،فيسقطُ بعضها في سرّتكِ
ألحسُها بلساني،
فيضحكُ الأطفال،أنزّه نهدكِ في الشّارع
أُمسِكُه من سبابتهِ
أشتري له قبعةً بيضاءَ تحْميه من نجومِ النّمشِ
نأكلُ البوظة بالزبيب الأسود،
فيسقطُ بعضها في سرّتكِ
ـ منذُ أيامِ طفولتهِ وحيداً ... في الحيّ لا يحبّه أترابهُ !
في الساحاتِ وعند التلالِ منزوياً أسفلَ الطريقِ يُفكّر بالانتقاماتِ والمكائدِ والأفخاخ لكلِّ الذين ينبذونه ولا يحبذون وجودهُ معهم !
أصهب... والنمشُ في وجههِ متناثراً كقطعٍ نقدية لامعةٍ في قعرِ نهرٍ صافٍ !
لا تضحك رجاء! فلم يكن تأمين ذلك بميسور على الكثير من السجناء، ولذلك كان الدخول استثنائياً إلى الحمام، ترفاً يتمتع به الشاويش ومساعدوه والمقتدرون على دفع الإتاوة وواحد أو اثنان من وجهاء المهجع. الآخرون كانوا يستطيعون ذلك فقط إذا أجادوا التذلل للشاويش أو لأبي عجقة. بعد ذلك بسنوات، حين نقلنا إلى سجن صيدنايا، ولم يعد لرؤساء المهاجع أو أبي العجقات سلطة تذكر، حشر أبو عجقة بيننا لبضعة عشر شهرا، ووعدني أن يشكّل مليشيا خاصة بحمايتي لحظة خروجي من السجن!!
بيوم المرأة:
احب ان ابعث لك صورة ... لشقوق قدمي ولعتم جبيني من فرط البكاء و لزحمة الخلايا الميتة في تجاعيد يدي... هذه صورة خاصة ايضا... ولم انشرها على الفيس بوك.. . ستكون ملكك أيضا. ..
**
يوم المرأة
لااحب المرأة داخل كل رجل عرفته .... وحده الرجل داخل اي امرأة اصادفها ... .داخل قلبها و عمرها ... وحده من يسكنني ويكمل لي القصة ...ويرجع معي الى البيت.. .
تلك الكتب، الأقل صدقاً في "جلاء الشك والريب" ربما، وبعد واقع سلمية الراهن، صارت أصدق من السيوف في تلك المهمة.
امرأة عتيقة، عاقة للسلط، تضطر لبيع زينة عرسها، كي تدرأ نهم مغتصبها، فلا يطال أطفالها، فيموتون برداً.
لا يمكنك _ خصوصاً إن كنت "سلمونياً" _ أن تتحدث عن هذه اللافتة "الكارثة" إلا بهذه اللغة، البعيدة عن التقريرية والتحليل، فالوقائع الحارة تفرض فور تحققها ارتكاساً وجدانياً، أولياً، ثم يأتي بعده العقل، والمنطق، والتفنيد.
وأنتَ تمشي في ذاكرتكَ
بين الذكريات الرمادية تتعثر بحبٍ قديمٍ لمّا يزل ينبض ..
يتنفس كاحتضار فريسةٍ بين فكيّ المفترس ِ بخفوت ٍ .. بأنين خفيضٍ وعيون جاحظة !
تستدير إلى قلبكَ .. تتحسّسه .. تنكأه بسبابتكَ المرتجفةِ ... تحفّزه على النهوضِ
على الوقوفِ أمامكَ كي تعدَّ له الدموع التي أمطرتها في غيابهِ !
وأفضل من الخمرة كان ظرفاء المهجع. على رأسهم كان هيثم يوسف "أبو عزيز." كنا نتحلق حوله ساعات يحدثنا عن شخصيات خارقة من قريته الجبلية الجميلة. أهم هذه الشخصيات كان عزيز، ومنه نال أبو عزيز كنيته تلك. والذي أطلق عليه تلك الكنية كان عماد الذي أسمى نفسه أبا مشعل وأسمى عمادا الآخر أبا سعيد الخدري، لاهتمامه بالتاريخ، ثم أسمى منصور أبا خلف، ولذلك قصة أخرى، نسردها لاحقا. أبو عزيز هو خلاصة السجن.
1_ يا صديقي الغالي: أنا مُؤمن أوَّلاً بحقّ الاعتقاد وحُرِّيَّتِهِ للمُسلم أو للمسيحيّ أو لليهوديّ أو للبوذيّ أو......، والموقف العلمانيّ هو موقف سياسيّ قبلَ كُلّ شيء، ولا يتأسَّس على فكرة نقض التَّديُّن؛ إنَّما يرتبط بشكل الدَّولة والمُؤسَّسات ونظام الحُكم، لذلكَ فدفاعي هوَ عن حُرِّيّة الإنسان في طرح سؤال الغيب والميتافيزيقا دينيّاً كما يُطرَح في الفلسفة والعلم ووووو، وأي توجُّه لإقصاء الدّين أو محوه هو أوَّلاً توجُّه صراعيّ وهميّ غير واقعيّ، وهو فعل كيديّ غير ناضِج معرفيّاً وتاريخيّاً
"أول مرة صنعنا فيها خمرا كانت عندما غليت نعناعا بالسكر، وأحكمت إغلاقه في غالون بلاستيكي مدة أحد عشر يوما. لا أدري أين قرأت ذلك، ولكنني عندما فتحت الغالون، وصفيت السائل المصفر، وتذوقته، أحسست بنشوة صغيرة تدغدغ جوفي. وتقاسمنا الخمرة في المهجع. دارت الكأس ودارت الرؤوس، وكان نجاحا باهرا. على أن تلك كانت البداية. بعدها خمرنا عنبا وتينا وتمرا وتفاحا وخبزا (!!) ثم اخترعنا "الكركي." و الكركي هو جهاز تقطير الخمر لتحصل على العرق.
ومن ارتفع في الحب لن يقع منه أبداً، لأن ارتفاعه أساسه جهده، والحب الذي ينمو بجهد الإنسان يكون في متناول اليد فلا يتجاوز إرادة الإنسان ويرميها في مكتبة النسيان....
الحب الذي أتحدث عنه...الحب الذي نرتفع به، وحده يملك البصر والبصيرة حتى يحلّق بنا في سابع سماء مع قليل من الجهد وسيرتوي العطش للحب الذي في داخلنا بكأس حقيقيّ من الماء.