أروي لكم اليوم قصّةً لا تحدثُ حتى في أفلام مهرجان دمشق السينمائي وسوف ينشف ريقكم بحثاً عن نقطةٍ أو فاصلةٍ أو إشارة تعجبٍ أو استفهام فيها
عادةً يهدد المتقاتلون بعضهم بنشر غسيلهم الوسخ و الحمد لله ما كان عندي غسيلٌ وسخٌ و لا من يحزنون ولعل المشكلة هي هنا بالضبط نعم عدم وجود غسيلٍ وسخٍ هو الذي أوقعني في المشكلة التي سوف أحكيها لكم
وردت استفساراتٌ إلى ] [IOU (المنظّمة الدوليّة للقذرين) من الوسخين في أرجاء العالم، يطلبون فيها شرح ما جرى في قرية الحردانة، وحيثيّات وصول التائه بن المقذّر بن عقيمٍ الوسخاويّ بن أنظف القذرين إلى منصب المختار فيها، ودوره في إبادتها. سبعة ملياراتٍ من الأسئلة المتعلّقة بالحردانة؛ تجاهلناها، إذ لو أجبنا عليها سوف نضطرّ للإجابة على ما يجري في قرىً كثيرةٍ غيرها، وهذا ما ليس بنا حولٌ أو قوّةٌ لفعله، فضلاً عن الخطر المحدّق بنا جرّاء تولّد الرغبة بالانتقام في البنية النفسيّة الخاصّة بمختار الحردانة التائه بن المقذر بن عقيمٍ الوسخاوي بن أنظف القذرين، وأشباهه من المخاتير، وهو ـ بصراحةٍ ـ مختارٌ نفضّل بشدّةٍ النأي عن إثارة رغباته الانتقاميّة.
ثمة في كل جريمة قاتل خفي ، لا مرئي ، يتسلل بخبث و يختبئ وراء الحدث يُخرج تفاصيله مثلما يشاء . هذا القاتل لا تستطيع شرطة و لا محكمة النيل منه . هو النحن الأعلى المستبطن في تلا فيف أدمغتنا و الآخذ بنهشها . هو كل ما تخرجه ألسنتنا من سموم قبل الجريمة و بعدها ، هو أفكارنا التي تستسهل الإدانة ، و ذهنياتنا الغارقة في وحل البداوة ،و استرخائنا أمام مشهد النزوح الدائم من البراءة إلى الفراغ ، و قبولنا بكل زاوية خراب من حولنا . .
لأننا في عالمٍ ممزقٍ من كلِّ الجهات , تتقاذُفُه رياحُ القمعِ و القبح و العنفِ و الاستبداد .. فما علينا إلا العملُ جادينَ على البحثِ عن أيةِ بواباتٍ و لو ضيقةٍ لإدخال ما نستطيعُ من علوم الجمال و الأخلاق و الحريات و المحبةِ و الروحانياتِ لتطهيرِ النفوسِ و الأيامِ من أدرانِ الخرابِ المعرّشِ و المشرِّش بينَ الأناملِ فوقَ الرموش
المصحات العقلية فنادق يشكل المجانين نزلاءها, أما الأدباء فمجانين يفضلون الإقامة في مصحات النصوص الإبداعية! أين يكمن الفرق ؟ المجنون لا يقر بجنونه, أما الأديب فيحرص على التمسك بمظلته الواقية خوفاً من واقع قد يحيل توتره وقلقه ( وبمعنى آخر جنونه ) إلى روتين يشل أطراف قلمه ومخيلته!
المجنون شخص خرج من بوابة المحاكمة العقلية, وفقد سيطرة المنطق على ترابط الأشياء, فتداخل الزمن والأشياء والحياة في خليط عجيب لديه, هل يمكنني أن أشبهه بطفل كبير لا يدرك عواقب أفعاله؟ أما الأديب فيلهث للخروج من نطاق العقل المسيطر, ليحلق في عالم آخر غير مرئي لكنه محسوس, عالم يحيل عقله إلى حديقة خارج المنطق فيكاد يشعر, أو هو يشعر حقاً, بقدرته على الطيران, أو التجول في مسارات الفلك والكون دون حدود للزمان والمكان
الظاهرُ أنني بالفعل بعيدةٌ جدًّا عن الحياة، كما اعتاد أصدقائي أن يقولوا. تشرنقتُ داخل حدود مثلثٍ صلب حادِّ الزوايا غير منفذ للضوء. أضلاعه: بيتي وعملي والكتاب. تقوقعتُ داخل كهفي المثلث فغاب عني أن أتابع التطورات المذهلة المتسارعة التي تجري على أرض مصر وفضائها. لكنني انصعتُ مؤخرًا لنصيحة أصدقائي وبدأت أتابع التليفزيون، بعض الوقت. وأذهلني ما رأيت وما سمعت!تجد فتاةً وفتى يزعقان بنبرة مَن ملك زمام الأمور قائليْن للجمهور: "أحلامكم كتير وكنوزنا برضو كتير، زي ما عودناكو على الأحلام في عالم الكنوز. 100 جنيه دهب، 100 ألف جنيه 100 لاب توب و100 موبيل... للعثور على الكنز اتصل بينا عشان نحقق أحلامكو وتطلعوا معانا على الشاشة، اتصل هتخسر ايه؟" ما هذا؟ هل بالفعل عوَّدَنا هؤلاء على الأحلام؟ ثم على تحقيقها باتصالات تليفونية؟ هل صار من اليسير استلاب العقلية المصرية واستنزاف جيوب أبنائها بتلك الخدع الساذجة؟ العقليةُ المصرية التي أنجبت مصطفى
المقال من وحي مجلّة «جسد»، وهو مُهدى إلى رئيسة تحريرها الشاعرة جمانة حدّاد).
الجسد المرغوب بابٌ بين الواقع والحلم. المثالي هو أن ينفتح الباب فيدخل المجتاز من واقع إلى حلم أو من حلم إلى حلم، لا أن يهبط من حلم إلى واقع. احدى الخطايا الأصليّة هي هذا التدهور. المعنى الجوهري للسقوط هو الإفلات من مخالب الانخطاف والارتطام بالحضيض. الجسد المرغوب احتمالُ نجاة. كلّ ما يسعف هذا الاحتمال على الصمود يدخل في باب الواجب. ويتجاوز هذا الواجب حدود الشكل ومقتضيات الرغبة والمتعة بمفهومهما المحدود ليصبح واجباً إنسانيّاً. الجسد المرغوب تجديد لصبا الحياة.
لا بدّ للمرأة ممّا يجعلها تبدو فاتنة فوق ما حَبَتْها الطبيعة به من مفاتن، لا أن تتراجع وراء خطوط عطايا الطبيعة أو تستخفّ بهذه العطايا. لا تستطيع المرأة أن تستسلم (أمام العيون) إلى
ا ينصح مرضى الربو بقراءة هذا التوضيح، فيرجى ممن يعاني هذا المرض توخّي الحذر. نهشوا رؤوسنا: العالم قبل H1N1 غير العالم بعد H1N1. لم لا يقولون أيضاً: الوسخون قبل H1N1 غير الوسخين بعد H1N1؟ حقيقةً: ثمة شموليّةٌ للغباء والبغاء الإعلاميين لدى النظيفين تتجاوز حدود التصوّر، ويضيف لهاثهم خلف الإثارة حرشاً عرمرماً إلى غابة جهلهم، يرويها كالمطر الاستوائيّ سعيهم الدؤوب خلف القشور، سعيٌ حثيثٌ، ظيفٌ، نظيفٌ جدّاً، حدّ العقامة.
انزعجت أمٌّ مصريةٌ جميلة من أسيوط، لأنها أحسَّت أن جزءًا من طفولتها قد سُرِق. كانت السيدةُ "شيماء زكي" وصغيرُها "كريم"، الذي بعدُ لم يكمل سنواتِه الثلاث، يشاهدان قناةً فضائية عربية اسمها "طيور الجنّة". انتبهتْ حواسُّها كلُّها بغتةً على أغنيةٍ تقول كلماتها: "اسلمي يا قدسُ إنني الفدا/ ذي يدي إن مدَّت الدنيا يدا/.../ لكَ يا قدسُ السلامُ/ وسلامًا يا بلادي.." تذكَّرت السيدةُ شيماء أن هذه الأغنيةَ مِلكٌ لها، مثلما هي مُلكٌ لكلِّ مصريّ. كانت تغنيّها "لمصر" في طفولتها في طابور الصباح، مثلما غنّاها كلُّ أبناء جيلي. لا أدري عن الجيل الحالي، الذي أتمنى ألا يَصْدُقَ عنهم ما سمعته، من كونهم حُرِموا غناءَ نشيدٍ وطنيّ، مثلما حُرموا تحيةَ عَلم مصرَ، بل ربما حُرِموا طابورَ الصباح ذاتَه!!
أرسلتْ لي رسالتها لتسألني: هل هي محقَّةٌ في انزعاجها؟ كون الأغنية من التراث المصريّ الذي لا تجوز قرصنتُه وتحريفُ كلماته، حتى وإن كانت الكلمة المحذوفة: "مصرُ" قد استبدل بها كلمةُ شريفة
من يستطيع كتابة موضوع تعبير عن الفرق بين طعمتي البرتقالين (يافاوي ويوسفي) فليفعل، وليرسل موضوعه إلى موقع مجلّة (ألف).
شروط الاشتراك:
ـ تقبل مساهمات الكتاب الذين تتراوح أعمارهم بين السنتين ومائة سنة، من المبتدئين أو ممن حائزوا نوبل.
ـ تقبل كذلك موضوعات التعبير المخصّصة للتفريق بين طعم السكر وطعم الملح، وبين رائحة المازوت ورائحة البنزين.
ـ لا تقبل أيّة مساهمةٍ تعتمد نهج أحسّ بكذا حين أتذوّق كذا، أو أشمّ كذا، يجب أن تنصرف المادة المشاركة في المسابقة إلى هويّة الموصوف وخصائصه وكينونته الذاتية المختزنة في جوهرة، لا إلى ما يثيره فيك.