Alef Logo
ابداعات
              

 هلوساتٌ أُخرى

عدي الجندي

خاص ألف

2018-11-24

لطالما حاولت جاهداً ألا أؤمن بشيء ، ولكن مع مرور الوقت أدركت ان محاولاتي تلك لم تكن سوى إيماناً من نوع آخر ، إيمان بقدرتي على الكفر بكل شيء.
********
أين تكمن الحقيقة ؟!!
لا أعلم ولربما لا أحد يعلم ، لكنها _وأكاد اجزم _ بعيدة كل البعد عن الإيمان الواعي ، واللاإيمان الواعي ، لعلها ميزة خاصة يتميز بها أشخاص دون غيرهم _اللامؤمنون و المؤمنون_ باللاوعي ، او بمعنى آخر " الواهمون" .
يبدو انني انحرفت عن النقطة الرئيسية : " الحقيقة" ، لا بد أن حديثي ها هنا اتخذ منحى آخر ، منحى البحث عن الراحة ، عن السلام _ الداخلي تحديداً_ .
**********
لعله لا يحق لي إصدار الاحكام من موقعي هذا ، لكن ألم يكونا على الدوام _ الحقيقة والسلام _ ألم يكونا مضطردين دوماً ، أي ان احدهما يوازي الآخر ، يفرزه ، ويعتاش منه ؟!!!
الحقيقة توأم السلام؟!! لعلها تكون كذلك إن أردنا مناقشة الامر من مفهوم اصطلاحي ، مفاهيمي ، لكن يصعب علينا _ أو عليَّ _ فعل ذلك ، ذلك أن المفاهيم المجردة لا قيمة لها لديَّ ، أو كل ما ليس له علاقة بي _ بكوني إنساناً _ .
رباه ، لا استطيع التوقف عن تحوير الحديث باتجاهي .
ما سبب ذلك؟!! لا أعلم ، لكن على اعتبار انني المتكلم هنا ، فإن الأمر يعنيني مباشرة ، ولا ضير في ان يحوم الحديث حولي ، أستطيع تقبل هذا _ مبدئياً _.
إذاً ، الحقيقة توأم السلام ؟!! ربما تكون كذلك ، اصطلاحياً ، مفاهيمياً ، لكن في الواقع المعاش ، الإنساني ، الحيِّ ، هي ليست كذلك ، مطلقاً .
لم؟!! الأمر يمكن فهمه ببساطة لا تحتاج الشرح مطولاً ، يكفي للقارئ تتبع خيوط الحديث حتى يكتشف الخدعة .
ابتدأت بالسؤال عن الحقيقة ، _ما الحقيقة؟!! _ السؤال المخادع ، المداهن ، المتلصص من ثقب اسفل البوابة ، ليرى الخارج الرائع ، الحرَّ : السلام؛ وهو الامر الذي ما لبثت انتقلت اليه في مجرى حديثي السابق .
أي أن الحقيقة ذريعة للوصول للسلام ، والسؤال عن ماهيتها ، إدعاء ، مداهنة لحين طرح السؤال الإنساني الأهم : أين أجد طريق السلام ؟!!
ولأن طريق السلام المتمثل بالحقيقة وعرٌ يلجأ الناس عامة لأحد طريقين ، الأول يتجلى بتقديس الحياة على اعتبارها هبةً ، فيرى معتنقوها الأشياء حقيقةً ، كل شيء حقيقي ، مدعاة للتبصُّر ، ورأس خيطٍ يقودُ نحو الأصلِ ، نحو الله وأشياء اخرى مشابهة يمكن اختزالها جميعاً بلفظة "الحقيقة"،
على ان هذا الطريق هو ما اطلقت عليه سابقاً " الإيمان اللاواعي" أي الإيمان المطلق ، الأعمى ، والخال من اللبس .
أما عن الطريق الآخر ، النقيض ، الساعِ معتنقوه لنبذ الحياة ، ولضغط الأشياء جميعاً وتكديسها في حفرة العدم واللامعنى ( لا أصل ، لا إله ، ولا حقيقة) تلكم هي الحقيقة المطلقة.
هو ذاك اللا إيمان اللاواعي ، المطلق أيضاً ، والخال من اللبس كذلك.
"الواهمون بمعنى آخر" ، لم هم كذلك ؟!! لأن كلا الطريقين بالإمكان دحضه بالآخر ، على قدر متفاوت من السهولة والصعوبة ، ولك ان تدرك التفاصيل الهائلة الجائز تحليلها في الإيمان المطلق ، والعدم المطلق.
لا شيء حقيقي ، وكل شيء حقيقي ، الضد بالضد ، رُبعا الحقيقة ، نصفها.
والنصف الآخر بيدنا ، نحن المؤمنون واللامؤمنون الواعون ، أعداء المطلق .
ولأن الوعي يستوجب الشك ، فسيظلُّ نصف الحقيقة غائباً ، والسلام بعيداً عن الإدراك.
أكاد أجزم بذلك لولا علَّتي الآنفة ، علة الكفر الواعي.




تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

شبيه الريح

01-حزيران-2019

كم كان كل شيء من قبل سهلا

06-نيسان-2019

 هلوساتٌ أُخرى

24-تشرين الثاني-2018

نصان

10-تشرين الثاني-2018

هلوسات بحثاً عن المعنى

10-تشرين الثاني-2018

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow