كنت مثلك أرفض خبائث اسفلت معجون بالأكاذيب والتأوهات العاهرة الفاحشة على أسرة مسيجة بيبان أغلقت معها الأرواح وأقفلت على مومسات ليلا وفي النهارات عذراوت يدعين الشرف والعفة يتنكرون جميعا لتراب لم خطاياهم وحجارة سوداء لبست حدادها قرونا حزنا لأحزانهم واشتعلت براكينَ لثوراتهم
تتفتّت البلاد وتتكاثف وتتجمّع في عيونهم التي تغير علي، كلّما أسلمتُ قلبي إلى مقهى أو حارة أو مدينة، وكأنّ الوطن قد صار طفلاً له وجوه مئات آلاف الأطفال، صار امرأة لها ملامح ملايين النساء، صار مقبرة تتسع لآلاف الحدائق، شجرة لملاين الطيور بحناجر ذهبيّة شجيّة، وأنا وقصيدتي ندور على عجل، نبحث عن الوجوه التي شكلّت ذاكرتنا، نبحث في المدينة التي تهشّمت ملامحها وما زالت صامدة وتصرّ على حريتها، حريّة لا يحدها موت ولا يثنيها جحيم الطاغية.
الأقدام شاحبة وجافة تبدو من تحت الحرامات! ورأيت ابن جيراننا، ذاك الشاب الأسمر، نسيت اسمه، وعيناه تنظران بثبات إلى فوق. قربه «فاروق البقاعي» ممدداً، رأسه مفتوحة، ودماغه خارج منها على أرض السوزوكي. يبدو أنهم ضربوه كثيراً منذ اعتقاله يوم الأربعاء قبل يومين، فقد كانت أقدامه حافية ومتورمة من تحت الشرشف الأبيض الذي يغطّيه، والبيجاما التي يرتديها ملوثة بالدم.
كان ثمة حرام أحمر يضمّ شاباً من عائلة «السماوي»
لو تعرفين من أكون لما بقيتِ هنا يوماً واحداً
-هل زوّرتَ تاريخَ عقد البيع ؟
الصق فوق التّاريخ قصاصة . ثم أعدْ كتابته على النّسخة الأخرى
-أتمنى أن لا نتكلمي في العمل . لا تفقهين شيئاً عن حاجتي إليك .
دعيني مستغرقُ في موتي . لا توقظيني . لم نفهم من حياتنا الأمر الكثير .
أتجوّلُ فى مدن عربية نجحت فى خلق حضارتها الجديدة مثل دبى والدوحة، فأشعرُ بالفرح، وأشعر بالحزن. الفرحُ، لأن دولاً صحراوية نامية نجحت، فى عقود قليلة، فى تشييد مجتمعات عصرية راقية، وحياة آدمية محترمة هادئة تليق بشعوبها. وأما الحزنُ، فحين نتساءل: ولماذا لم تنجح مصرُ ذات الحضارة العريقة، وهى التى ساهمت بقوة فى خلق حضارة تلك المجتمعات، فتحضّرَ الخليجُ، وتخلّفنا نحن؟!
دوماً وفي كل الأوقات
أجدني فوق شرفة ما
وحولي أناس أبتسمُ لهم بعفوية
ولا أتذكر أسماءهم في الصباح
هكذا فقط
أبناءالشعب السوري المتبقي على أرضه يحلم بالنوم ... نوم الأمان و الطمأنينة و الحرية. إذا حصل وناموا بعد قلق و سهر و معاناة يحلمون بألا يشرق عليهم فجر حزين ملون بدماء الذين يحبون ... ولا دمار الأماكن التي شهدت حياتهم من ألفها إلى يائها، و سرقة تاريخ بلدهم العريق، و تجزأة جغرافيا الحب التي يعشقون... يحلمون لو أن فيروز تطل على كل بيوت سوريا من عربها و كردها و تركمانييها
كنت أخشى ألا يحب الموسيقا أو الكتب...و لكنه عشقها... و لم أذكر أنه نام يوماً واحداَ دون قراءة... ليس قصة قبل النوم بل قصص قبل النوم التي كانت شبه تمثيلية أو مسرحية كاملة تؤدى على السرير... كنت أتعب من كثرة القفز و الصراخ و الهمس و القبل... و غالباً ما كنت أنام... أو أغمض عيني لنصف ساعة فيقطع الأمل فينام.
كانت أيامنا مليئة أيام الأسبوع مقسمة مشوار بالحدائق و الطرقات....تتناقله أيدي معظم المارة و الأصدقاء و شرطة المرور الذي يصر أن يقف في مكانهم المخصص و يصفر في صافراتهم... سينما أفلام أطفال... معارض كتب...
في ذلك القبو الذي يقيم فيه ذلك الرّجل" أبو النّجوم على الكتفين " : تمّ توقيع وثيقة بالدّم ضدي.كوني تربيتُ على الخيانة ، فأبي وجدّي خونة. وأهل حارتي ومدينتي أنتمي لأصلٍ وضيعٍ . هو حالُ مدينتي .
وصفوا قضيتي ب" قضيّة الشّر، والأشرار "
انقسمنا إلى جهتين : هم الأخيارُ أو الملائكة ، ونحن الأشرار
وعيّ أن أتظلّم إليهم في كلّ شكوى أو دعوى .
مع إطالة أمد الصراع تحول الحديث عن معاناة السوريين إلى خبر بارد تتناقله وسائل الإعلام لا يترك لدينا أية مشاعر حارة يشبه صفحة الأبراج في الصحف اليومية نتصفحها مع فنجان القهوة الصباحية من باب التسلية لا غيروأكثر مايلفت النظر الإطلالات الدائمة للناطقين باسم الشعب السوري من الموالين والمعارضين في الوقت الذي تنظر حولك لترى مايعنونه بالشعب السوري فلا تجد بشرا ً لا يوجد سوى صمت القبور يلف الأمكنة أين ذهبت تلك الكتل البشرية التي عهدناها تملأ أحياء وأزقة المدن السورية هل أنكفئت بفعل أزيز الرصاص ورائحة الموت .