يا سيّدَ الشُّعراءِ غُوتَه غنّيْتُ من أدْنَى بلادِ الشرْقِ كأساً كنتَ تشْربُها سعيداً تحتَ داليةٍ وتعْرفُ أنها خيْرٌ تماماً كلُّها
وحْدي هُنا في حَانةِ الغُرباءِ يمْلأُ كأْسيَ السّاقي نبيذاً صافياً كأساً تلي كأساً وفي سرِّي أباركُ نشوْةً مُتنسّكاً أتعلّمُ الغرْبَ الذي أوْدعتَهُ في جوْهرِ الكلماتِ
أنتَ أَنا أراكَ اليوْمَ من زَمنٍ إلى زَمنٍ تعودُ تُطلُّ منْ معْراجكَ الكوْنيِّ يجْمعُ بيْنـنَا حُلمٌ تكوّنَ منْ مدَادِكَ عندمَا سُكرٌ وشطْحٌ فيكَ ظلّا طائريْن إلى الأعَالي شُعلةً يتلألآنْ
حقّاً سأرْفعُ ضوْءَ كأسكَ لا سبيلَ سواهُ في زمني الجَريحِ كأنما شوقٌ إليْكَ يقودُ من غرْبٍ إلى شرقٍ يدُورُ الكأسُ لي سُكْرٌ يُمجّدُ ما يديمُ عليَّ أنْ أحْيا بعيداً عنْ غباءِ الحقْدِ
أعرفُ أن وقتَ الضّيْق صارَ اليوْمَ أعْتَى باسْم مَا سمّوْهُ شرْعيةً ولكنّي بماءِ الحُبّ أغسلُ ما تدنّسَ في النّفوسْ
أهْلاً بكأسٍ منْ نبيـذٍ يُشبه الياقُوتْ سأشربُ في مديحِ العشْقِ هذا الكأسَ ليْلاً ثم ليْلاً سوْفَ أسْعَى مُخْلصاً لنشيدِ منْ غنّى منَ الشعراءِ للأرضِ التي تبقَى لنَا أُمّاً كما كانتْ
أنَا السّكرانُ أبصرُ آيةَ المجْهولِ مُشرقةً على صمْتٍ توحّدَ بي وفـيّاً لانْفتاحِ اللاّنهايةِ بيْننا فرَحاً به أبداً أكونْ
* كُتبت القصيدة لأنطولوجيا شعرية تحمل عنوان "ديوان جديد" صدرت أخيراً بالإنكليزية عن "دار جينكو" Gincko بلندن، بمناسبة الذكرى المئتين لصدور كتاب الشاعر الألماني غوته (1749 - 1832) "الديوان الشرقي للمؤلف الغربي"، الصادر سنة 1819.
أشرف على الأنطولوجيا كل من برباره شويبك وبيل سوينسون، وقد تضمّنت قصائد لأربعة وعشرين شاعراً، 12 من الشرق و12 من الغرب، منهم: رضا محمدي من أفغانستان، وأنتونيلا أنيدا من إيطاليا، وأليش شتيجر من سلوفينيا، وكونغا أوزمان من تركيا، وأنجليكا فرييتاس من البرازيل، وحافظ الموسوي من إيران، وكلارا خانيس من إسبانيا.
ومن الشعراء الحاضرين من العالم العربي: أمجد ناصر من الأردن، وأدونيس من سورية، وعباس بيضون من لبنان، ومريد البرغوثي من فلسطين، وفاضل العزاوي من العراق، ومحمد بنيس من المغرب الذي خص "العربي الجديد" بقصيدته.
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...