لا كانَ للذاكرةِ لا سوفَ للآتي وهمٌ للحاضر وهمٌ ، هو ذاتنا و ما نحنُ عليه والوهمُ سعيٌ للامعقولِ عبرَ المُمكن وإفراغٌ الذاكرةِ من أثرِ التَّجربة وهو أيضاً طريقٌ للحَياة يسلكهُ عادةً النَّاجونَ من حَرب السُّؤال وفي خضمِّ المطلقِ تتوهُ الحياةُ كأثرٍ لتغدو وهماً من زجاجٍ يعلوه الغبار ..... لا كان للذاكرة لا سوف للآتي وهمٌ للحاضر وهمٌ ، يجتمع عنده الشُّعور والفَهم خطوةً قصوى ، نحو السبب سبب للوجود ، وسبب للزوال فيرى الحقيقيُّ في مثالِ الحبِّ وَهماً إمكانية فنائه الهائل ، سبب للوجود وللإطباق عليه حيث هو الآن ، حيٌّ فيما يتعلَّق الواهمُ بالوجودِ فيرى في مثال الحبِّ سبباً ، لا وَهماً في ضرورة أبديَّته سبب للزَّوال إن هو غابَ وفي كلا الحالين ، للشُّعور الغلبة.
XXX
أقصوصة كان لرجلٍ معدمٍ نبتةٌ ، تحتاج ان تُسقى كل يوم من دمه ، فكان يجرح يده كل صباحٍ بمديةٍ ، يسيقها ، ويخرج للعمل ، وحين يعود يراها خضراءَ فتيةً ، فينام قريراً. وكان لدى جاره التاجر نفس النبتة ، لكنَّ جاره كان يبولُ بها كلَّ صباحٍ ، ويخرج لتجارته ، وحين يعود يجدها طرحت له بدل الورق مالاً ، يجمع المال عنها ، وينام قريراً. كان الرَّجل المعدم حين يأخذه الأرق ، يقارن بين نبتته ونبتة جاره ، هو لا يريد منها سوى أن تبقى يانعةً غضَّةً ، لكنَّها تريد دمه مقابل ذلك ، فيما تلك تشرب البول وتطرح مالاً كلَّ مساء!!!! وفي إحدى الليالي المؤرقة اشتدَّ به الحنقُ من نبتته و جارهِ التَّاجر ، خرج من المنزل غاضباً ، حمل نبتته ،وانسلَّ فوقَ السُّور إلى بيت جاره ، استبدل النبتتين وعاد مسرعاً ، وضع النبتة الجديدة مكان القديمة ، قَبَّلها ،ونام قريراً. استيقظ في اليوم التالي ، بال على النبتة الجديدة ، وراقب جاره التَّاجر يبول على نبتته ، ابتسم في سره ، وخرج للعمل. عاد للمنزل مساءً ، جرياً ، حتى كاد ألَّا يستطيع ملاحقة أنفاسه ، لا حرجَ عليه ، يريدُ جمعَ المال . لكن التَّعيس حين وصل وجد النبتة وقد ذبلت ، واصفرَّت أوراقها !!! استرق النظرَ إلى جارِه التاجر ، _حيث كان هذا قد وصل بعده بوهلة_ ، وياللسخرية إذ وجد جاره يجمع المال عن النبتة ، نبتته ذاتها ، التي كانت لا ترضى سوى بدمه. استلقى في فراشه ، أشعل لفافة ، يائساً يناظر السقف ، بعينين مظلمتين ، فتحتا فجأة ، كان قد أدرك شيئاً ما ، شيئاً مهماً كما يبدو. لم يكن الأمر بتلك الأهمية التي أبداها توسع عينيه المفاجئ ، لكنه أدرك حينها أن هذا النوع من النبات_ هذا النوع تحديداً_ ، يستطيب بول جاره أكثر مما يستطيب دمه ....
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...