بوصفها كائناً اعتباريّاً ممسكاً زمام الإعلام الرسميّ إداريّاً وماليّاً، يفرض علينا عمل وزارة الإعلام بصيغته الحاليّة واجب حثّها على تطويره، وسوف أتناول ههنا قضيّةً واحدةً محدّدةً، هي إلغاء المحطّتين التلفازيّتين الأرضيّتين الأولى و الثانية، وتحويل مواردهما الماليّة و التقنيّة و البشريّة لمجالاتٍ أكثر إثماراً، اقتصاديّاً و إعلاميّاً و ثقافيّاً.هاتان المحطّتان لا تتابعان، فكما تعلمون؛ أصبح (الدش) مع مستلزماته لا يكلّف أكثر مما يكلّف برميل مازوتٍ، فمن سيتابع أرضيتـ (نا) بعد أن وصل الناس إلى فضاء (هم) بالديجيتال أبو 1000 ليرة؟
سنتي الأولى في المرحلة الثانوية كانت سنة الاضطرابات المتواصلة التي وسمت حياة سورية في المواجهة مع نظام أديب الشيشكلي الديكتاتوري. وقبل أن أجدني منخرطاً في هذه المواجهة، شأني في ذلك شأن العديد من التلاميذ، توجب عليّ أن أخوض مواجهة أخرى في المنزل. وكانت شهادة خليل جبري عن عملي معه وسلوكي خلال الصيف قد أقنعت خالي نافذ بأني أعود إلى الطريق المستقيم الذي يريده هو لي. وقد خفّ تشدد الخال إزائي، واستعادت علاقتي به تلك الموّدة التي افتقدتها منذ هاجرنا من بلادنا. لكن المشاكل تجددت في نهاية العطلة الصيفية حين صار عليّ أن أحدد الاختصاص الذي سأتبعه في الصف الجديد. كانت المرحلة الثانوية، في ذلك الوقت، تدوم سنتين
ليس بالأمر الغريب أن يكون متوسط عدد أفراد الأسرة يتراوح بين 6 – 8 أفراد. كما يُلاحظ أنّ هذا العدد يختلف باختلاف البيئة والمجتمع، كما أنّنا يمكن أن نطلق العنان لأنفسنا بوضع قاعدةٍ عامّةٍ مفادُها أنّ عدد أفراد الأسرة في المجتمعات المتخلِّفة يتناسب عكساً مع الحالة الماديّة والدَّخل السنويّ لهذه الأسرة. فإذا مررنا بنظرةٍ سريعةٍ على شرائح هذه المجتمعات كافّة، شاملين كلّ المناطق، لوجدنا ميل سكّان الريف والبادية إلى إنجاب أكبر قدرٍ ممكنٍ من الأطفال، وفي مراحلَ مبكرةٍ من سنين الزواج، وذلك لعدّة أسباب، منها ما يتعلّق بالطبيعة العشائريّة التي ما زالت تهيمن على عادات الناس، وهذه الطبيعة تستلزم إنجاب عددٍ كبيرٍ من الأولاد لتقوية
بات تعبير (العلماء) مرافق لرجال الدين، فيما رحل اليسار والعلمانيون إلى مواقع الصحفيين، وربما إلى موقع المعلقين على ما ينشر من بحوث، وربما ينحسر مكانهم وتتضاءل مكانتهم إلى مرحلة لا يعود لهم فيها حتى :"حق التعليق"، ولو من باب المشاركة الهامشية على قضايا وطنية كبرى، ليست ملك أحد بمفرده:
لا ديني ولا علماني ولا يساري
ولا يميني ولا وسط الوسط.
ما الذي حصل؟ وكيف حصل ما حصل؟ ومتى حصل ما حصل؟
في التبجّح الفكريّ، و الادعاء الثقافيّ، نعاني ما نعني، ربما يكون السبب طبع البشر الكسول، فهم ميّالون للراحة، و فطرتهم تلك ما فتئت تجنح بهم إلى اختصار طرق حيازة لقب (فهمان) صفة (الفهيم) خاصةٌ بالإنسان، وسعيه إليها جليلٌ وموضع تقديرٍ، وتمثّل ممارسات (الفهيم) نزوعٌ أصيلٌ فينا، إلا أنّ تأثير الكسل في دأبنا لنيل شرف الفهم يوقعنا في شرك الادعاء. أجل! ندّعي الفهم، وثمّة بونٌ شاسعٌ بين ما ندّعيه و حقيقتنا، يُفترض أن نقلله قدر الإمكان، فذا يقول لك:
"نُسْغُ الشجرةِ"juice ، هو الهرموناتُ والسُّكّر والمعادنُ المُذابة في لِحاء الشجرة، يسري من جذورها العميقة الضاربة في عمق الأرض، ليغذّي حتى أصغر برعم وليد في الأعلى، فيمنحه رواءه واخضراره. وبالتدريج، بمرور الزمن، تتكون طبقاتٌ قشرية حول جذعها على هيئة دوائر، تشير إلى السنوات التي عاشتها الشجرةُ منذ ميلادها الأول. وتأتي الكائناتُ الطفيلية الخبيثة والقوارضُ لتحفرَ لنفسها مأوًى في خشبها القِشريّ، لكنها لا تصلُ الُّنسغَ، إلا إذا ماتتِ الشجرةُ وتحلّلتْ وبادت. وفي عالم المعادن، نعلمُ أن صَهْرَ المعدن يُنتِج شوائبَ تطفو على السطح، نسمّيها: "الخَبَث" slag؛ يتمُّ كشطُها من سطح المعدن المنصهر، ليصفو لنا وجهُ المعدن برّاقًا مصقولا.
ولم أشكُّ يومًا في رُقّي الشعب المصري! وهنا أتكلم عن نُسغ الشعب ومعدنه، وليس عن قشوره
حينما تعتادُ نشرَ مقالاتك ومناقشتها مع الأصدقاء والقرّاء، لتصبح مطالباً بكتابة المزيد لإشباع رغباتهم في القراءة والمناقشة من جهة، ولإشباع رغبتك في الشهرة وفي فعل ما عتقده مفيداً لمسيرة البشريّة من جهة أخرى، تقف بعدئذٍ، في كلّ يوم، باحثاً عن موضوع جديد للكتابة عنه. وبين المسموح والمحظور، وبين ما تؤمن به وبأهميّته، وما لا تظنّه جديراً بالكتابة عنه، تتأمّل كلّ حركة وسكون من حولك، لتصيّرها بعباراتٍ منمّقة وبأساليبَ تقليديّة أو مبتكرة مادةً جديدةً للنشر.
بما إن فيروس H١N١ لا ينوى أن يَخْمُدَ فى الغد المنظور، ولأنه اختار فصلَ الشتاء ليُبرز أنياباً تقطرُ شراسةً، ففرغتْ، أو تكاد، فصولُ المدارس من تلاميذها، فقد ارتأيتُ أن أترجمَ لقرّاء «المصرى اليوم» شيئاً مهمّاً، على أنه، على أهميته، لا يُدرَّسُ فى أى منبر تعليمىّ!
«بيل جيتس»، أحد أهم رموز العالم الحاليين، بوصفه عقليةً رياضية فائقة، ورجلاً عِصاميّاً أسّس «مايكروسوفت»، أهمَّ مؤسسة برمجيات فى العالم، وأثرى أثرياء العالم، حتى عامين مضيا. ألقى محاضرةً فى إحدى مدارس أمريكا حول التنمية الذاتية، فى صورة إحدى عشرة نصيحة أو قاعدة تضمنُ التحقّقَ فى الحياة، انطلاقاً من تجربته الخاصة، وإيمانه بأن أنظمةَ التعليم تعزِّزُ إحساساً مغلوطاً بسهولة النجاح،وبالتالى تخلقُ جيلاً كسولاً غيرَ قادر على الابتكار. عنوان المحاضرة: «مهاراتٌ وأفكارٌ لن تتعلموها فى المدارس».
حللنا بباريس قبيل غروب الشمس، يوم السبت الثالث من حزيران/يونيو. غادرنا باص المطار الذي نقلنا إلى مركز المدينة قرب حديقة اللوكسمبورغ. ومن هنا، بدأنا، صدقي اسماعيل الذي يعرف المدينة ويعشقها وأنا الذي أزورها لأول مرة، جولة البحث عن فندق ملائم ورخيص. وقد أمضينا ساعات في هذه الجولة لأن الجمع بين الصفتين في فندق واحد لم يتيسر بسهولة. كانوا في دمشق قد دفعوا لي ثمانمائة فرنك نفقات سفر إلى الجزائر فلم أنفق منها هناك إلا مائتين، والمائة الثالثة التي دفعتها لتبديل خط الرحلة. وقد قدر صدقي أن الفرنكات الباقية كافية لنفقات أسبوع في باريس إذا عشت فيها عيشة متقشفة. .
يتحدّث علماء النفس عمّا يسمّونه النموّ الانفعاليّ، ويجزم بعضهم ـ إن لم يكن أغلبهم ـ أنّ معظم مشكلاتنا النفسيّة؛ سببها توقّف ذلك النموّ عند سنٍّ معيّنةٍ، إذ فيما النموّ الجسديّ مستمرٌّ بحكم التغذية و سلطان قوانين الطبيعة؛ يكون النموّ النفسيّ قد تجمّد وتخثّر بفعل الكبت و طغيان قوانين المجتمع. قليلٌ من الخيال يكفي كي نتصوّر مقدار التشوّه، و الحالة المسخيّة التي نحن عليها، الأمر شبيهٌ بقدمين طول كلٍّ منهما مترين، ويدين لا تتجاوزان الشبر الواحد طولاً، ورأسٍ بحجم برتقالة.