبِ، يبدُو أَنَّكَ مُدَلَّلٌ، ضَحِكَتْ، فَضَحْكَ، وقالَ لها مُتَباهِياً: " نَعَمْ، الحَمْدُ لِلَّهْ، كُلّْ هادا بِفَضْلش اللهْ، إِذا أعطَى أغدقَ بِنِعَمِهْ."؛ فَانفَجَرَ الاثنانِ بِضِحْكَةٍ مُجَلْجِلَةٍ؛ تناولَ سِيجاراً طويلاً مِنْ عُلْبَتِهِ الفِضِّيَّةِ، بِلَّلَهُ بِرِيْقِهِ، مَادَّاً لِسانَهُ، مُحَدِّقاً بِهَا، فأَسْبَلَتْ عَيْنَيْهَا، ورَمَقَتْهُ بِنَظْرَةٍ زَلْزَلَتْهُ، قَضَمَ بِرُؤُوسِ أسنانِهِ طَرَفِ السِّيجارِ، وقذفَ الفُتاتَ بِلِسانِهِ بعيداً، أخذَ الوَلَّاعةَ، أشعَلَهُ، مَصَّهُ بِضْعَ مَصَّاتٍ قصيرةٍ حتَّى توهَّجَتْ شُعْلَتُهُ تماماً، ثُمَّ أخذَ نَفَساً عميقاً، ونفَثَ الدُّخَانَ بِاتِّجاهِ وَجْهِهَا، وهِيَ تتأمَّلُهُ، فَغَطَّتْ سَحابَةُ الدُّخانِ وجهَهَا؛ اِستنشَقَتِ الدًّخانَ مُتَلَذِّذَةً، وأَثْنَتْ عليهِ: " يا اللهْ .!. ما أطيبْ ريحتُوْ.!." ، نفخَ صدرَهُ، وأجابَها: " نَعَمْ، مَعِكْ حَقّْ، هافانا أصلِي، أنا ما بْدَخّْنُو – بِالمُناسَبِهْ- إلَّا بِالأوقاتِ السَّعيدهْ، وْأَنا سعيدْ بُوجودِكْ، وبِيشرِّفْنِي أُنُّو أتعرَّفْ بْهَا الوِشِّ الْحِلُوْ.".
اِرتفعَتْ حرارتُها فوراً، وشَعَرَتْ بِنَسْمَةٍ دافِئَةٍ تَهُبًّ مِنْ بَيْنِ فَخْذَيْهَا، ضَمَّتْهُمَا، وفَتَحَتْهُمَا عِدَّةَ مَرَّاتٍ، تارِكَةً سَحابةَ الَّلهَبِ الخارجةَ لِلتَّوِّ مِنْ أَتُونِ الإِثارةِ والشَّهْوَةِ تنداحُ على مُرُوجِ فَخْذَيْهَا المَرْمَرِيَّتَيْنِ، فَتَحَتْ حقيبتَها، أخرجَتْ عُلْبَةَ السَّجائِرِ؛ قُرِعَ البابُ بِخِفَّةٍٍ نَقْرَتَيْنِ، " أُدْخُلْ."، قالَها بِصَوْتٍ مُمْتَلِئٍ بالعَزْمِ، دخلَ الآذِنُ، يحمِلُ صينيَّةَ القهوةِ، قَدَّمَ لها الفِنْجانَ، واضِعاً إيَّاهُ على التَّربيزةِ المُقابلةِ لَها، ووضعَ الثَّانِيَ أمامَ مُعَلَّمِهِ بِتُؤَدَةٍٍ وحِيْطَةٍ بارزَتَيْنِ، تراجعَ إلى الخلفِ، قائِلاً: " أْمِرْنِي مْعَلّْمِي.". قالَ لَهُ: " اِنْصَرِفْ. وقُلْ لِلسِّكرتيرةِ أَنْ تأتِيَ إِلَيَّ في الحالِ "؛ "أَمْرَكْ مْعَلّْمِي." رَدَّدَها الآذِنُ بِوَجَلٍ، وخرجَ.
دخلَتِ السِّكرتيرةُ، أشارَ إِلَيْها أَنْ تقتربَ مِنْهُ، ففَعَلَتْ، وأَدْنَتْ أُذُنَهَا اليُسرَى مِنْ فَمِهِ، هَمَسَ لَها؛ " حاضِرَهْ مْعَلّْمِي."؛ قالَتْهَا بِصَوْتٍ مَهْمُوسٍ مِطْواعٍ، وخرجَتْ مُغْلِقَةً البابَ بِهُدوءٍ مُبالَغٍ فيهِ.

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

حبيبتي

18-تموز-2015

(اِنْتِصَارُ البَرْدِ على النَّهارِ)

18-كانون الأول-2011

الَّلاذِقِيَّــــةُ ... هَلْ تَعُودُ.؟.

05-تشرين الثاني-2011

اللقــاءُ الأخيــرُ.

26-تشرين الأول-2011

البيضة الأقوى.!.

18-تشرين الأول-2011

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow