عن ابن الأزعر الفنطزي، عن فجعان ابن اللهاط ثنا طرب بن سمّيعة المكنى آكل الحقوق ثنافاقد بن ضائع بن مضيع الدين عن الفناص بن أبي الفناص قال: كنت جالسا في حضرة مولانا السلطان الخانق لخلق الله أعد له تخريجة في النصب، وحيلة في النهب، وخطة لإلهاء الشعب، بعد أن جاع الناس، واشتد عليهم الكرب، وسدت في وجوههم أبواب الشرق، وتربص بهم الغرب، إذ دخل عليناالحاجب، فاستأذن لرجل يقول إنه من بلاد الهند، فأذن له بعد أن أمر عددا منحراسه بالاختباء خلف الستائر حتى يقتلوه إن قام بوعظه موعظة تذكره بالحقوق والحريات العامة والتعددية والرأي والرأي الآخر، والبعد عن الموبقات ومنها الفساد وقطع ألسنة العباد وعقد الاتفاقيات مع إخوة شاليط أبي جلعاد. فإذا برجل طويلالقامة، ضخم العمامة، كبير الرأس، شديد البأس، عليه علامات السفر والبؤس، فقال له مولانا وثعبانان يتلويان على جبينه: "ويحك كيف تدخل على السلاطين برائحة منتنةوهيئة مُلطمة ؟ ألا تعرف للناس أقدارها؟ أم أخذت من البهائم أقذارها ؟ فسكت الرجل حتى ظننته أبكما أو استحال صنما،ثم تنحنح فقال: " بعثني إليك أيها السلطان ملك الهند بنصائح ثلاث بعد أن سمع عنكم ما أثلج صدره وقد اشفق عليكم من جلاف العامة الدهماء و وقاحة الغوغاء. يقول مولانا:" افعل ثلاثا تحفظ ثلاثا: إذا هبرت فكبـّر، وإذاكذبت فبهـّر، وإذا بطشت فبكـّر، تحفظ ملكك في حياتك، وعقلك قبل مماتك، وإرثكلولدك بعد وفاتك.
وانحنى طالبا الإذن بالانصراف، فقام إليه السلطان، وعانقه طويلا حتى ظننته سيستغني به عن غلمانه، ثم خلا عنه ، وخلع عليه خلعة سنية، وجعله على الخراج وولاه الجمارك، وتأشيرات الحجاج، وبناء الأبراج، وأمره أن يترك للشعب صور الدجاج، والتلهي بالأحلام الخداج.
أطال الله عمر مولانا،ووقاه شر انفلونزا الخنازير، وجعله نصيرا لكل طامح طموح، ولص لحوح، وامرأة جموح، حتى تطلع الروح. آمين!
بتصرف عن كتاب (البيان في شل عرض السلطان) لابن المخوزق.