نقترب من حرستا، وهي الضاحية التي يجب تجاوزها للوصول إلى دوما. السائق شاب في منتصف العشرينات، هادئ. اكتشف لاحقاً أنه شجاع. يقول لي: إن الطريق مقطوعة هنا. أستفيق من شرودي، وألمح خطاً طويلاً من السيارات. الصمت مطبق! أول مرة أرى هذا الازدحام والناس هادئة إلى هذا الحد. نزلت من السيارة، وتجاوزت بضع سيارات لأرى ما يحدث، كانت هناك حافلات نقل داخلي عدة تابعة للحكومة، بلون أخضر ومقاعد صفراء، الحافلات تقف وتعطل حركة السير. داخل الحافلات كان شباب يزدحمون فوق بعضهم بعضاً، قياماً وقعوداً.
لا أعرفُ من أين يأتي ذلك الضجيج .
لم أكنْ أشعرُ به يوما.
عندما أغفو . أكرّرُ نشرةَ الأخبارِ التي تبثّها قناة مواليةٌ . أقولُ : لا . أنتم تكذبون . لا يوجدُ في بلادي مجرمون. . .
ويديرُ ذهني المفتاحَ إلى نشرةٍ أخرى . فأصرخُ بها . لا . لا يمكنُ أن أرى كلّ هذه الدماء .
أستيقظُ على كابوسٍ اسمُه : أخبارُ بلادي . أهرعُ إلى الثلاّجةِ أشربُ ماءً بارداً جداً لأطفئَ حرائقي ، ثم أشربُ ثانيةً ، .
الجميع يحلمون بالحرية ..بالتغيير..و الإصلاح..
والكثيرمنّا يعمل جاهداً لتحقيق ذلك..
و سيأتي كل ذلك إن عاجلاً أم آ جلاً .. وسيتسلّم هؤلاء الحكم و السلطة,و لكن و كما يقول أحد المفكرين:(تظل الشبهة تدور حول الحكام مهما فعلوا,فلعنة تراثهم أكبر منهم,كما أن الندم يظل يعقب الثورات مهما فعل الثوّار ليتجنبوه.)
أترانا سنكون من ضمن أولئك؟؟ أم نكون مختلفين عقلاء,فلا نشوّه ما سنحصل عليه ؟؟
ورأيت لأول مرة تدفق لجمهور من العميان ، ربما من يتكئ كتف احدهم أو يستند إلى عكاز لا يرى ، أو من يمكث مترقبا عبور مراحم السبيل ، ما كان يجب ألاّ أتكاسل بالأمس وأنهي مهاما كثيرة.. ، لم يجدر بي أن أتخاذل أمام ضروريات على عاتقي.. !و لماذا توانيت في لقائي به.. ، وهكذا تناسلت الإحتمالات مابين حقيقية أو ما حاكته الشطحات الفائرة .. لكن هل خسرت حقا .؟ جيد.. مازال هناك ما يكفى للانطلاق من جديد ،سأمرن أذني على إفراز الأصوات عن أبعاد متفاوتة ،سأقرأ إيقاع الهرولة ما بين سرعتها أو صعودها الدرج الهابط لخطوة أنثى أم لرجل مهاب أو لطفل آو لرغبة ما ..
اعتقال الفنانين السوريين عار إضافي في صفحة النظام..هؤلاء مش جماعات مسلحة ولا سلفيون، لكن شو؟؟؟ كيف سيبرر أصدقاء النظام اعتقال الفكر الحر، السلمي، التقدمي، الليبرالي.....؟ شرفوا اشرحولنا!
مها حسن
الوقتٌ محتجزٌ في قصر الحاكم يتثاءبْ
الحاكمُ علّقَ الوقتَ من أذنيه على عمود النور.
عمودُ النورِ يتوسطُ حرّاسَهُ الأشداء.
الحراسُ يلمّعونَ لمبات عمود النور السحرية.
سرُّ السحر في اللمباتِ أنّها استفزازية.. واصطفائية
ودخلتُ فى متن الخبر الصحفىّ لأقرأ: «قال الدكتور زاهى حواس وزير الدولة لشؤون الآثار، إنه أمر صباح اليوم بإغلاق كلٍّ من متحفىْ الفن الإسلامى بمنطقة باب الخلق، والمتحف القبطى بمصر القديمة، وذلك خوفًا عليهما من أعمال العنف والبلطجة بعد الأحداث التى شهدها ميدان التحرير فجر اليوم، وأضاف حواس أنه أمر بفتح المتحف المصرى بالرغم من وجوده فى قلب الحدث، لأن القوات المسلحة وشرطة السياحة والآثار تحميه وتؤمنه بالكامل،
تحدثتُم عن مدينتي ولم تعرفوها . أنتِ لستِ يونانية . أتيتِ إلى هنا لتزوري جمهوريتي التي لم تصبحْ حقيقةً بعد . معَ هذا : ستكونين فيها عبداً . أمسكني من يدي . وضعني في منزلِ فلاحٍ ليس لديه عبيدٌ سوى ثورٍ، وأنا . .
أصبحتُ من المتوحشين .
رفعتُ صوتي عالياً : يا لعبوديةِ أثينا !
- يمكنُ للمرأة اليونانيةِ أن تنالَ منصب ” الملك الفيلسوف” في الجمهورية
لم يكن هناك متسع من الوقت
لتسأل أي أرض ستحتويك
و أي سنديانة عملاقة ستخبىء سرك..
و لم يكن عليك إلا أن تفض سكون العرش
بهمسة من عينك
وتمضي بهدوء.
تطالبون بالديمقراطية : تماما كما ديمقراطية لبنان، تبدو في شكلها ديمقراطية يمارسها الجميع لكنها في الحقيقة ديمقراطية طوائف، لكل زعيم حزبه وبرنامجه وطائفته ووسيلة إعلامه .
المشهد السوري بطيفه الثوري المناضل ذكرني بالمثل (فكرنا الباشا باشا طلع الباشا زلمي) من أجل المناضلين في قبورهم، رفقا بنا ورفقا باللغة العربية ، ومن أجل الكلمات فقط، اجعلوا مقاييسها على حجم الأشخاص، فثوب الثورة فضفاض على كثيرين منكم