حين استيقظت
كانت عيني نوماً
حين استيقظت
بدأت عيني تفتح كالنخله
تتحول عيني كاملة
تتقاطع في عينا الآخرين.
وترى
ثم العينان الآن
عين في عين
عين أقوى
وترى
عين تتفجر لغماً دائرة
عين يتساكن فيها العنف الرعب
القضبان الثور الهائج
تغزوها رائحة الدم
رائحة سامة
رائحة يا عيني آتية
وأنا في العين
والعين رجال مروا في قلبي سهماً تثقله
قافلة القتلى.
جروا للساحة أعينكم
لا تنتظروا
جروها واحدة
وقفوا
هذا وطني
والثور الهائج في الساحة
والكدرة في الساحة
والورد
تحت الشمس الموقوفة فوق الرأس
لا تنظروا
فالشمس هنا وقفت
والدم
يتناثر وروداً مغسولا
يتعلم كيف يطير
ويقول الحق
والدم
فيه الشمس الشاهدة الحبلى
فيه الورد المتفتح من عنق الأفراس
فيه الهذيان
والسوط
يتحول فيه
أو يتحول جعبه
والسوط
والوحدة في سقف الساحه
وتيارات الكهرباء
وصراخ القلب
ويقول الحق يقول الحق
هذا وطني
وأنا أروي
هذي عيني المفقوءة بالنيران
هذي عيني المسكونة بالشمس
وبالتاريخ
تسعى وترى
تدمي وتقول ترى
عيد من نوع خاص معروف
عرس محموم
ورد يتناسل في فخذ الدم
أفراس
نخل عجب
إنسان.
في الساحة الكبرى
جمعت رؤوس الواقفين
زين الشباب بها
أعلى من الأبواق والأفلاك
زين الشباب بها
وتدور في الساحة
كل الرؤوس تدور
تتوحد الأصوات في صوت يقول الحق
هذا وطني
والسوط يعلم أن هذا الحق
يعلو
حقاً علو الحق
يتقاطع التاريخ في ورده
زين الشباب بها
يهوي على الكتفين
قلبي مع الأحباب والساحه
كل الرؤوس تدور
سوداء
كل الرؤوس تدور
عنقاء
كل الرؤوس أنا وأحبابي
كل المراحيض التي ينام بها صديقي
والحديد البارد المشدود في
عينه والإسلفت مهروقاً على فخذيه
والحب الكبير يقوم في كفيه
و الزلزال
يخرج من صمود يديه والإنسان
و الإنسان
و الإنسان
كل الرؤوس تدور
تهذي وترفع قامة مجهولة المقاييس
والتوقيت
في الساحة الكبرى
هذا وطني
يعلو
حقاً علو الحق
حقاً وتأخذني عيون الصحو
وتأخذني عيونك في هدير الحلم
تتردد أصوات في صدري
تسري من الأذنين نحو مناطق الرصد
الخفية في
هنا سري
تتسابق الأنفاس في رئتي
خفوا إلى الساحة
زين الشباب بها
خفوا إلى الأحياء في الفرجه
خفوا لتكتشفوا أصابعكم
وردا يقوم على لسان الدم
وحفلا قادما منا
إلى الساحه
كل الأبواب هنا في الساحة مقفولة
منذ الصبح الصافي
في صبح الشمس وصبح الريح
وصبح الماء وصبح الورد
وضعوا أحجارا هائلة
حجراً صلباً إسفلتاً سارية
وضعوا قفلا يستعصي فتحه
قفلا يتدلى من أعلى المزلاج إلى القدمين
وله شكل كروي
لا ينطق إلا في حالات الشحن وحالات
الإفراغ
والساحة فيها ستة أبواب معلومة
والسبعة الأخرى
مجهولة
يدخلها وحش يتمنطق بالبارود
والرأس رؤوس
لا تحصى أسبابه
والوحش
لا رجل له
لا قلب له
وأصابعه تتداخل في الأسنان
خفوا للساحة تحملكم أسراب الطير
خفواً لتروا
هذا وطني
والحق يقال
كل الأبواب هنا والساحة ضيقة
والثور الهائج والساحة
والشمس معي
والساعة آتيه
والساعة في الساحه
معنا تتراكم نكثر ثم نطوف
والوحش
لم يبك في الساحة وحده
لا يتجول في الساحة وحده
خفوا لتروا
كل الأبواب هنا أسرار مقفولة
لا تنسوا قلباً مفتوحاً كالعادة
قلباً يرفع في الساحة
قلباً ورداً نخلا
ويقول
هذا قلب المحبوب الواقف في سقف
الساحه
في وجه العمر.
أحبك حبين حب الهوى
وحباً لأنك أنت التقف
أراك
فأفرح ثانية
وأصحو
وأجعل منك دليلي
ورأسي
وحلمي الطويل العريض العميق
وحلمي
أخف إليك
وأنت هنالك تبصرني قادماً
مع
الشمس
والنار
تبصرني
ووجهي يدي
وقلبي تفيا ظلك أسرى اليلك
وأنت معي
اليلك أسير
اليلك
وأنت معي
وحمى الوصول
وعصر العبيد يسير إلينا/ نسير
إليه سيادة
وعمر الطويل
احبك
حرفي يطول تفرع عنه أنا
وأنت تفرع عنه
فأفرح ثانية
أقوم على قدمي
اليلك أسير
وأنصت
أنت الذي تقف
وابدأ منك اليك انتهيت
تشكلت فيك
وأنت الذي أقف
ولا أقف
لأنك أنت الذي تقف
أدور مع الشمس تبصرني قدمك
وأنت معي
وخط الوصول هو قلب وحده
كيف أراك ولا أقف
وعيني على القلب تغسل أردانها
وتفرح
خط الوصول البداية
وصبر
وتفتح أروقه
وورد
وحسب رحيل اشتهاء يمر من
الشفتين إلى
القدمين
وصبر صمود
وخيل تفور بنهر سبوه
تعيد لنا الحاضرة
تعيد لنا الحاضرة.
لأنك أنت الذي تقف.