مشاعره فيّاضة . يجلبُ الطعام . نأكلُ معاً . يقدّم لي كلّ ما أفتقدُه . يهيم بي حبّاً . عندما قبّلتُ رجله أوّل مرّة . غمرتني سكينة تشبه الحلّم . لم يكن مثل زوجي "شهم " صحيح أنّه يقوم بالفروض والعبادات بطريقة مملّة . لا أعتقد أنّها تمتّ للدين بصلة . لكنّه دافئ في العناق ،لولاه لكانت لياليّ صحراء . ف"شهم " مدمنٌ على الهروب من جسدي . في آخر مرّةً أمسكتُ به متلّبساً مع امرأة في شركته هي : "أم لولو" الستينية . هو مدمن على الخيانة . ليس له عقيدة ولا مبدأ . قد أكون أحببتُ الحاج . كردّ فعلٍ على ابتعادِ زوجي عن القيم
فى مرحلة ذبح الذبيحة، كان ثمة «شاطرٌ» يُقطّع المفاصلَ «ويُسلِّك» الأوردة والشرايين والضلوعَ، و«يُستّفها» فى صحنه الواسع طبقاتٍ دسمةً فوق طبقات: صكوكًا ومؤسساتٍ وشركاتٍ وبنوكًا وثريدًا ولحمًا وشحمًا، وثمة «عريان» يثغو ويلغو فى بوقِه، بتصريحات بلهاء تشغل المصريين (أصحاب الذبيحة الأصلاء) عما يفعله المرسى والشاطر بتخطيط المرشد. لكن ثمة نبهاءَ شرفاءَ جسورين، كانوا منتبهين للنهيبة. على رأسهم مؤسسةُ الأزهر، والإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب،
بقينا
صامتين لأيام
وحولنا كانت الأرضُ ترسم الوجوه والحب
وتقود الأحباب إلى الفردوس أو إلى هاوية الفردوس،
تتركهم هناك دون أن تعدهم بالرجعة،
هكذا هي صورة سورية في ذاكرتنا الماضية، وفي هذه الذاكرة الكثير من المآسي التي تعايش معها أهلنا وتجرّعوها وصبروا عليها، ذاكرة موشومة على أعمار أجيال من السوريين. ولكن ما أن بدأت الثورة السورية، وأحس النظام بدنوّ نهايته، على يد هذا الشعب نفسه الذي تحمّل كل شيء وصمت طويلاً، حتى أظهر من الوحشية ما لا يصدّقه عقل، ولا رأته عين ولا سمعه عاقل، جرائم لا سابق لها في التاريخ، ارتكبها حاكم بحق الشعب الذي يحكمه، بحق البشر والطبيعة والحيوان والحجر.
الثورات العربية، كما يجب أن تكون، لم تقم على الطاغية السياسي وحده، بل على الطغيان بأشكاله وظهوراته كافة، بما فيه "النجومية" الثقافية عموماً والشعرية خصوصاً. ذلك أن الشاعر ينتمي إلى الهشاشة لا القوة، إلى الانسحاب لا البروز... إذ إن عمله ينطوي على التأمل ومراقبة الزائل والعابر والهارب ليضعها في حيز الوجود. الطغيانية والنجومية تعرقل ذلك كله، وتحوّل صاحبها إلى مستذئب يبعد الآخرين ويقصيهم ويحجبهم.
بسم الاحتقان والترقب نفتتح سفر السخرية " راء ..فاء ..ضاد " وهي في مجملها بموسوعة القمع المتصاعد تعلن غضبا يثور إلى منتهى التحطيم ، كل الأسلحة المتداولة شديدة الكبرياء وهي تقود إلى تبادل الانتهاكات غير المباحة بينما سهام السخرية في كل زوايا الشوارع وعلى أسطح المنازل تسحق الملوك بالارتباك والدراويش بالهزء والتلعثم فيصل معدل السلوك والقرار والفتاوى إلى ذروة الضعة والحماقة معا ، باتت المدينة في صبيحة كل اختزال مثل سبيكة شعثاء من رد الفعل ،جميعنا ردود أفعال ،
من هذه النّاحية معها حقّ . كلّنا مع المرأة. عائلتي من النّوع الذي يؤرّقهم وضع النّساء . لذا يحاولون تقديم الدّعم لهنّ . يريدون دائماً أن تشكو لهم امرأة كا همّها ليضعون رأسها على صدورهم كي تشعرَ بالأمان، ويتبادلون الدّعم . كلّ واحد بشكل منفرد . ويبذلون في سبيل المرأة معاناة قد تكلفهم أحياناُ الطّرد من المنزل . لكِ أن تتصوري الأعداد التي تأتي منهم لشرب فنجان قهوة في غيابي . يتركون خبراً عندها : أتى أخوك ولم يرك !
بعد أن تنتهي الحرب سأريك ما أحب هناك ... سنتمشى في القصاع و الغساني... ونجلس في مقاهي باب توما لترى الحياة هناك و هي تغلي و تشهق من الحب، قد أعرج من هناك إلى باب شرقي لندخل الكنيسة و نتلو معاً صلاة سلام للبلد، أو لأشتري لك هدية من الموزاييك أو القيشاني، أو ربما من الحريقة أو شارع الحمرا أو الصالحية ....
لم يكن خبراً ساراً بالنسبة إلى مها قرار أبيها برفع السور شبراً إضافياً..لم يكن يحجب فقط عيون الجيران عنها.. بل كان ..يسور زيتون عينيها..ويمنع أغصانهما من ملامسة الشمس..كانت تشعر أنها أميرة مسجونة في برج عال..لذلك كانت ترفض أن يمتد مقص إلى ضفائرها..لم تستطع أمها تحت أي ظرف أن تقنعها بقص سنتميتر واحد منه..وفي كل معركة بينهما تخرج أمها خاسرة ..متسائلة من أين ورثت ابنتها كل ذلك العناد..لم تبح مها لأحد بحلمها الذي كانت تتشبث به.
ونبقى أنا وهي نتبع عروق جسدينا،
نسيرُ على خطِّ صعودالدم ونزوله
ولا نتوقف
حتى يكاد الجسد ينفجر دماً ونشوة...
كما الثورة.