خطفة
خاص ألف
2010-08-21
قـال لـي : ألا ترى أن القوةَ والجمالَ يحيطان بالعالمِ
كجناحي حدأةٍ خرافية ؟؟،
وحقائقُ الوجودِ تترنحُ بينهما .
القوةُ تلاحقُ الجمالَ مثل الظلِّ
لا بل تراها تجاهدُ للأستئثارِ به
كي يصيرا صنوين !!.
* * *
و قـال: أنهما يهضبان مترادفين أو متلاصقين
أو قل كالأميرِ و الحاشيهْ ،
و منذ أن وِئِدَتْ الحريةُ الاولى ،
يومَ كان الانسانُ يحبو وراء أنثاه
دون أن يرى ما يخشاه..
إلى أن سقطَ في ترابِ تاريخِ القوةِ
و السلطانِ
* * *
و قـال: أوتعتقد أن اللغةَ بريئةٌ من الرهلِ
و بعيدةٌ عن زهومةِ التقاليدِ القاحلة
و متزايلةٌ عن تاريخِ لسانها ؟
* * *
و قـال: اعلم أن ثمة وشائجٌ بين المعاني
مثلما هناك أروماتٌ للحروفِ
و أن السالفَ يرمي عباءته
على الطيورِ الوليدة
كي لا تفر وتحلق في سماءٍ جديدة
كأنه يستخدمُ حقَ البكوريةِ
في حقولٍ لم يحرثها أبداً
غيرَ أنه يحرسها
وهكذا ثمة أشباحٌ ترحلُ من جيلٍ إلى جيلْ .
* * *
و قـال: تنظيفُ اللغة من وخمِ المعاني
يشبهُ تنظيفَ الجمالِ من زبلِ المالِ ،
لكن لا تيأس ...
أولم ينظف هرقل اسطبلات أوجياس ؟
* * *
و قـال : الجمالُ مثل طائرِ الفينيقِ ،
ينبعث من رمادهِ ، كلَّ مرةٍ ،
كي لا يرهل و يظل ابن نفسهِ
يعصو على الصيادِ و يفجأ مثل البهجة ِ.
* * *
ثم قال : تَحَرَر من أقمطةِ الماضي
القابضِ على عنقكَ ،كجلادٍ
ومن أوهامِ المستقبلِ المتراقصِ في رأسكَ
كسمادير السّكرِ، ترى الجمالَ يرفل في صباحِ
اللحظةِ، مثل حوريةٍ كانت محبوسةً في قمقمِ
غبائكَ.
وقبل أن يمضي، أمسكني من كتفي ، هزَّني بلطفٍ و رفقٍ ،
كما تُهزّ الوردة .....
فسرى في جسمي تيارٌ لا باردٌ ولا حار، غيرَ أنه
جعلني لا أقوى على الوقوفِ ولا على الرقادِ
و لم أعد أرى سوى ضوء عينين يبرقُ
كأحجارٍ كريمةٍ .
* * *
وقـال: رؤياك هي صدى أفكارك
فأنت لا ترى إلا ما تروم
أن تراه ،
حتى لو لم تدرِ
لأنَّ الرؤيا من لدنِ الرّائي .
اردم المسافةَ بينك و بين نفسِكَ
تراني ...
و إذا ما رأيتني وجدتَ مرآةَ حقيقتِكَ
في بهائها و هولها...
تنتظرك كعروسٍ، تلبسها لهفةُ الانتظارِ .
انظر ها هنا
الجمالُ ساجدٌ بين حاجبيكَ
و نسغهُ مسجورٌ في مقلتيك
امسح صدأ القيودِ، وغبارَ الأحلامِ
عن بلورِ النهارِ ...
اطرح قواعدَ اللعبةِ من أمعاءِ عقلك
كما يطرحُ الجسدُ سمومَهُ
و اسرح في سحابِ حبٍ صريحٍ
ترى الحريةَ تكللُ رأسها
بغارِ الجمالِ .
ليس مني من تأخذه الأوقاتُ الموقوفةُ
على ذمةِ الوقتِ العابرِ
ليس منك ما تراه يحومُ
على ضوءِ الوليمة ...
ويتهافتُ على الأفكارِ الرائجةِ
أويرتضي طعامُ الطيورِ الداجنةِ
بينك وبين نفسك مشيمةٌ
كشعرةٍ بيضاءَ في مفرقِ رأسِكَ
إذا اقتلعتها أو أشعلتها
شَطَرَتْ حياتَك إلى غيابين
أحلاهما أغبرُ ...
دع القومَ ينبذونكَ، كثمرةٍ محرمةٍ
وارتحل عارياً إلا من حقيقتِكَ
واترك صدى صوتِك وراءكَ ...
يترسبُ في جماجمِ صغارِهم ،
كشذورِ الذهبِ
وفي حلوقِهِم ، كالبلحِ .
ها هو حَجَلُ الجمالِ
يمدُ منقاره إلى يديكَ
يرتجفُ كأرنبٍ حائرٍ ، أمامَ الضوءِ
وأنتَ تراهُ
كأنه ليس منكَ
أو أنكَ لاتراهُ .
***
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر ــ ألف
08-أيار-2021
07-تشرين الثاني-2010 | |
05-تشرين الأول-2010 | |
24-أيلول-2010 | |
31-آب-2010 | |
21-آب-2010 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |