الجمعة، 29 ديسمبر. درجة الحرارة مع عامل الرياح 30 تحت الصفر. عملت بنصيحة ابني، وارتديت كلّ ما لديّ من ثياب، وحملت كاميرتي في كتفي وخرجت أتجول في الحي. أولى مشاهداتي كانت سيارة البلدية التي تجمع قمامة الحي، يركض خلفها وأمامها عاملان، لرفع أكياس القمامة ووضعها في السيارة. دخلت محلاً تجارياً لأشتري بطاقة للهاتف، فكانت حركة الناس عادية،
ــ ناجي
"حلب" سقطت
"دير الزور" قتيلة
"إدلب" فخ التقسيم، بين أنياب بنات آوى.
"الغوطة" تحتضر
"جرمانا" .. ذاتها جرمانا
حين كنا نبتدعُ العبورَ بين الحريق ؛ استحالت للكلاب ولأبناء الضباع.
ــ "سلميّة" .. سلميّة دائماً هي الرائعة لأنّها أنجبتكَ .
سألتك عن مشكلتك، سأسهل عليك السؤال، كم تريد أجرا شهريا وهل لديك منزلا وسيارة وحساب مصرفي..هل أنت مستعد لتكون ضمن الوفد التفاوضي .
تزول كل ملامح الثورية عن الشكل والخطاب والنبرة، يلتفت الثوري للخلف، يضيء المخرج كامل الخشبة، ليظهر رجل كيس الهيئة والحديث وبيده حقيبة .
يقترب الثوري منه بخطى وئيدة مشفوعة بذل يأخذ المحفظة ويتمتم وهو يغادر الخشبة تاركا الرجل الكيس وامامه حقائب كثيرة وبأحجام مختلفة بمواجهة الجمهور
أكثر..
وأقرّر أن أركّز جيّداً في اللقاء التالي. أن أدقّق في كلّ شيء..
هكذا..
أغمض عينيّ مردّداً بيني وبين نفسي:
- بشرةٌ حنطيّة.. بشرةٌ حنطيّة.. بشرةٌ حنطيّة..
أردّدها عشرين مرّة..
ثمّ أتابع:
- زغبٌ حول السرّة.. زغبٌ حول السرّة.. زغبٌ حول السرّة..
عشرين مرّةً أخرى..
أن تكتب يوميات شيء بعيد تماماً عن كتابة المقالة أو النقد الذي يمتلك أسساً ومناهج طبعاً إضافة إلى رأي الكاتب الشخصي. كتابة اليوميات تتطلب كماً كبيراً من المساحة التي تحتل زاويتها العلوية، الحرية و الشجاعة، لأنك ستسجل بشكل ما ما يحصل معك أو مع المحيطين بك من أحداث، أو ما تشعر أو تفكر به اتجاه ذلك، فتُظهر دون وعي منك، جزءاً من شخصك و شخصيتك. لأنك تسلط الضوء على بقعة تراها أنت دون غيرك.
رغم ذوقي البسيط في الرسم الإ أنني أكره ما يسمى بالمدرسة التكعيبية في فن بيكاسو ولا أفهمه… .. انعكاس لرجل بوهيمي متعدد الخيانات في زيجاته الثلاث.. بينما أرى لوحة عظيمة في حياة فان غوخ ..تعملق بعد وفاته حيث بيعت لوحة حذائه المهترئ بأربعة ملايين جنيه استرليني ولم يبع في حياته سوى لوحة واحدة في حين أنه بعد مماته كانت تدفع ملايين الدولارات لاقتناء ما تبقى من لوحاته التي كان يوقدها ليحصل على بعض الدفء في ظل فقره المدقع.
في العلم..
أثناء الدخول لحضور عرض سويفت كان كل فرد من الجمهور يحمل بيده قصاصةً من الورق عليها بعض الكتابات وما يشبه الختم لتبدو كتذاكر دخول المسرح، مع وجود أحد أعضاء الفرقة على الباب ليتسلم التذاكر ويتأكد من صحتها. «أبو زياد. ما هذه الأوراق التي تحمل ختماً أيها المجنون؟»، سألتُ بدر. «إنها تذاكر الدخول من أجل تحديد العدد اليومي للحضور، ومن أجل تلافي أي فوضى،
تريدون شهادتي
وأنا لا املك إلا الأغنية
وأغنيتي في الريح
والريح في دمي
ودمي مسفوح في القارات الخمس
لمايا وحدها المزمار
بعد وفاة والدي، رفضت والدتي الاستجابة لمحاولاتنا المتكررة في إقناعها بالذهاب إلى جبل ”عين الزرقا " متنزهنا الأول في سلمية. هي لا تتصوّر وجودها فيه، متنزهةً، تشرب على سفوحه " المتّة " دون زوجها. كفّت ”المتة ” عن كونها طقساً برياً لدى أمي، وأضحت عادةً، مجرد عادةٍ بيتــيّــةٍ. هي، مذ اختفى شقيقي "حيان" معتقلاً بتاريخ 16 ـ 07 ـ 2012 ، وبحسرةٍ، ترفض شرب " المتـــة "، لأن "حيان" كان يحبها ويفضلها على باقي المشروبات، فتحتسيها معه، بعد أن
كلما اشتدت الظلمات..
صارت الحاجة للنور أكبر!
وكلما تفشى الحقد..
غدت عظمة الحب أجلى!
***
وفي هذه الوقت الأكثر من عصيب..
سأقول لكم بضع كلمات في الحب..
في حب المرأة بالذات!