اللوحة دلدار فلمنغ سوريا
بلوحة مفاتيح

الماتحت

في الماخور الكائن على قمة جبل يرمق من بعيد نفاق المدينة بشبق، اصطففن أمام "عروة" بألوانهن وعريهن ونظراتهن الفارغة. نقـّل بصره بينهن ببطء، ثم اختار واحدة بعد استغراق طويل في الماتحت، وإغفال أطول للمافوق.

على الحدود

على الحدود بين البلدين الشقيقين منذ سايكس بيكو سأله الضابط عن موقفه من بلده. قال:" تغير، ولهذا عبرت."
فرد الضابط :" موقفنا لم يتغير ، ولهذا انتظرناك!"
السجادة الحمراء

بالطبع لم يعد باستطاعته أن يظل وفيا لنهر الدون بعد أن هدأ، وفقد حمرته، وابيض كثلج روسيا، فاشترى سجادة صلاة حمراء اللون.

رحمة
صار على باب الحافلة بعد تدافع مع الحشد الهائل، لكنه سمح لسيدة عجوز بأن تصعد قبله رحمة بسنها وضعفها، ولشرطي رحمة بواجبه في خدمة الشعب، ولشاب ضخم شرس رحمة بنفسه.

حروف الوصل

كان الأستاذ بكر معلم اللغة العربية والتربية الدينية يكره وصل الحروف دون مسوغ لغوي. وكان يعتبر ذلك أمرا خطيرا يؤدي إلى الدخول في نفق اغتيال الشخصية، وربما القدح الطالع والنازل. ولهذا كان يفضل دائما قراءة حرف الفاء ثم السكوت سكتة خفيفة قبل أن يكمل"ساد" لأن الفصل جائز مع أن الوصل أولى.
شهادة

أشهد أنا المواطن "ن" أن الجو حار، وخانق، وثقيل، وكئيب، وراكد إلى الحد الذي لا أستطيع أن أتنفس، وأن أحلم، وأن أخرج أو أكتب بحرية!



عن آرام و السردين والبحر

قطتنا "آرام" لم تكن قطتنا. تعرفنا إليها وتعرفت إلينا حين شمت ذات يوم رائحة سردين. قال أبي يومها:" أعطوها العلبة فارغة، وكلوا السردين بسرعة." لكني كنت أعطيها سرا من حصتي. وصارت تصير قطتنا كلما فتحنا علبة سردين. ثم ارتفع ثمن السردين، ولم نعد نشتريه. فقالت لي آرام:" كيف أحصل على سردين؟"
قلت:" من البحر!"
قالت:" وأين البحر؟"
قلت: "في العقبة. ولكنك لن تستطيعي الوصول إليها. إنها تبعد عنا 360كيلومترا. يعني أنا عمري سبع سنوات وجسمي أكبر من جسمك ولا أستطيع."
ولم أعد أراها.
ثم بعد شهر قالت المذيعة الحلوة النظيفة الممتلئة في برنامج "صباح الخير يا وطن" إن صيادين في العقبة أخرجوا قطة من البحر ميتة وفي فمها سمكة.