تثير اليوم بعض الكتب المؤرٍّخة للمنطقة الشرقية حفيظة العديد من المثقفين والعارفين بخفايا هذا التاريخ كما تثير تساؤلاتهم حول المنهج والدوافع التي يُكتب بها هذا التاريخ منذ العديد من السنوات، وقد كان لدى هؤلاء ملاحظات هامة ومنطقية، يصل بعضها إلى حد الاستهجان إزاء سذاجة التأريخ لدى بعض العاملين في هذا المجال وقبولهم الحادثة التاريخية دون تدقيق، وكذلك محاولات بعضهم الآخر تزييف الوقائع أو المبالغة بها وصناعة بطولات وأساطير في النضال والرجولة، خدمة لأغراض عائلية أو عشائرية أو مادية. ما لا شك فيه أن هذه المنطقة قد شهدت، عبر تاريخها الطويل، مآثر وبطولات لا تحصى، وكان إسهامها الوطني والقومي عفوياً وأصيلاً، بل كان أهلها دائماً في قلب
في غمرة البحث عن الضروريّات من مأكولات وملبوسات ومحروقات، غفلنا عن قضيّة القضيّات.
و بعد أن جرفتنا الاستهلاكيّات.
كان لا بدّ من تحريض الذكريات، فيما هو آتْ:
بعد كلّ تلك الحادثات، المؤثّرات، المؤسِّسات.
و الصراعات، و الثورات، والانقلابات.
كان ظهور "الفنّانة" سارية السوّاس بهذه القوّة، وصعود نجمها بسرعةٍ كبيرة، شيءٌ غير مسبوق في أوساط "الفنّ" في سورية، واكتسبت شهرةً واسعةً وصلت إلى كلّ بيتٍ في سورية والخليج العربيّ. بالطّبع، هي ليست الوحيدة في هذه الظاهرة "الشعبيّة"، فقد شهدت منصّات المطاعم والملاهي بروز المئات من المطربين والمطربات، ولكنّها كانت الأهمّ، وأشدّهم لفتاً للانتباه.
رمزٌ مصرىٌّ من طراز رفيع. تلك الرموز التى اعتادت مصرُ، على مرّ العقود، أن تهبها للعالمين لتثبتَ أبدًا أن لها اليدَ العُليا على هذا الكوكب، حضاريًّا وفكريًّا، حتى فى أحلك لحظاتها الاقتصادية والسياسية والبيئية. أستاذٌ فى الفلسفة، وكاتبٌ ذو قلم شريف، له العشرات من المسرحيات والمجموعات القصصية والدراسات الأدبية والفلسفية، عدا عديد الترجمات المهمة عن الألمانية لجوته وبريخت وبوشنر.
والحقُّ أنه لو لم يؤلف سوى كتاب «ثورة الشِّعر الحديث» لكفاه لكي يستحقَّ مجدًا لا يزوى، مثلما مؤتمر «أدباء مصر»، فى دورته الرابعة والعشرين، التى تمت قبل أيام فى الإسكندرية، لو لم ينجز المؤتمرُ سوى إعادة طباعة هذا الكتاب المهم، لكفاه لكى نشعرَ أن حِراكًا ثقافيًّا راقيًا يجرى على أرض مصر، رغم اللحظة العسرة.
أن تكون زوجا، فهذه مهمة بوسع البشرية التأمل فيها منذ أن انتصب الانسان ونًصب نفسه وصيا على حبة القمح الأولى ليزرع ويحصد وينشئ الدولة التي اختارت لاحقا فريقا اقتصاديا. وأن تكون أبا لمن ليست ابنتك، فهذه مقدور عليها بفعل الأبوة التي تختارها لأن ليس أمامك من خيار سواها.
حين فكّرتُ بدايةً في الكتابة عن الموسيقى العربيّة في إطارها العام، متضمِّناً بذلك الأغنية العربيّة، السائدة الآن، وجدتُ صعوبةً بالغةً في الفصل بين ما يتّصل بهذا الموضوع من تعقيدات ومشاكل وأسباب، اجتماعيّة كانت أم سياسيّة، وهذا ما قد يفسّر الاسترسال في شرح بعض الأفكار، وفرار بعضها الآخر من بين السطور. الصدام الأوّل الذي يواجهك في دراسة موضوعنا هذا هو صعوبة تغليط ملايين الناس، لذا فإن الجزم بسخف التذوّق الجمالي للأغنية العربية السائدة، دون الرجوع للأسباب العميقة لذلك، سيكون ابتذالاً. حين تأخذ أغنية ما حيّزاً كبيراً من الاهتمام في الإذاعات وحياة الناس اليوميّة، فإن ذلك يتطلّب نظرة أعمق.
قبل عامين، كتبتُ في عمودي هنا مقالا عنوانُه: "انظرْ خلفك في غضب!" قلتُ فيه: "منذ غلاء الأسعار الأخير، لم يعد أحدٌ يبتسم. الشعبُ المصريّ المشهورُ باحتوائه المحنَ وتحويلِها كوميديا، الشعبُ الساخرُ الذي يجيدُ الابتسامَ وخلْقَ النكتة في أحلك اللحظات، الشعبُ الطيبُ السَّمحُ الجميل، لم يعد قادرًا على انتزاع البسمة من داخله. في الأيام القليلة الماضية راقبتُ كلَّ الوجوه التي اعتدتُها رائقةً باشّة فوجدتُها واجمةً ساهمة. غضبٌ خبيءٌ وتحفّزٌ في عيون الكلّ، تجاه الكلّ!"
فهل يحقُّ لي أن أنقضَ الآن كلَّ ما قلتُه؟ أظنه من حقي! فهذا الشعبُ لا يفتأ يثبتُ رقيَّه وتفرّدَه. رغم الفقر والغلاء وغياب دور الحكومة عن حلِّ أزماته، رغم الأوبئة تحاصره كلَّ يوم جوًّا وبحرًا وأرضًا، رغم قسوة النظام الأمنيّ الذي يهددُ بدلَ أن يحمي، إلا أنه أثبت أنه شعبٌ
قيقي طالبُ طبٍّ مجتهدٌ، في شهره الأوّل في الجامعة لم يدّخر جهداً للحفاظ على عذريّته الدراسيّة، لم يجد التسيّب الدراسيّ إلى سلوكه سبيلاً. يسهر، يتعب، بل يشقى..كي ينهي (دروسه).ـ هذه ليست دروسٌ..أنت طالب جامعةٍ، اسمها محاضرات.فيعيد ما تفرضه عليه عذريّته، ويسمّيها دروساً.
ليس رثاء ولا تمجيداً ولا عَوْداً متسولاً على بدءٍ كريم، بل هو الحبُّ هارباً أو ملتجئاً إلى ما مضى وما سيأتي من ذكريات، وربما هو العرفان بالجميل وبما لم يكن جميلاً حتى، وقد لا يكون الأمرُ أو الخمرُ سوى محاولة للتوازن على نصلٍ يمتد ولا يصل، وما من أحد في جيلنا، أعني جيل شعراء السبعينيات، استطاع ذلك التوازن شاهداً وشهيداً، أو قولاً وفعلاً، أو شعراً وإيماناً وكفراً، كما أحبُّنا إلينا، أعني الشاعر رياض الصالح الحسين.
لن أبدأ من حيث انتهى رياض، ذلك لأنه، في أحد وجوه الحقيقة، لم ينتهِ.
كما لن أبدأ على النحو الذي بدأ فيه، إذ له البداءة، وأنا أحد الذين لجلجتهم ظروفهم الحجرية، وتأخروا كثيراً. مع ذلك أشعر أني لا أزال أوفرَ رملاً وسراباً من تلك الصحارى التي كنا صعاليكها، ولا نهايات
أثق بكتاب ألف، وقرائهالهذا أستغيث بكم لمساعدتي.بين يديّ بياناتٌ، وفي ذهني أفكارٌ، وتعتمل في صدري مشاعر، أرغب في كتابتها؛ لكنني عاجزٌ، فقدت القدرة، أو ربما لم أمتلكها بعد،
ساعدوني أرجوكم!!