(نَيْبُوْر)
2010-08-24
1-
صَبَّتْ نَبِيْذَ الْعُمْرِ فَوْقَ فَمِي
وَطَعْمُ الْمُرِّ يَقْتُلُنِي كَأَسْيَافٍ تَدُورْ
فَحَبِيْبَتِي، وَنَبِيْذُ هَذَا الْكَأْسِ
قَدْ دَارَا عَلَيَّ صَبَابَةً
بَلْ أَشْعَلا في صَدْرِيَ الْمَجْرُوْحِ حَرْبَاً
رُبَّمَا مَا كُنْتُ أَعْرِفُهَا
وَلَمْ أَفْتَحْ بِهَا يَوْمَاً جُروْحَاً في الصُّدُورْ!
(نَيْبُوْرُ) يَا وَجَعِي
وَيَا صَوْتَ السَّمَاءِ يُدَوْزِنُ الأَسْمَاعَ حَتَّى لا تَثُورْ
يَا بَيْتَنَا الْمَنْحُوْرَ في قَلْبِ الزَّمَانِ
وَيَا غَدِي
يَا أَمْسِيَ الْمُعْتَلَّ، يَا رُعْبَ الْحُضُورْ..
هَلْ تَذْكُرَانِ طَرِيْقَهَا؟
هَلْ تُنْكِرَانِ وُجُوْدَهَا قَبْلَ الْوُجُوْدِ؟
وَهَلْ تَنَاسَى كِبْرِيَاؤُكُمَا عَنَاقِيْدَ الزَّبُورْ؟
(نَيْبُوْرُ) يَا ذَاتَ الْخُشُوْعِ بِلا بُكَاءٍ
يَا كُرُوْمَ اللهِ..
يَا عَرَقَ الْبِلادِ وَخَمْرَةَ الْوَجْهِ الصَّغِيرْ
هَلْ تَذْكُرَانِ مَلامَحَ الْوَجْهِ الصَّغِيرْ؟
هَلْ تَذْكُرَانِ بَرَاءَةَ الْعُنْوَانِ؟
هَلْ – يَا سَيِّدَيَّ – نَسَيْتُمَا بَابَ الْمُرُورْ؟
قُرْبَانُ (نَيْبُوْرَ) اخْتَفَى بَيْنَ التَّوَجُّعِ وَالتَّنَاسِي
وَيْلَ أَرْضِي
وَيْلَ هَذَا الْكَوْنِ حِيْنَ يَهُزُّهُ بَعْضُ الْغُرُورْ!
2-
صَبَّتْ نَبِيْذَ الْعُمْرِ فَوْقَ فَمِي...
تُرَى (نَيْبُوْرُ) تَذْكُرُنِي؟
وَهَلْ مَا زَالَ دَرْبُ النُّوْرِ يَعْرِفُنِي؟
وَهَلْ – لَوْ زُرْتُهَا يَوْمَاً –
سَتَغْفِرُ لي ابْتِعَادِي نَحْوَ أَطْلالِ الْوُجُودْ؟
وَأُحِبُّهَا!
وَأُحِبُّ بَرْقَ عُيُوْنِهَا
لَوْ أَبرَقَتْ في الْكَوْنِ حِيْنَ حَمَاقَةٍ
وَأُحِبُّ طَعْمَ جِرَاحِهَا
وَلِقَاؤُهَا مَا زَالَ يَذْبَحُنِي لِيَضْحَكَ لي الْوَرِيدْ!
وَأُرِيْدُهَا
كَمُتَيَّمٍ نَسِيَ الْهُدُوْءَ سِوَى عَلَى صَدْرٍ لَهَا
إِلاَّ عَلَى شَفَةِ الْمَغِيْبِ إِذَا تَمَادَتْ بِالصُّدُودْ
وَكَشَاعِرٍ مَا زَالَ يَكْتُبُ نَفْسَهُ
شِعْرَاً! وَمَا زَالَتْ مَوَاجِعُهُ تَبُوْحُ لِكُلِّ عُودْ!
(نَيْبُوْرُ) تَعْرِفُنِي
وَمَا زَالَ الْغَرَامُ مُعَلَّقَاً
حَتَّى نَعُودْ!
3-
مَا زِلْتُ أَذْكُرُ بَيْتَنَا
عِنْدَ الْتِقَاءِ التَّلِّ بِالنَّهْرِ الْكَبِيرْ
أَتَذَكَّرُ الْجِيْرَانَ، وَالذِّكْرَى
غَدَتْ مَحْفُوْرَةً في شِعْرِيَ الْمَبْحُوْحِ
حَتَّى لا تَبُورْ..
(نَيْبُوْرُ) مَا زَالَتْ تَئِنُّ وَتَشْتَهِي
أَنْ تَرْجِعَ الْوَطَنَ الْعَطُوْفَ، وَأَنْ تَرَى
أَجْيَالَ مَأْتَمِهَا تُقَاوِمُ ذُلَّهَا الأَبَدِيَّ
في كَنَفِ الْعُبُورْ
فَهُنَاكَ أَحْيَيْتُ الْفُؤَادَ قَصِيْدَةً
وَهُنَاكَ أَحْبَبْتُ اللِّقَاءَ بِطِفْلَةٍ
لَمْ تَسْتَطِعْ حَمْلَ الْمِظَلَّةِ حِيْنَ نَادَاهَا الْمَطَرْ
فَتَصَوَّفَتْ تَحْتَ الْقَمَرْ
وَتَحَمَّلَتْ وَجَعَ الطُّيُورْ!
(نَيْبُوْرُ) مَا زَالتَْ تَئِنُّ..
هُنَاكَ شَرَّعْتُ الْغَرَامَ
هُنَاكَ كَانَ اللهُ يَخْلِقُ أَلْفَ مُعْجِزَةٍ
هُنَاكَ تَمَرَّدَ الإِنْسَانُ في عَبَقِ الزَّمَانْ
وَهُنَاكَ.. حِيْنَ تَدَاوُلِ الْكَأْسِ الأَخِيْرِ مَرَارَةٌ
تَرْقَى إِلى صَحْنِ الْفَضَاءِ
تُعِيْدُ تَارِيْخَ الْبَيَانْ
وَيُؤَرَّخُ الْكَأْسُ الأَخِيْرُ كَأَنَّهُ
نَصْرٌ تُسَطِّرُهُ أَسَاطِيْلٌ لِجَانْ!
(نَيْبُوْرُ) مَا زَالَتْ تَئِنُّ، وَمُقْلَتِي
في عُمْقِ مَأْتَمِهَا تُحَشْرِجُ دُوْنَ مَوْتٍ
تَخْتَفِي كَأَنِيْنِ أَوْتَارِ الْكَمَانْ
فَمَتَى سَأَمْسَحُ دَمْعَهَا؟
وَمَتَى أَزُوْرُ اللهَ فِيْهَا كُلَّمَا لاحَ الأَمَانْ؟
(نَيْبُوْرُ).. مَا (نَيْبُوْرُ)؟
هَلْ أَدْرَكْتُمَا وَطَنِي بِحَقٍّ في الْمَدَى؟
(نَيْبُوْرُ) أَوْ بَيْرُوْتُ! وَالشَّامُ الْعَرِيْنُ، عِرَاقُنَا
وَرِبَاطُ مَغْرِبِ أَرْضِنَا
بَارِيْسُ، لُنْدُنُ، أَرْضُ حِمْصَ مَدِيْنَتِي، وَالْقِبْلَتَانْ!
(نَيْبُوْرُ) كَانَتْ وِجْهَتِي
(نَيْبُوْرُ) كَانَتْ قِبْلَتِي
قَبْلَ اكْتِشَافِ الْقَارَّتَيْنِ وَعِنْدَمَا
رَشَفَتْ شِفَاهِي خَمْرَ أَنْهَارِ الْجِنَانْ
فَبِأَيِّ شِعْرٍ أَكْتُبُ الْوَلَهَ الْعَتِيْقَ بِخَافِقِي؟
وَبِأَيِّ آلاءِ الْبِلادِ تُكَذِّبَانْ؟
24 كانون الثَّاني 2009م
عمر حكمت الخولي/سوريا
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر ــ ألف
08-أيار-2021
22-شباط-2014 | |
17-تشرين الأول-2010 | |
24-آب-2010 | |
26-تموز-2010 | |
22-أيار-2010 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |