كثرت ظواهر سرقة المخرجين والمؤلفين للنصوص في الدراما السورية بعد هذه الفتوى التعفيشية لياسر العظمة، ومن يقرأ يعثر ببساطةٍ على وفرةٍ من حالات السرقة هذه، وهذا خطيرٌ ومهم، لأنه فضلاً عن البعد الأخلاقي، ومدلولات هذا التصرف على مستوى القيم الناظمة لسلوك العاملين في مجال الفن في سوريا، تشير حالة التعفيش هذه إلى مشكلةٍ من أهم المشاكل التي تواجه الإبداع بشتى فروعه وصنوفه، هي الهدر الجزئي أو الكلي لحقوق المبدع، المادية والمعنوية، وهي حقوقٌ توافرها شرطٌ جوهريٌّ كي يكتفي المبدعون، ويطمئنوا،
أول ما خطر ببالي هو شهادة أحد معتقلي سجن صيدنايا بعد الثورة، وأتيح له أن يغادر السجن إلى المستشفى فكان أشدّ ما روّعه أن الناس كانت تملأ الشوارع تتابع حياتها كالمعتاد، هو الذي كان يظن، مع رفاقه في السجن، أن الحياة في الخارج قد تكون متوقفة من أجلهم، خصوصاً أن الزمن هو زمن الثورة. كذلك ربما رأى المهجّرون حركة الناس، السيارات، الألوان، المباني، الجسور، كل شيء عادي، فيما كانوا، على بعد بضعة كيلومترات فقط يعيشون القيامة لحظة بلحظة.
ـ وعليه، وبما أنه كذلك، وبوصفه بنية كلية، فهي تتألف إذن كأي بنية من مكونات أو عناصر، ترتبط ببعضها بوساطة نمط تفاعلات، كي ترتكس على التغييرات الطارئة فيها أولاً، وتتعاطى مع المحيط بتبدلاته وفرصه ومخاطره ثانياً. وبما أن " إريك فروم " انشق عن فرويد، وذهب إلى حيث تشكل البيئة هذه البنية (مكونات ونمط تفاعلات) لا بد، ووفاءً لمنهجه هذا، أن نرى الثقب الأسود في نمط التفاعلات هذا، الذي يعتبر مسؤولاً عن تجذير البنية بصفاتها، وإعادة إنتاجها كلما سنحت طفرةٌ في أفقها التطوري. وأغلب الظن، أن هذا الثقب ليس إلا عجزاً مستداماً، ومكرساً
وفجأةً جاءني صوتُه
غناءً، ترافقه ن
قرات على أوتار قيثارة.
العام 1976 سيكون عاما موّارا بالحياة والحركة والمغامرة بالنسبة لي. فيه تعرّفت على من سيكونون أصدقائي بقية العمر، وسيتركون في روحي بصماتهم طويلا. أولهم كان حسّان عزت، الشاعر الجميل الذي يسكن بين الكلمات والصور، يعيش القصيدة قبل أن يكتبها، وفي أحايين كثيرة يعيشها ولا يكتبها. لا يمتّ بصلة إلى فوضى الشعراء وبوهيمية الفنانين. أنيق، نظيف ومرتّب، كما هي قصائده وكتبه. كان لديه في بيته في بستان البختيار غرفة، لا يدخلها الغبار ولا البشر، إلا نخبة من أصدقائه
أحلم بوطن يعترف فيه المجتمع بحرية المومس في اختيارها لمهنتها ، ويدرك أن الشرف ليس في الجسد ، بل في الرأس ، وأن القاضي المرتشي هو عاهر ، وان معلم المدرسة الذي يجعل الدروس الخاصة على حساب دروس الصف هو عاهر ، والسياسي المخادع ، ورجل الدين المنافق ، والتاجر او البائع الجشع ، والمحامي النصَّاب ، والكاتب او الشاعر المتكسٍِب .. هؤلاء هم
( قلبي )
هو الذي هامَ
ما أنا الذي هِمتُ .
هو الذي باحَ ..
وما بُحـتُ .
هو الذي يُعابث ُروحي
ويذيقها مايـَودُّ من الضنى
وأنا لستُ .
صدى الصفعة التي تلقاها الجار المسكين من زوجته اللئيمة ...!
هتافات الجماهير الغاضبة في التلفاز أثناء المباراة النهائية لكأس العالم ...!
صافرة الحكم الأخيرة ...!
رائحة العشاء المحترق .. المنسي في الفرن في المنزل المقابل ..!
رأيتُ أنّ قلبي يحتاجُ لأكثر من دمشق !
..... كما يقول لي الأصدقاء الموسميون والحقيقيون والخائنون والاعتباطيون والنازفون والشعراء:
ــ إنّكَ ... تستطيع تفسير الماء قبل أنْ تُطْرِق ... وهذا ليس جهداً على قلبكَ!
... دمشقُ ؛ جهدٌ نازفٌ ... مسبقٌ للعاشقين !
... دمشقُ .. غرق !
... الأصدقاء ... ضفاف.
بفضل دراجتي النارية (هوندا)، تجولتُ في كل القري الكردية، وحضرتُ عشرات الأعراس، وحفظتُ العشرات من الأغاني الشعبية الكردية التي عن قلوب العشاق وآهاتهم ودموعهم. كل ذلك كان في مرحلة الصبا. وخلال وجودي في (القامشلي) و(كرصور) وبعد أن أنهيت دراستي الثانوية، كان عليّ الانتقال إلي حلب، حيث الدراسة الجامعية .