في المساءِ التقيْنا في مقهَى المنَارِ كانَ وجْههُ شاحباً وعيْناهُ كانتَا تتْبعانِ حركةَ البواخرِ وزُرقةِ البحْرِ مرةً تضيعانِ في أفق لا أراهً مرةً تنظرانِ إليَّ كأنما تسألانِ عن سرّ الشبَهِ بيْننا
كنا قريبيْن من بعضنا بعضاً ثم النشيدُ، نشيدُكَ، في طنجةَ البعيدةِ ـ القريبةِ بدأ من جديدْ وأنا هنا أنصتُ إليْكَ أورفيوسْ أنصتُ إلى نشيدكَ من أقاصي الوحدةِ يأتي ماؤهُ أصْفَى منْ شَساعةِ الضوْء في طنجةْ
كنا قريبـيْنِ وهو بالسبّابة والإبهامِ ينقرُ على القيثارةِ ثمّ صوتُ القصيدةِ يصْعدُ أعْلَى وأعْلَى فيما سربُ الطيورِ كان يقتربُ منّا ويطوفُ في أشكالٍ لها الشطحُ الذي يتجدّدُ مع مطْلع كلّ قصيدةٍ
هنا في وحْدتكَ أورفيوسْ تحملُ القيثارةَ تغنّي لآخر هؤلاءِ العاشقينَ المُنْتشينْ
قصيدتُك تتبادلُ التحيةً مع الضوْءِ وأنا أنصتُ إلى أصدائها تخترقُ بحْرَ الظلماتْ
أنفاسٌ عاريةٌ هذه القصيدةُ لم يعدْ محرُومون منَ الكلامِ يسْعدُونَ برنينهَا في أوتار قيثارةٍ في نشيدٍ تسْتكشفُ به الكلماتُ مُسْتحيلَها وتَستأنفُ الرحيلَ في البعيدْ
* شاعر من المغرب، والقصيدة صدرت مترجمة إلى الفرنسية ضمن العدد الأخير من مجلة لوكوراج Le Courage عن دار غراسي بباريس، وتنشر هنا بالاتفاق.
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...