سَئِمْتُ المَصِيْر.
خاص ألف
2010-11-20
دَعَانَا إَلَهُ السُّكونِ الرَّحِيبْ ...!
وكُنَّا غَمَسْنَا أصابعَ شَوْقٍ
بِماءِ الغَدِيرِ
وسِرْنَا بِغَوْرِ النُّهَى في المَسَاءِ
نُوَشْوِشُ زَهْراً
وعُشْباً طَرِيّاً
لِوَقْتٍ يُدَنْدِنُ نارَ المَغِيبْ ...!
............
حَيِيْنَا
وكُنَّا بِقَلْبِ الفَنَاءِ
نُعَمِّرُ صَرْحَ الحَياةِ المَهِيبْ ...
وجِئْنَا بِقَسْرِ الوُجُودِ انْتِظَاراً
لِمَهْدٍ يَضُمُّ الحُضُورَ الرَّهِيبْ ...
فَإِمَّا نُعَلُّ ونَمْضِي أَثِيراً
وإِمَّا نُغَنِّي غِنَاءً فَرِيْداً
يُهَدْهِدُ رَوْضَ الَّليالِي الرَّطِيبْ ...!
..............
فَقُومِي، خُذِينِي
لأنِّي حزينٌ
يَعُدُّ الزُّهورَ بِرَوْضِ الرَّبِيعْ ...!
يُلَوِّنُ مَرْجَ الحَياةِ الفَسِيْحَ
وَيَثْغُو احْتِفَاءً بِثَوْبِ ارْتِعَاشٍ
طَفَا في غَدِيْرٍ
غَشَاهُ الصَّقِيعْ ...!.
............
تَعَالِي
فَإِنِّي كَفَرْخِ الحَمَامْ ...
أُتَمْتِمُ تَعْوِيْذَةَ الْعَاشِقِيْنَ
أُرَاسِلُ نَجْماً وَحِيْداً
بِهَمْسٍ
أُدَنْدِنُ لَحْنَ الْهَوَى
وَالْهُيَامْ...!.
.............
سَتَصْحُو قَرِيْباً
ذِئَابُ الْغِيَابْ ...
وَتَبْحَثُ عَنَّا كَصَيْدٍ ثَمِيْنٍ
وَمَا نَحْنُ إِلا كَرَجْعِ الصَّدَى
في فَضَاءِ الوُجُوْدِ
وَمَا نَحْنُ إِلا نُفُوسٌ تَدَاعَتْ
وَرَاحَتْ تُهَفْهِفُ
ثَوْبَ الضَّبَابْ ...!
................
على كُلِّ دَرْبٍ
يَرِفُّ النِّدَاءُ
وفي كُلِّ نَحْوٍ
تَهَبُّ الرِّيَاحُ
كَأَنَّا خُلِقْنَا لِنَمْرَحَ دَهْرَاً
وَنَسْبَحَ عَفْواً بِمَاءِ السِّنِينْ ...
نُعَمِّدُ رُوْحاً نَعَاهَا الرَّدَى
فَقَامَتْ تُحَلْحِلُ
قَيْدَ الأَنِينْ ...
فَطَوْراً نَثُورُ
وَطَوْراً نُؤَجِّجُ شَمْعَ النَّوَى
يَذُوْبُ الرَّجَاءُ
وَيَبْقَى الْحَنِينْ ...!.
.............
لِماذا أَتَيْنَا
نَبِيْعُ الزَّمَانْ ...
وَنَشْرِي فَواتاً لِوَجْهٍ أَنِيْسٍ
وَيَبْخُسُ فينَا نَعِيْمُ الإِلَهِ
كَأَنْ ما دَفَعْنَا
لِقَاءَ الأَمَانْ ...!
فَأَيْنَ الأَصَابِعُ
أَيْنَ العُيُونُ الَّتي رَافَقَتْنَا .؟
وَهَلْ يَسْتَقِيْمُ انْتِهَاءُ الْبَرِيْقِ
بِثَغْرٍ يُفَتِّحُ زَهْرَ الْجِنَانْ ...؟.
..............
أَهِيْمُ
أُسَافِرُ صَوْبَ الْخَيَالْ ...
وَأَسْأَلُ ضَوْءَ الصَّبَاحِ
وَنُوْراً تَعَافَى في شَمْسِنَا
لِمَاذا أَبِيْتُ سَمِيْراً لِوَقْتٍ
يُدَاهِمُ عُمْرِي
بِسَيْفِ الْمُحَالْ ...!
سَأَتْرُكُ قلبِي على زَهْرَةٍ
عَلَّ قلبِي يَفِيْضُ
بِهَمْسِ الأَرِيْجِ
وَأُمْسِي أَثِيْراً يُغَطِّي الأَحِبَّةَ
عِطْراً رَهِيْفاً
أُقَبِّلُ كَفَّ الْمَدَى والسُّؤَالْ ...!
أَعُوْدُ
أَعُوْدُ كَفِيْفاً كَأَنْ ما رَأَيْتُ
صُرُوْفَ الْحَيَاةِ الَّتي صَادَفَتْنِي
أُكَفْكِفُ دَمْعَ السَّمَاءِ الغَزِيْرَ
وَأُنْهِي بِشَدْوِيَ هَذَا النِّزَالْ ...!
................
غَداً قَدْ أَعُوْدُ
فَصُبِّي
كُؤُوساً تُغَمِّرُ نَبْضِي الأَخِيرْ ...
هَبِيْنِي هُنَيْهَةَ مِسْكٍ رَقِيْقٍ
وَمِنْدِيْلَ شَوْقٍ
يُجَفِّفُ خَوْفِي
وَيَتْرُكُ رُوْحِي تُغَادِرُ قَفْراً
سَئِمْتُ الرَّحِيْلَ
إِلى وَحْدَتِي
كَأَنِّي خُلِقْتُ لِكَيْلا أَكُوْنَ
كَأَنِّي وُجِدْتُُ لأُضْرَمَ نَاراً
تُبَدِّدُ غُصْنَ الْحَياةِ انْتِحَاراً
سَئِمْتُ الهُتَافَ بِوَجْهِ الْفَنَاءِ
سَئِمْتُ الْمَصِيرْ ...!
............................
اللاذقية في 26/5/2010
08-أيار-2021
18-تموز-2015 | |
18-كانون الأول-2011 | |
05-تشرين الثاني-2011 | |
26-تشرين الأول-2011 | |
18-تشرين الأول-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |